خاص- بعد كلام جنبلاط عن جعجع... على من تراهن السعودية في لبنان؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 16, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني


ليس سهلاً أن يتصدر زعيم مسيحي لبناني (سمير جعجع) قائمة المقربين من المملكة العربية السعودية على حساب أكبر زعيم سني لبناني(سعد الحريري)، فالأول أي جعجع كان ولا يزال صامدًا أمام النفوذ الإيراني المهيمن على لبنان، أما الثاني أي الحريري فكان ولا يزال حليف حزب الله غير المعلن.

ولم يكن حديث رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط المناهض لمحور إيران أيضًا والذي تناول فيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مجرد كلامًا عابرًا، لاسيما أن ناطقه هو زعيم كبير ولاعب أساسي في الحياة السياسية منذ السبعينات.

جنبلاط ورغم إعتذاره لاحقًا بعد تسريب كلامه، وصف جعجع بالقول: "هيدا اللي قاعد ع التّلة مرتاح على وضعه، علاقته ممتازة مع السعودية وما بعرف على شو مراهنين عليه".

هل المملكة العربية السعودية تراهن على جعجع؟ وكيف تتعاطى مع الأفرقاء السياسية؟

مصادر مطلعة في القوات اللبنانية أكدت لـ"الكلمة أونلاين"، أن جعجع مرتاح لوضعه الوطني، موقفه السياسي واضح، لا يسعى للمشاركة في الحكومة لأنه يدرك أن الحل ليس بحكومة، بل بإعادة إنتاج سلطة جديدة عن طريق انتخابات نيابية مبكرة، لأن السلطة الحاكمة غير قادرة على إنجاز شيء وهي عاجزة عن تشكيل حكومة منذ أكثر من 7 أشهر".

وقالت: "علاقة جعجع واضحة بالمملكة العربية السعودية وبكل العواصم العربية والغربية الداعمة لاستقلال لبنان وسيادته وحريصة على عدم التدخل في الشؤون اللبنانية ودعم قيام الدولة".

وأضافت "كل هذه الدول ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، رهانها على القوات اللبنانية انطلاقًا من أمرين، الأول هو موقف القوات الوطني السيادي الذي لا يخضع للإبتزاز ولا يخشى شيء، ولا تبدل مواقفها رغم تبدل الظروف، ثانيًا لأن القوات اللبنانية فريق سياسي نظيف وشفاف يمارس مسؤولياته بكل شفافية ونظافة بعيدًا عن الفساد المستشري على طول البلاد وعرضها".

وذكرت المصادر، أن "جعجع له تاريخ سياسي ووضعية سياسية متقدمة، واليوم هو الأكثر تمثيلاً على المستوى المسيحي، له تكتل نيابي كبير، خطابه لبناني بامتياز عابر للطائف، متمسك بالدستور، وجهة نظره وطنية، وبالتالي الرهان على شخص مثله من المملكة العربية السعودية التي تجسد الوجدان السني في لبنان منطقي وطبيعي، وهو على تواصل دائم مع القيادات السعودية".

ولفتت إلى أن "هذه مسألة مهمة تُظهر إنفتاح المملكة التي لا تتعاطى فقط مع جانب سني أو فريق شيعي أو درزي أو مسيحي فقط، بل تتعاطى مع كل من هو حريص على وجه لبنان العربي بأن يكون لبنان جزء لا يتجزأ من الشرعية العربية، وأن يكون عربي الهوية والإنتماء".

وختمت المصادر نفسها، "المملكة العربية السعودية حريصة على رعاية سيادة الدول العربية ولا تتدخل في أي شأن داخلي، بل تدعم مفهوم الدولة وترفض إختراقها، وبالتالي دعمها للدكتور جعجع وعلاقتها معه مبنية انطلاقًا من أنه يمثل هذا البعد السيادي للدولة اللبنانية".

من جهة أخرى، أوضح مصدر مقرب من المملكة العربية السعودية لـ"الكلمة أونلاين"، أن "السعودية لا تراهن على أي شخصية سياسية في لبنان، والمملكة تقيم المواقف لا الأشخاص"، مشيراً إلى أن "خطاب جعجع قد يكون الأقرب إلى سياسة المملكة مقارنة مع باقي المسؤولين إلا أنه كان سببًا أساسيًا في وصول حليف حزب الله العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية".

ولفت المصدر إلى أن "السعودية في مكان ولبنان في مكان آخر كلياً، فالمملكة تواجه إيران ومشروعها الإستعماري في الشرق الأوسط والمنطقة، بينما السياسيون في لبنان يعقدون الصفقات والتسويات مع حزب الله الذي يعتبر أحد أهم أجنحة إيران على مستوى المنطقة".

وأكد أن "المملكة على مسافة واحدة من الجميع طالما أن كل طرف يريد المساومة على طريقته وفق مصالحه الضيقة".

وقال المصدر نفسه: "البعض يعتقد أن جعجع هو رجل السعودية الأول في لبنان وذلك من خلال زيارة السفير السعودي وليد بخاري المتكررة إلى معراب"، مضيفًا "السفير بخاري التقى قبل أسبوع المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان المعروف بخلافه مع المملكة، فهل بذلك يصبح قبلان حليفًا للسعودية؟".

واعتبر المصدر المقرب من السعودية، أن "الفرقاء المحليين يحاولون الإستقواء على بعضهم بإدعاء علاقات إستثنائية بالمملكة، وهذا يزعج المملكة ويجعلها حذرة في التعاطي مع لبنان".