الصليب الأحمر والهلال الأحمر: عدم مساواة عميقة في الاستجابة لكوفيد19 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 8, 2021

دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى القيام باستثمار عاجل وكبير لضمان أن الاستجابة لوباء كوفيد 19 لا تغفل أحدا.

وفي حين لم يسلم أحد من آثار الوباء الذي انتشر العام الماضي، فإن عواقبه لم تكن على قدم المساواة على كل شرائح المجتمع. وتتميز هذه الأزمة الصحية، بأوجه عدم المساواة العميقة بين من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس وبين الاستجابة العالمية لحماية هؤلاء الأشخاص.

أصدر الاتحاد الدولي تقريرا جديدا يسلط الضوء على أوجه عدم المساواة الكبيرة في معدلات التطعيم ضد فيروس كوفيد19 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفقا لهذا التحليل:



1. لقد أُعطي أقل من 5 في المائة من جرعات اللقاح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الى البلدان الثمانية التي تواجه أزمات إنسانية حادة.



2. وزع ثلث (37 في المائة) جرعات اللقاح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الى البلدان التي تعاني من نوع من الأزمات الإنسانية، سواء كانت نزاعات مسلحة أو حالات طوارئ معقدة أو بلاد تشهد نزوحا أو غير ذلك.



3. ومن بين بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي قدمت جرعات اللقاح، كانت الإمارات العربية المتحدة أكثر الدول التي قدمت جرعات بنسبة 510 أضعاف ما كانت عليه نسبة توزيع اللقاح في الجزائر.


وقال الدكتور حسام خليل الشرقاوي، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: يشهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر الأزمات الإنسانية المعقدة التي طال أمدها في العالم. الأشخاص في هذه الأوضاع هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وأكثر عرضة للوفاة بمجرد إصابتهم بالعدوى، وأقل حظا في الحصول على الدعم المناسب خلال الاستجابة لانتشار الفيروس بما في ذلك شمولهم في حملات التطعيم.



ويضيف الدكتور الشرقاوي: في حين أن هناك اعترافا متزايدا بأهمية الحصول على اللقاح على نحو منصف، إلا أن هذا لم يترجم بعد إلى استثمار في جميع النظم اللازمة لتحويل هذا الطموح إلى واقع. وتركز خطة حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر على الوصول إلى كل من يستحق الحصول على اللقاح وعدم إغفال أحد. ومن أجل مواصلة القيام بهذا الدور، نحتاج إلى استثمارات عاجلة كبيرة".



وتقوم العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حالياً بطرح اللقاح لإنهاء الانتشار السريع للوباء. وقد بدأت حملات التلقيح في خمسة عشر بلدا من أصل 17 في المنطقة حيث أُعطيت أكثر من 25 مليون جرعة في بلدان الخليج. ومع ذلك، وبالنسبة للبلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل، يعتمد بدء عملية شراء اللقاحات والتطعيم اعتماداً كاملاً على التعاون والدعم الدوليين الذي سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى جميع السكان ذوي الأولوية وعدم إغفال أحد مثل المهاجرين واللاجئين والنازحين.



كما وجد التحليل وجود أوجه تفاوت عميقة في التدابير الصحية التي تتخذها الدول في المنطقة:



1. أجرت أقل البلدان نموا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (وفقا لمؤشر التنمية البشرية) أقل عدد من الاختبارات للتعرف على الإصابة للفرد الواحد. ومن بين بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي أبلغت عن بيانات عدد فحوص الكشف عن الإصابة بالفيروس، أفادت البلدان التي لديها "ارتفاع كبير جدا" في مؤشر التنمية البشرية بأنها أجرت ثمانية أضعاف (863 في المائة) اختبارات للفرد الواحد أكثر من البلدان التي لديها مؤشر متوسط للتنمية البشرية.



2. وفي حين أن نصف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (50 في المائة) التي لا توجد فيه أزمات إنسانية، كانت قادرة على تعقب المخالطين، فإن الأمر نفسه ينطبق على 20 في المائة فقط من بلدان المنطقة التي تواجه نوع من الأزمات الإنسانية سواء كانت النزوح أو الصراع السياسي/الاقتصادي أو غيرها.



ويأتي هذا التحليل الإقليمي بعد إطلاق خطة جديدة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تهدف إلى معالجة أوجه عدم المساواة العميقة في الاستجابة العالمية لوباء "كوفيد-19".


وكانت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في خط المواجهة الأول للتصدي للجائحة. وقد صُممت الخطة المنقحة للحركة الدولية لمعالجة أوجه عدم المساواة الأكثر حدة من خلال توسيع نطاق الرعاية والعلاج والدعم للناس في جميع البلدان، بما في ذلك المتضررين من الأزمات الإنسانية مثل الصراعات والكوارث. وتشمل الخطة أيضا مجموعة من التدابير الرامية إلى دعم وتوسيع حملات التحصين حتى تتمكن الفئات المهمشة والمعزولة من الحصول على اللقاحات.

ويسعى النداء المنقح للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى الحصول على 2.729 مليار فرنك سويسري، مع تخصيص 274 مليون فرنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.