بو غنطوس: الحكومة عالحامي‎

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 18, 2021


استبعد الخبير السياسي والاقتصادي في الشؤون اللبنانية المستشار الدكتور نبيل بو غنطوس ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة في وقت قريب، خصوصا وان الاقطاب الاكثر تأثيرا في العملية، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يقابلهما الرئيس المكلف سعد الحريري، ما زالوا جميعهم على تشددهم رغم ما شهده لبنان من زيارات لدبلوماسيين عرب واجانب، سعوا ويسعون لتقريب وجهات النظر بين مختلف الافرقاء اللبنانيين، من رؤساء احزاب وكتل نيابية وشخصيات وفعاليات سياسية، لكن الثابت ان ارتباطات هؤلاء بسياسات المحاور التي ينتمون لها، تأتي على حساب المصلحة الوطنية العليا للبنان، وكان ان لا يملك هؤلاء الدبلوماسيين سوى التمني وابداء الرغبة والحث، رغم الرسائل المبطنة والمشفرة التي كانت تصل من خارج الحدود عن رزم عقوبات جاهزة للبت والاقرار بحق المعرقلين.
وتابع بو غنطوس، مضت ستة اشهر تقريبا على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، والكل يدرك ما يواجهه من عراقيل داخلية وخارجية في عملية التشكيل، لكن بات من الواضح، ان كل محاولات دفعه الى الاعتذار لن تؤدي الى نتيجة، وهو لذلك يجول شرقا وغربا بين عواصم القرار، لحشد الدعم لمواقفه، ولا يضيره ان استمر رئيسا مكلفا حتى نهاية العهد، طالما ان ليس من امكانية وفق الدستور لسحب التكليف منه، في وقت لم يخف فيه رئيس الجمهورية العماد عون رغبته في ان لا يكون الرئيس الحريري هو من سيشكل الحكومة الجديدة، ما جعل الامور تأخذ طابع التحدي الشخصي ولو ظاهريا، تعنت وتصلب في المواقف، في وقت اشد ما تكون فيه البلاد في حاجة الى الوحدة والتكاتف.
ورأى بو غنطوس، انه بات جليا ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة لن تكون على البارد اطلاقا، وان الاحداث السابقة علمتنا، انه في مثل هكذا ظروف، لا يتم التوافق على اي تشكيلة حكومية الا بعد خضة امنية او عسكرية، في الداخل او عبر الحدود، اي ان التشكيل سيتم عالحامي، وهذا لن يكون قبل انتهاء شهر رمضان، وهو يحتاج الى تحمية في الشارع لفترة من الوقت، قبل اعلان ساعة الصفر.
وختم بو غنطوس، انه في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة، وتفاقم الازمات المعيشية، قد يتحرك الشارع المنتفض ويفلت من عقاله، وقد يقابله شوارع مدجنة ستستخدم لكبح اي محاولة تغيير قد تلوح في الافق، ما قد يؤجج الاوضاع ويدفع نحو انفجار ولو محدود في الداخل، الامر الذي سيوصل الى تراجع في حدة مواقف الافرقاء، ما قد يسمح بولادة حكومة، يكون همها الاول التهدئة والعودة بالبلاد الى المربع السابق للخضة الامنية، وسيكون المتخاصمون اليوم مجبرون على التعايش في حكومة واحدة، في انتظار نتائج المفاوضات التي ستجري في الاقليم حول تقاسم الادوار ومناطق النفوذ ورسم الخرائط الجديدة لدول المنطقة.