انطون الفتى - هل يُفرَّغ لبنان من مسيحيّيه قبل الإتّفاق على "التسوية الكبرى"؟!

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 12, 2021


أنطون الفتى - "أخبار اليوم"



إذا كانت الأزمة اللبنانية، الإقتصادية والإجتماعية، تؤثّر على كل فئات الشعب اللبناني، إلا أن وجهاً أساسياً منها، والذي ستظهر مفاعيله بعد سنوات أكثر، هو تأثيرها على المستقبل الديموغرافي في لبنان.



اختلال توازن

فبعيداً من المذهبية والطائفية، لا بدّ من قَوْل الأمور كما هي، في بلد اختلّ توازنه الديموغرافي منذ عقود، بسبب نزيف الهجرة الذي طال مختلف الشرائح اللبنانية، ولا سيّما المسيحية منها. وهذا وضع يشهد مزيداً من التغيُّر منذ نحو عام، على ضوء الأزمة المعيشية التي تلتقي أيضاً مع واقع تراجُع نِسَب الولادات لدى المسيحيين منذ عقود، والذي يُمكنه أن يزداد مستقبلاً، في صفوفهم، أكثر.



على الطاولة

فهل يُصبح التغيير الديموغرافي، أحد أبرز بنود رسم لبنان الجديد؟ وماذا لو لم تضع الأطراف المسيحية اللبنانية هذا الملف على طاولة البحث الجدّي، مثله مثل "الاستراتيجية الدفاعية"، و"التدقيق الجنائي"، ومكافحة الفساد، وتطبيق الإصلاحات، وحلّ الأزمة الإقتصادية والمالية؟ وماذا عن تأخير البحث بكلّ تلك المسارات، فيما التغيير الديموغرافي ماضٍ في طريقه، في شكل سيجعله مُكرّساً ضمن الأمر الواقع الذي سيصعب العمل عليه مستقبلاً، كلّما طالت مدّة الأزمة اللبنانية.

قيومجيان: دائما العهد يهرب إلى الأمام تارة مستغلا حقوق المسيحيين وتارة من باب التدقيق الجنائي قيومجيان: دائما العهد يهرب إلى الأمام تارة مستغلا حقوق المسيحيين وتارة من باب التدقيق الجنائي الخارجية الروسية: نأمل ألا يؤدي حادث نطنز إلى إحباط الجهود لإحياء الصفقة النوويةالخارجية الروسية: نأمل ألا يؤدي حادث نطنز إلى إحباط الجهود لإحياء الصفقة النووية


نهج القوّة

لفت رئيس "حركة الأرض اللبنانية" طلال الدويهي الى "أننا لطالما تحدّثنا عن هذا الواقع، وقُمنا بإحصاءات في هذا الإطار، تُظهِر ملموسات التغيُّر الديموغرافي، الذي يؤثر على المكوّن اللبناني المسيحي تحديداً".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "تغيير ديموغرافي يحصل لأسباب معيشية وإقتصادية، وأخرى أمنيّة تتبع نهج القوّة الأمنية والعسكرية. فوَضْع اليد على عقارات و"مشاعات" في بعض المناطق، يحصل في ظروف أمنية غير منضبطة، تستفيد من الفوضى، ومن ضعف الدولة. وهذا يُزاد الى الواقع المعيشي المتردّي منذ أكثر من عام، والذي يتسبّب بمزيد من التغيير الديموغرافي".



تسوية؟

وشدّد الدويهي على أن "المشكلة واضحة، ونحن نتابعها ونعمل على معالجتها. ولكن الصّعوبة كبيرة طالما أن لا دولة تراجع وتلاحق، أو تتحرّك، تجاه كلّ ما يحصل".

وردّاً على سؤال حول خطورة إجراء تسوية لبنانية مستقبلاً، سياسية وأمنية ومالية وإقتصادية، دون الأخذ في الاعتبار التغيير الديموغرافي الذي تسبّبت به الأزمة، أجاب:"هذا خطير 100 في المئة، ولا سيّما على المكوّن المسيحي. وفي كلّ مرّة نشير الى هذا الوضع، تبدأ الإتّهامات بأننا نتحدّث من مُنطلَق طائفي متعصّب، فيما الواقع مختلف تماماً".

وأضاف:"التغيير الديموغرافي يحصل ضمن منهجية واستراتيجية، ووفق "أجندا" مُحضَّرَة جيّداً. وهذا أكثر من واضح، وليس سرّاً، وتوجد أمثلة كثيرة في هذا الإطار، من لاسا الى العاقورة وجرد تنورين والجنوب والقاع، وفي أماكن أخرى أيضاً، حيث التعدّيات على الملكيات الخاصة، وعلى ملكية البلديات".



تنازلات

وعن وجوب تغيير الخريطة السياسية لدى المسيحيين أولاً، كممرّ ضروري لبَدْء العمل على إصلاح هذا الوضع، رأى الدويهي أنه "بعيداً من الإتّجاهات التي يُمكن تفسيرها في غير معناها، لا بدّ أوّلاً من الإشارة الى أن الواقع المسيحي السياسي والبرلماني الحالي، لا يعبّر عن الرؤية المسيحية التامّة. فعلى سبيل المثال، نجد أن بعض السياسيين المسيحيين، وبعض الأحزاب المسيحية، يساومون على حقوق المسيحيين بسبب وزير بالزائد، بالإضافة الى مساوماتهم على منصب رئاسة الجمهورية نفسه".

وتابع:"نذكّر بأن اتّفاق "القاهرة" أُبرِم على حساب المسيحيين في لبنان، ومثله اتّفاق "الطائف"، واتّفاق "الدوحة" أيضاً. فكلّ تلك الإتّفاقات حصلت على حساب المسيحيين. وأي رغبة باتّفاق جديد حالياً، نجد أنه من خلال ما يُطرَح في شأنه، سيتمّ على حساب المسيحيين في النّهاية، أيضاً".

وختم:"سبب ذلك يعود الى أنه يبرز دائماً لدى المسيحيين من يقدّم تنازلات، من أجل الوصول الى رئاسة الجمهورية. وهو ما جعل الرئاسة رمزية نوعاً ما، وبلا صلاحيات تقريباً، وذلك بسبب كثرة التنازلات التي قدّمتها وتقدّمها شخصيات أو جهات مسيحية، بهدف الوصول إليها".