خاص - موقف صادم... هذا ما قاله الفرزلي لـ"نائب القوات" في أروقة المجلس النيابي! ... محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 21, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
محمد المدني

بعد تصدر مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون المشهد السياسي في لبنان على مدار يومين متتاليين، سرق نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الأضواء من عون، حيث فجّر تصريحًا مدويًا، شدّد خلاله على ضرورة استلام قيادة الجيش للسلطة وتعليق الدستور، وأن تحلّ مجلس النواب ومجلس الوزراء و"تبعت رئيس الجمهورية على البيت".

مواقف الفرزلي أثارت جدلاً سياسيًا كبيرًا لجهة إنقلابه على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فبادر مستشار الرئيس الوزير السابق سليم جريصاتي بالرد على الفرزلي، حيث قال: "خفّف من غلوّك، ولا تُقحم ​الجيش​ في ما ليس فيه، ورئيس الجمهوريّة يبقى طيلة ولايته رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن"، مشدّدًا جريصاتي على أنه "يثق بأنّ الزمن الأوّل لن يتحوّل عند صاحب السلالة العريقة في حياتنا الوطنيّة من أمثال الفرزلي".

ماذا في خلفيات مواقف الفرزلي؟ وهل انقلب على ميشال عون؟

مصادر نيابية بارزة أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "الفرزلي من المتحمسين لوصول قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى سدة الرئاسة"، مشيرًا إلى أنه "كان أيضًا من المقربين والداعمين والمتحمسين لوصول الرئيس إميل لحود واصطدم معه لاحقًا، وكان ضمن مجموعة الـ6 التي كانت تجتمع مع العماد عون في الرابية قبل وصوله إلى رئاسة الجمهورية، والتي كانت تضم إلى جانب الفرزلي، سليم جريصاتي وعبدالله أبو حبيب وجان عزيز وحبيب افرام وكريم بقرادوني، ولم يبقى منهم إلى جانب الرئيس سوى جريصاتي، بينما تشتت الآخرون".

وقالت المصادر: "من الواضح أن للفرزلي مأخذ على استبعاده من دائرة المقربين إلى ميشال عون، ولم يتم التعاطي معه بالشكل المطلوب، ونظريته اليوم بتسلم الجيش للسلطة تنطلق وترتكز على فكرة أساسية وهي أن البلد منهار، وفي ظل هذا الإنهيار المالي والإقتصادي والسياسي الكارثي، ومع القضم التدريجي للمؤسسات وآخرها المؤسسة القضائية، لم يبقَ أي شيء على مستوى الدولة، وأنه في حال استمرت الأمور في هذا الإتجاه فإن البلد سينزلق أكثر وأكثر نحو الإنهيار الكارثي والفوضى الشاملة، لذلك فإن الفرزلي يقول بأن تأتي سلطة انتقالية بقيادة قائد الجيش من أجل التحضير لمرحلة جديدة يُعاد فيها إنتاج السلطة بدءًا من رئاسة الجمهورية".

ولفتت إلى أنه "إنطلاقًا من كون الفرزلي أصبح مقربًا من قائد الجيش، فهو يحاول أن يُعمم هذه الفكرة ويجعلها مقبولة عند الرأي العام الذي يريد مسارًا إنقاذيًا لا كارثيًا، تمهيدًا لوصول جوزاف عون إلى كرسي بعبدا عام 2022".

وأوضحت أن "الفرزلي ومنذ زمن بعيد منسجم مع مواقف الرئيس نبيه برّي ومتوضع إلى جانبه، وعملية التحالف مع الرئيس ميشال عون كانت مرحلية للحصول على المقعد النيابي، ومنذ إنتخابه نائبًا لرئيس مجلس النواب إنتهى التحالف بينه وبين التيار الوطني الحر، وبالتالي عاد إلى موقعه الطبيعي القريب من برّي في اللعبة السياسية الداخلية".

أما على المستوى الإقليمي، فأعتبرت المصادر إن "الفرزلي اذا انقلب على ميشال عون هذا لا يعني أنه ينقلب على خياراته الإقليمية، لأن الرئيس نبيه برّي هو الحليف الثابت إلى جانب سوريا وحزب الله، بينما ميشال عون يمكن أن يُبدل خياره في أي لحظة بحسب مصالحه وصهره في السلطة".

وأشارت إلى أنه "من المحتمل أن يكون الكلام في الفترة الأخيرة عن إقتراح "صفقة" بين العماد ميشال عون والأميركيين للتخلي عن حزب الله، من الأسباب التي دفعت الفرزلي إلى إتخاذ هذا الموقف، وكأنه يتبرأ من موقف رئيس الجمهورية فيما يخص ملف ترسيم الحدود البحرية، أو يعمل على التصدي له بخيارات سياسية على أرض الواقع".

وكشفت المصادر عن موقف لافت للفرزلي حصل في أروقة مجلس النواب خلال حديثه مع أحد نواب تكتل الجمهورية القوية، عندها قال الفرزلي للنائب القواتي: "علينا أن ننتظر حتى نهاية عهد عون كي يتحسن وضع البلد، ويعود كما كان".

وأكدت أن "الخلاف ليس سلطوي بل سيادي، والمشكلة ليست مطروحة من زاوية من يستلم السلطة، إن كان قيادة الجيش أو رئيس الجمهورية المنتخب أو حكومة انتقالية"، معتبرة أن "المشكلة الأساسية في لبنان هي من يضع يده على مراكز القرار وليس من هو في واجهة السلطة".

وقالت: "من يضع يده على السلطة في الوقت الحاضر هو حزب الله ومن خلفه إيران، لذلك فإن كل المعالجات القائمة على قاعدة إستبدال شخص بآخر ومؤسسة بأخرى لا تفيد، لأن المشكلة تكمن في من يسيطر على البلد وليس في من هو في موقع القرار نظريًا وشكليًا".

وأكدت المصادر نفسها، أن "وضع الجيش اللبناني في واجهة القرار السياسي من شأنه أن يُسيء إلى الجيش، لأنه من الواضح أن المشكلة القائمة في لبنان هي مشكلة خيارات سياسية يفترض باللبنانيين أن يتخذوها ويحسموها ويفترض بالمنظومة السياسية القائمة أن تأخذ القرارات المناسبة في شأنها، أما وضع الجيش في الواجهة من دون أن يكون له القدرة على إتخاذ القرارات الإستراتيجية الكفيلة بوضع الأمور في نصابها لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، بل على العكس سيجعل منه (الجيش) كما بقية المؤسسات الأساسية في الدولة كمصرف لبنان في مواجهة مع الناس، بدل أن تكون الناس في مواجهة مع سبب الأزمة أي حزب الله وإيران".

من ناحيتها، أكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ"الكلمة أونلاين"، أن "طرح الفرزلي مرفوض شكلاً ومضمونًا، والرئيس عون باقً في قصر بعبدا حتى آخر لحظة من عهده، ولا احد قادر لا عبر الشارع ولا عبر المؤسسات بدفع عون إلى الإستقالة أو
العودة إلى بيته".

وقالت: "رئيس الجمهورية يخوض معارك مصيرية، إن كان في ملف التدقيق الجنائي ومكافحة الفساد أو ترسيم الحدود، وهو مصرّ على المضي قدمًا بهذه المعارك، وليس ميشال عون من يرمي كرة النار بوجه اللبنانيين ويتهرب من مسؤولياته الوطنية".

وعن مواقف الفرزلي المتعلقة بضرورة تسلم قيادة الجيش للسلطة، أوضحت مصادر الوطني الحر أن "التيار ليس بوارد الخوض في نقاش يتعلق بإدارة البلد طالما أن ميشال عون في قصر بعبدا، ومن يريد أن يعرف الحقيقة فليسأل الفرزلي عن سبب تبدل مواقفه".