خاص- صراع عون - الحريري يخدم "الضاحية"؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 30, 2021

خاص- الكلمة اونلاين

بات مؤكدًا أن لا مكان للصلح بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، والمعركة السياسية بين الرئيسين تزداد شراسة مع كل إشراقة شمس، حيث لا يفوت أحدهما فرصة لإتهام الآخر بالتعطيل وأخذ البلاد نحو الإنهيار.

ورغم تفاقم حدة الأزمات في لبنان نتيجة تعذر تشكيل حكومة إنقاذية، لا يزال حزب الله محايدًا في الصراع بين عون والحريري، وهو يرفض التدخل بشكلٍ علني والوقوف بجانب طرف ضد آخر.

هل "الصراع" بين عون والحريري يُفيد حزب الله؟ وإلى متى سيبقى محايدًا؟

أوساط سياسية بارزة أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "ما يقوم به عون والحريري يخدم حزب الله بشكلٍ كبير، لأن الحزب يريد دولة شكلية قادرة على السفر إلى الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ولكن غير قادرة على الإمساك بزمام الأمور وأن تكون ضمانة لكل اللبنانيين".

ولفتت إلى أن "إنهيار الدولة اللبنانية بشكلٍ كامل يزعج حزب الله لأنه يفقد سفيرًا له لدى المجتعين الدولي والعربي، وقيامها يضر حزب الله لأنه يلغي دوره، وبالتالي يريدها كما هي الآن جسدًا بلا روح، وما يفعله عون والحريري لجهة عدم الإسراع في تشكيل حكومة وقيام دولة قادرة على إتخاذ القرارات يلبيان حاجة حزب الله في هذا الإطار".

واعتبرت أن "الخلاف بين الحريري وعون يفيد حزب الله لأنه يجعل كلا من عون والحريري أكثر ارتهانًا للحزب لحاجة كل منهما إليه لدعم موقفه في مواجهة الآخر، كما يعطي الحزب دور الحكم في النهاية عندما يأتي موعد التسوية، ويبعد الأنظار عن جوهر الأزمة المتمثلة بسياسات الحزب وتصرفاته الداخلية والخارجية ويصورها وكأنها مشكلة خلافات سياسية داخلية لا مشكلة سيادية تتمثل بمصادرة الحزب لدور الدولة".

هذا ويساعد الصراع بين عون والحريري الحزب في إستهداف النظام السياسي اللبناني والعمل على تغييره ترجمة لموازين القوى العسكرية الذي يفرضها سلاحه على اللبنانيين. بحسب الأوساط.

واعتبرت الأوساط، أن "تظهير الخلاف على أنه بين السنة والمسيحيين يساعد حزب الله على التسويق لدور مزعوم في حماية المسيحيين ويسوق لنظرية تحالف الإقليات ويضعهم في نفس الخانة مع إيران، وفي وقت أن إيران هي مصدر مشاكل العرب ولا سيما السعودية، والصراع السني - المسيحي يسيء إلى إتفاق الطائف وهذا ما يريده حزب الله".

في المقلب الآخر، قالت مصادر مقربة من حزب الله لـ"الكلمة أونلاين": "ربما يخيل للبعض أن حزب الله يقف على الحياد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في موضوع تشكيل الحكومة وعدم قيامه بأي مسعى لتذليل العقد الموجودة، وهذا الكلام غير صحيح لأن حزب الله لا يتعاطى بالموضوع من الناحية الإعلامية، وإنما قام بمساعٍ حثيثة في هذا الإطار لكنه لا يريد أن يكون عنصرًا ضاغطًا على أحد من الفريقين بإعتبار أن هذا الأمر يجب أن يُحل بالتفاهم والتوافق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية".

وأضافت "من المعلوم أن المشكلة أكبر بكثير من موضوع التشكيلة الحكومية والأسماء المطروحة، حيث أن المشكلة ما بين عون والحريري تعود إلى بعض السلوكيات وبعض المواقف التي انتهجها الرئيس المكلف خصوصا بعد إستقالته من الحكومة عقب ثورة 17 تشرين، واعتبر رئيس الجمهورية حينها أن الحريري لم يعطِ هذا التحالف وهذه التسوية التي أتت به رئيسًا للحكومة وجاءت بـ عون رئيسًا للجمهورية فرصة لمواصلة العمل سويًا لإنقاذ الوضع في لبنان".

وتابعت المصادر، "بعد إستقالته، ذهب الرئيس سعد الحريري إلى تحميل التيار الوطني الحر والوزير السابق جبران باسيل مسؤولية الكثير من المشكلات التي حصلت، وهذا غير دقيق ومجحف بحق التيار الوطني الحر ورئيسه، لذلك، أن تدخل حزب الله قد يكون محفوفًا ببعض الحساسيات وهو لا يريد أن يجازف، بمعنى أن يطرح أي مسألة هنا أو هناك وتصطدم بالرفض من قبل أحد الفريقين".

وأشارت إلى أن "الحزب يعمل على إيجاد مخرج عام من خلال الكلمات والخطب والمواقف التي أعلنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في أكثر من مناسبة، واليوم ربما تكون الأمور قد اختلفت وتبدو في طريقها إلى بعض الحلحلة إذا ما كان هناك نوايا صادقة وجادة وحثيثة لدى الرئيس المكلف أولاً ومن ثم رئيس الجمهورية".

ولفتت إلى أن "هناك مبادرات قيد التداول تسعى إلى رأب الصدع ومحاولة إيجاد حلول في هذا الإطار، وحزب الله ليس بعيدًا عن هذه الطروحات وإن كان خلف الكواليس".

وعن وقوف الحزب على الحياد بين عون والحريري، أكدت المصادر نفسها أن "حزب الله لا يقف على الحياد عندما تتعلق المسألة بالمصلحة الوطنية، وهو يتدخل بقوة ويحاول أن يذلل الكثير من العقبات وقد قدم الكثير من التسهيلات في هذا الإطار، لكن تبقى القضية معلقة ومرهونة ما بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف".

وذكرت أن "حزب الله يعمل تحت سقفين، الأول عدم كسر رئيس الجمهورية لأنه حليفه، والثاني الحرص على السلم الأهلي من خلال المحافظة على العلاقة الجيدة مع الحريري منعًا لأي تصادم قد يؤدي إلى فتنة سنية - شيعية على غرار ما حصل في 7 أيار"، مشيرة إلى أن "الحزب يضغط على رئيس الجمهوريّة لدفعه بإتجاه تقديم تنازلات معينة دون المس بصلاحياته، كما يتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يضغط بدوره على الرئيس سعد الحريري".