خاص ــ حرب مفتوحة بين عون والحريري: 3 سيناريوهات للمرحلة المقبلة أحلاها مرّ! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 24, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

لا يشبه كل ما سبق والذي اعتقد اللبنانيون انه ذروة التأزم ما هو مقبل. فما بعد اللقاء ١٨ بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حتما لن يكون كما قبله. حاول الرئيسان في الفترة الماضية الامتناع عن كسر الجرة.. تجنبا في المرحلة الاولى من التكليف الادلاء بأي تصريح او اصدار اي بيان.. في المرحلة الثانية التزمت البوح بالحد الادنى اقتناعا منهما بوجوب حفظ طريق الرجعة وبأن التعايش المتوقع في الحكومة الجديدة يحتم الابقاء على بعض الود والاهم خيط للتواصل. المرحلة الثالثة بدأت بعد اللقاء رقم ١٨ وعنوانها الكبير انفجار العلاقة بين بعبدا وبيت الوسط... الحريري خرج ليسمي الامور بأسمائها ويضع كل الاوراق التي بحوزته على الطاولة، ما فاجأ دوائر القصر التي اعلنت ذلك صراحة على لسان مستشار الرئيس عون، قبل ان تلاقيه في وضع ما تمتلكه هي الاخرى من اوراق على الطاولة، وتنطلق الحرب المفتوحة بين الطرفين.

لكل مقر روايته لما حصل وقراءته الخاصة لما قد يحصل.. انما تدقيق بمعطيات وروايات وقراءات الطرفين يجعل الامور مفتوحة على ٣ سيناريوهات لا رابع لهما وهي:
السيناريو الاول، تبني تيار "المستقبل" رسميا الدعوة لاستقالة الرئيس عون وصولا لاسقاطه في الشارع، وهو سيناريو سيحرص الحريري ان يقوده رئيس حزب "القوات" سمير جعجع تجنبا لفتنة مسيحية- سنية، على ان ينضم اليه صراحة رئيس المجلس النيابي نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي، من دون ان يتضح بعد ما اذا كان رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" بوارد الانضمام اليه علما انه كان ابرز المتحمسين له.

سيتأكد الحريري قبل الانطلاق في هذا المسار من حصوله على ضوء اخضر خارجي وبالتحديد خليجي- اميركي- اوروبي، مع علمه بأن الاثمان ستكون باهظة وبأن البلد كله سيرقص عندها على حافة الحرب الاهلية، في ظل وجود تعليمات واضحة للمحازبين العونيين بالتصدي بالقوة لاي محاولات لتحويل محيط قصر بعبدا مقرا لمتظاهرين يرفعون شعار اسقاط الرئيس. ويعول الحريري في حال قرر سلوك هذا الطريق على ان يستسلم عون بعد تعاظم الضغوط والحصار عليه خاصة وأن "طيران" سعر صرف الدولار ورقة استراتيجية يلعبها الرئيس المكلف كلما دعت الحاجة بوجه رئيس الجمهورية.

اما السيناريو الثاني، فيقول باتخاذ عون قرار الاطاحة بالحريري بالحسنة او بالقوة.. على ان يلعب في مرحلة اولى كل اوراقه الدستورية وابرزها محاولة اسقاط تكليفه في مجلس النواب مع علمه انها خطوة ما دونها الكثير من العقبات وقد يقابلها محاولة مماثلة من الحريري لاسقاط عون عبر المجلس نفسه.. والارجح ان يلجأ عون بعدها الى خيارات اخرى لحث الحريري على الاستقالة علما انها ستكون عندها مرتبطة مباشرة بتوجه حزب الله في هذا المجال لان شارع وجمهور عون غير قادر وحده على خوض مواجهة مماثلة.

اما السيناريو الثالث والذي يبدو الاقرب الى التحقق، فيقول بتمسك الحريري بورقة تكليفه وعون بكرسي الرئاسة حتى آخر يوم من عهده، على ان تواصل حكومة حسان دياب تصريف الاعمال حتى ربيع العام ٢٠٢٢، موعد الانتخابات النيابية المقبلة والتي يفترض ان يليها انتخابات رئاسية في الخريف.. هذا السيناريو يعني تلقائيا تجاوز لبنان السيناريو الفنزويلي من حيث الانهيار التام وتحلل كل مؤسسات الدولة وصولا لكيانها، ما قد يؤدي تلقائيا لجر الراغبين والمترددين الى الطاولة لوضع نظام جديد للبلد.

بالمحصلة، اللبنانيون على موعد وفي الحالات ال٣ السابق ذكرها مع ايام صعبة جدا ومع صيف اقل ما يقال عنه انه حار جدا، ليكون بذلك التعويل الوحيد على ضغوط خارجية قصوى، بدأ الفرنسيون يلوحون بها ويقنعون بها باقي شركائهم الاوروبيين، تبرد الرؤوس اللبنانية الحامية وتدفع المعنيين بعملية التشكيل لزواج وان كان بالاكراه ينقذ ما تبقى من اساسات الهيكل اللبناني المتداعي!


Alkalima Online