خاص- عون والحريري يستعدان للنزول عن الشجرة: من مارس الترهيب عليهما؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 4, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

وصلت الضغوط الدولية على المسؤولين اللبنانيين في الايام الماضية الى أوجها لحثهم على تقديم التنازلات اللازمة وتشكيل حكومة.. استخدم اللاعبون الدوليون الترهيب والترغيب معا للوصول الى مبتغاهم، فلوحوا بقوة ب"عصا العقوبات" التي قيل انها ستطال معرقلي عملية التأليف، قبل ان يلجأوا مؤخرا ل"الجزرة" عبر الاعلان عن خطة ألمانية بالمليارات لإعادة بناء مرفأ بيروت مشروطة التنفيذ بقيام حكومة تنفذ الاصلاحات التي يطلبها منها بشكل اساسي صندوق النقد الدولي.
وترافق كل ذلك مع مستجدات على اكثر من صعيد يرجح ان يكون لها اثر مباشر على الدفع قدما بعملية التشكيل. ولعل ابرزها الاتصال بين ‏الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي اتفقا خلاله على ضرورة تشكيل حكومة "ذات مصداقية" في لبنان لإخراجه من الأزمة، اضافة للتطورات على صعيد الملف النووي الايراني والتي يفترض ان تدفع بمسار التسوية قدما في المنطقة ككل.
وتبدو القوى السياسية اكثر من اي وقت مضى في حالة ترقب لهذه المستجدات، مع امكانية رصد ليونة تواكب هذا المسار، كي يتفادى اي طرف ان يكون مغردا خارج السرب، فتأتي التسويات على حسابه.
وبحسب المعلومات، بدأ رئيس الجمهورية ومن خلفة "التيار الوطني الحر" كما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالنزول عن الشجرة التي تمركزوا في اعلاها لفترة طويلة من خلال اعتمادهم سقوفا عالية في مفاوضات التشكيل المستمرة منذ ٦ اشهر، ولعل ابرز المؤشرات موافقة الحريري على توسعة الحكومة مقابل تخلي عون عن الثلث المعطل، كما الهدنة الاعلامية المستمرة منذ ايام على خط "المستقبل"- "الوطني الحر". يضاف الى كل ذلك طريقة مقاربة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للملف الحكومي في اطلالته الاخيرة بحيث بدا واضحا انه يمهد لتسوية مقبلة باتت وشيكة، بعدما كان قد طبع التصعيد اطلالته ما قبل الاخيرة والتي كان فيها نبرة انقلابية على كل التفاهمات استبقت اللقاء الاخير الحاد بين عون والحريري.
الا ان اتخاذ خطوات اولية للنزول عن الشجرة لا يعني على الاطلاق ان الامور وصلت الى خواتيمها، فالدفع الدولي وشعور القوى المعنية بعملية التشكيل بالداخل انها باتت محاصرة خارجيا كما داخليا عبر استفحال الازمات، لا يعني امكانية تجاوز الخلاف الذي تحول شخصيا بين الحريري من جهة وعون وباسيل من جهة اخرى بسهولة وسرعة. ويسأل اصلا عدد من الدبلوماسيين عن امكانية ان يتعايش عون والحريري تحت سقف حكومي واحد بعد التجريح بالشخصي الذي بلغ مداه في الآونة الاخيرة خاصة من قبل عون بحق الحريري الذي لم يتوان بوصفه ب"الكاذب" و"قليل الوفاء". اما جواب الدبلوماسيين فيأتي على الشكل التالي:" في السياسة اللبنانية اعتادوا العجائب.. فحين يتعلق الامر بمصلحة شخصية يتجاوز المسؤولون كل خلافاتهم ومهما بلغ مداها".
وبالتزامن مع الحراك الخارجي الناشط والدافع لتشكيل الحكومة، بدأ البحث الجدي بامكانية حصول الانتخابات النيابية وتلك الرئاسية في موعدهما، خاصة واننا بتنا على مسافة عام واحد من الاستحقاق الاول. وفي هذا الاطار، تعتبر مصادر سياسية ان حظوظ حصول الانتخابات النيابية في موعدها لا تتجاوز ال٣٠٪؜ اما حظوظ الانتخابات الرئاسية فتبدو معدومة، لافتة الى ان المخاض الذي تشهده المنطقة وكيفية انعكاسه على ميزان القوى كفيل وحده بتحديد مصير هذه الاستحقاقات خاصة وانه لم بعد مستبعدا اللجوء لتعديلات دستورية تسبقهما.
وعلى وقع كل ذلك، واصل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي حملته عى حزب الله في رسالة عيد الفصح متحدثا عن "جماعة تتمسك بولائها لغير لبنان وعلى حساب لبنان واللبنانيّين" مشيرا الى "أطراف تَعتمدُ منهجيّةَ هدمِ المؤسّساتِ الدستوريّةِ واحدةً تلو الأخرى" مجددا التمسك بسياسة الحياد وبالسلام لا الحرب. وتأتي مواقف الراعي هذه بعد اخرى اكثر حدة في فيديو تم تسريبه له، ما يؤكد انكسار الجرة تماما بينه وبين الحزب وتعليق اي اجتماعات للجنة المشتركة الى اجل غير مسمى.
بالمحصلة، يبدو ان البلد مقبل على مشهد جديد بعد عطلة العيد والاقفال العام.. فاما انفراج يؤسس لانفراجات او مزيد من التعقيد يسبق الانفجار الكبير بالتزامن مع رفع الدعم الذي بات محسوما.