باسيل يطرق أبواب الفاتيكان... والبابا يفتح للحريري

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 17, 2021

آلان سركيس - داء الوطن

يشكل إستقبال البابا للحريري ضربة قويّة لكل من يحاول نقل المعركة من إطارها السياسي ووضعها في إطار مذهبي وادّعاء الدفاع عن حقوق المسيحيين، وذلك لتحقيق أهداف سلطويّة ومصالح خاصة ولتقوية مشروع "الدويلة" وضرب مطالب البطريرك الراعي بـ"الحياد" و"المؤتمر الدولي الخاص بلبنان"، مع العلم أن سفير لبنان في الفاتيكان فريد الياس الخازن عُيّن من قبل "التيار الوطني الحرّ" والعهد سفيراً هناك كجائزة ترضية بعدما قرّروا عدم ترشيحه مجدداً في كسروان في الإنتخابات الأخيرة، وهناك محاولة لإشاعة أجواء أن الفاتيكان يقف ضدّ مطالب الراعي الإنقاذية.



إذاً، كان رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل يُصوّر نفسه أنه يخوض معركة تحصيل حقوق المسيحيين، إلا أنّ هذه العناوين الشعبوية لا تمرّ في الفاتيكان، فقد فشلت كل محاولاته الأخيرة بأن يترأس وفداً حزبياً ويلتقي البابا خلال زيارته إلى العراق كونه رئيساً لأكبر كتلة مسيحية، وقد أتى الرفض صادماً من دوائر الفاتيكان لمثل هكذا خطوة لأنها ترفض إستغلال أي لقاء مع البابا في السياسة.


وتكرّرت محاولات باسيل وتياره، وكان آخرها في شباط الماضي مع توجّه وفد من تكتل "لبنان القوي" وتسليم مذكّرة إلى السفارة البابوية في محاولة للإلتفاف على مطلب البطريرك بالحياد ودعوته إلى مؤتمر دولي، لكن كل محاولات "التيار" فشلت ولم تلق صدى في الفاتيكان الذي يبارك كل خطوات الراعي ويعتبره مسؤولاً عن قيادة هذه المرحلة مسيحياً ووطنياً.


وفي المحصّلة، فإن كثراً يرون حالة الدرْك التي وصل إليها وضع العهد وعموده الفقري باسيل، فهو موضوع على لائحة العقوبات الأميركية وتتحضّر فرنسا وأوروبا لوضع عقوبات إضافية عليه وعلى آخرين في سابقة تحصل للمرة الاولى في تاريخ العلاقات المسيحية ـ الفرنسية والأوروبية، وكذلك فإن كل محاولاته طرْق أبواب الفاتيكان لم تنجح، لتكون المفاجأة أن يستقبل البابا الحريري "خصم" العهد الجديد.