خاص- سوريا باقية برئاسة الأسد... جنبلاط زار عون بعد إستشعاره بالخطر!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 21, 2021

محمد المدني
خاص- الكلمة أونلاين

بعد المعارك الشرسة التي شهدتها العلاقة بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة والمختارة من جهة أخرى، زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط القصر الجمهوري حاملاً شعار "التسوية"، في خطوةٍ مفاجئة لم تكن في حسبان الرئيس المكلف سعد الحريري.

جنبلاط الذي لم يتوقف عن مهاجمة "العهد" والوزير جبران باسيل، لبى دعوة رئيس الجمهورية الذي يحاول بدوره فكّ عزلته عن القوى السياسية، سيّما وأن "العهد" متهم بتعطيل تشكيل الحكومة بحثًا عن "ثلثٍ ضامن" يريده باسيل.

مرجع سياسي أكد لـ"الكلمة أونلاين"، أن "جنبلاط قد يستشعر خطر عودة العنف إلى الداخل اللبناني أكثر من غيره نظرًا لتجربته المريرة في الحرب الأهلية، ويحاول في كل مرة تفادي إحتمال الوصول إلى الفوضى الداخلية خاصة بعد تلميح أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالعودة إلى لغة العنف، لذلك قام جنبلاط بهذا المسعى وذهب بإتجاه رئيس الجمهورية".

وقال: "عمليًا، ما قام به جنبلاط هو تلبية ما قاله السيد نصر الله، أي الإتجاه نحو تشكيل حكومة تكنو سياسية بدلاً من حكومة الإختصاصيين لأنها لن تصمد"، معتبرًا أن "ما قام به نصر الله هو "بهورة" سياسية، ولا أعتقد أن أحدًا بحاجة إلى تلبية حاجاته".

ولفت المرجع السياسي، إلى أن "خطوة جنبلاط ليست إنفتاحًا على العهد ولا إنقلابًا في المواقف، بل جاءت نتيجة شعوره بخطرٍ عام يتهدد الوطن والطائفة الدرزية ستكون من كبار المتضررين، لذلك هو يسعى إلى تسوية داخلية تمنع الخطر، بعد أن لمس التخلي الأجنبي عن لبنان، وأدرك أنه ارتكب خطأً كبيرًا بالسير في خطة وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو التدميرية، لذلك نراه يتراجع ويسعى إلى تسوية تحميه وطائفته، لا سيما أن بيك المختارة أدرك وبشكلٍ نهائي أن سوريا باقية بيد بشار الأسد".

من جهة أخرى، أكدت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، أن "‏زيارة ‎جنبلاط إلى القصر الجمهوري كانت لافتة لكنها تبقى ضمن المراوحة الداخلية"، معتبرة أن "التسوية الحقيقة تبدأ بتخلي باسيل عن الثلث المعطل، الأمر الذي يبدو مستحيلاً حتى هذه اللحظة".

وأشارت إلى أن "العنوان الأساس لزيارته رئيس الجمهورية هو التسوية، وبالتالي هذا الإنفتاح يندرج في سياق السعي إلى تسوية حكومية، ويمهد الطريق للرئيس سعد الحريري للذهاب بهذا الإتجاه، وعليه فإن الزيارة يمكن وضعها تحت عنوان العد العكسي لتشكيل الحكومة".

وقالت المصادر: "زيارة جنبلاط إلى بعبدا أسقطت ما يسمى بالعقدة الدرزية بعد تأكيده أنّه ليس متمسّكاً بحصرية التمثيل الدرزي، ‏كما أسقطت إحتمال وجود "حلف رباعي" يعمل ضد "العهد"، مشيرة إلى أن "التسوية تحتاج إلى قبولها من الجميع، والصورة ستتوضح أكثر عند إستكمال المشاورات".