خاص - لبنان يدخل الـRed Zone نهاية أيار.. وهذا ما تسعى اليه الاحزاب! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 20, 2021

خاص - بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

بات محسوما ان لبنان يدخل مع انتهاء عطلة عيد الفطر وبالتحديد نهاية شهر ايار المقبل الred zone او المرحلة الاخطر مع توجه محسوم لرفع الدعم مع استنفاذ الاحتياطات الاجنبية واتخاذ حاكم مصرف لبنان قرارا نهائيا برفض المس بالاحتياطي الالزامي، اي بما تبقى من اموال المودعين.
وشكل الكتاب الذي وجهه مصرف لبنان الى وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني هذا الاسبوع مطالبا فيه الحكومة بوضع تصور واضح لسياسة الدعم التي تريد اعتمادها لتضح حدا للهدر الحاصل، اولى الاشارات التي لا يبدو ان الحكومة بصدد تلقفها. اذ لا يزال كل المعنيين بالملف يتعاطون مع قرار رفع الدعم على انه كرة نار يتجنبون الامساك بها ويصرون على قذفها بين بعضهم البعض. مصرف لبنان يرمي بها لوزارة المال التي ترميها بدورها الى رئاسة الحكومة المتمثلة حاليا برئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي يرميها بدوره الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من منطلق ان حكومته مستقيلة ومن واجب الحكومة الجديدة التي يفترض ان يكون الحريري منكب على تشكيلها وضع السياسات الجديدة وابرزها المرتبطة بكيفية ادارة ما تبقى من احتياطي الزامي. ولعل هذا الملف قد يكون ابرز ما يجعل الحريري غير مستعجل على التأليف من منطلق انه يعي تماما ان اتخاذ قرار رفع الدعم الحتمي سيهدد بالاطاحة بأي حكومة جديدة يشكلها. وبذلك نكون ندور بحلقة مفرغة في وقت تستنفذ فيه اموال المودعين على خطة دعم اقل ما يقال عنها انها عشوائية..وقد اقتربت نهايتها التي تمهد تلقائيا لانفجار اجتماعي بدأت مؤشراته تتجلى بوضوح من خلال تقاتل المواطنين على البضاعة المدعومة، وهو تقاتل سينتقل الى مراحل جديدة مع انتهاء الدعم.
وتقول مصادر رسمية ل"الكلمة اونلاين" اننا نتجه لرفع الدعم كليا عن المواد الغذائية والمواد الاولية للصناعة والزراعة، وهو دعم كان يكلف قبل نحو عام ٢١٠ مليون دولار شهريا وتم خفضه تدريجيا ليبلغ قبل نحو ٤ اشهر ٦٠ مليون دولار. وترجح المصادر ان يستمر دعم القمح الذي يبلغ ١٥ مليون دولار شهريا لتبقى المشكلة الاساسية في كيفية مقاربة دعم الدواء والمحروقات، اذ يبلغ الاول اكثر من 100 مليون دولار سنويا والثاني اي المحروقات كما الفيول المخصص للكهرباء 300 مليون دولار شهريا. واذا كان هناك خطة لترشيد دعم الدواء قد يتم السير بها مع بلوغ الخطوط الحمراء، يبقى السؤال الابرز حول كيفية استمرار دعم المحروقات خاصة وان رفع الدعم سيعني بلوغ سعر صفيحة البنزين ١٨٥ الف ليرة لبنانية.
وتعي القوى السياسية تماما اننا مقبلون على انفجار اجتماعي ضخم لان مجرد قراءة واقعية للارقام وللوضع السياسي الحالي يؤكدان اننا مقبلون على الاسوأ. ولا تقتصر الاستعدادات على حزب الله الذي أمن خزن كل المواد الاساسية وبدأ بتوزيع بطاقات تموينية على انصاره بعدما فشلت الدولة ككل بانجاز مشروع هذه البطاقات التي يفترض ان يبدأ العمل بها بالتزامن مع رفع الدعم. وتقول المصادر الرسمية ان الحزب أمن هذه المواد من ايران وسوريا والعراق بأسعار أقل حتى ب٢٠٪؜ من المواد المدعومة الموجودة في السوبرماركت.
وبحسب المعلومات فان الحزب "التقدمي الاشتراكي" يستنفر ومنذ فترة وبكامل اجهزته للاستعداد لهذه المرحلة وهو خزن كميات كبيرة من المواد الاساسية لاغاثة مناصريه عند وقوع الواقعة. وتقول مصادر "القوات اللبنانية" انهم لن يسمحوا بأن تموت اي عائلة جوعا وان ينام اي طفل جائعا، "لذلك نحن بحالة استنفار لكل الdiaspora القواتية ولكل وحودنا بالخارج لاننا مقتنعون بأن المساعدات الخارجية تشكل مدخولا اساسيا في المرحلة الراهنة لمساعدة الناس على كل المستويات"، مشددة على ان هذه الاجراءات تبقى مؤقتة تماما كما هذا المسار، باعتبار ان تركيزنا يجب ان يبقى على المسار الاول وهو المسار الوطني والدولتي للحل باعتبار انه بالنسبة لنا "لا بديل عن الدولة لانها ومن دون منازع عنوان الانقاذ والاستقرار والازدهار ومتى سقطت الدولة سقط البلد ومتى قامت قام البلد، لذلك وبالتزامن مع استعداداتنا السابق ذكرها نعمل ونسعى لانتاج سلطة جديدة تفرمل الانهيار".
اما "التيار للوطني الحر" فيبدو اقل استعدادا من "القوات للاسوأ بغياب التمويل، ولا يزال يركز على الزراعة واستثمار بعض الاراضي، وهي اجراءات لا ترتقي ابدا لحجم التحديات. ويبقى الفراغ الاكبر على هذا المستوى لدى الطائفة السنية اذ وفي ظل الازمة المالية لسعد الحريري وتلكؤ باقي زعماء الطائفة، ينشط حصرا شقيق سعد، بهاء الحريري من دون ان يتضح بعد مشروعه للتعاطي مع الانهيار الكبير.
اذا ها قد آن اوان شد الاحزمة... اسابيع قليلة تفصلنا عن الانهيار الكبير.. فاذا لم تكونوا تنتمون الى احزاب تمدكم بأوكسجين الصمود فالارجح انكم هالكون!


Alkalima Online