خاص ــ هم لا يعلمون ما هو الجوع لأن في قصورهم.. يتوفّر الطعام!

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 15, 2021

خاص ــ الكلمة اونلاين

عبير عبيد بركات

بدأت تتسارع ملامح إنفجار خطير مع الصعود الناري في سعر الدولار الذي لا سقف له. وأثار هذا الإرتفاع الجنوني غلياناً عارماً بدأ مع إقفال أسواق في مناطق عدة، كما استعاد الشارع في سائر أنحاء البلاد مشاهد الإنتفاضة من قطع الطرقات والتظاهرات التي عمَّت الكثير من المدن والبلدات اللبنانية.

الأزمات التي ضربت لبنان في الماضي كثيرة بخاصة عند إقتراب أي إستحقاق رئاسي، ولكن هذه المرة الموضوع اختلف خصوصًا أن البلد اعتاد أن يستمر لفترات طويلة من دون رئيس للجمهورية أو رئيس للحكومة ولكن لم تكن وقتها الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية في أوجّها وتُنذر بالمجاعة القادمة، بينما القوى السياسية غارقة في صراعات السلطة وغابَ عنها أن السيول تجرف الجميع، فلن تجد هذه الطبقة السياسية دولة لتحكمها وتسرقها من جديد.

الفوضى تعمّ البلد.. الثقة مفقودة.. لا أمان.. غلاء فاحش.. الخوف من المستقبل يُرعب الجميع.. فساد المسؤولين وقح إلى أعلى المستويات.. الأمن متفلّت ولا أحد يمكنه أن يضبط التهريب على الحدود.. ينتظرون تسوية دولية إقليمية تعيد لهم الإحترام..

ولكن لا أيها السادة.. لا وألف لا!! أنتم "جميعاً" من دون إستثناء "فاسدون" والشعب يَلعَنُكم وهذه اللّعنة ستبقى وصمة عار على جبينكم وسيكتب التاريخ عنكم!

هل أنتم من انتخبه الشعب لتتحملوا المسؤولية؟ هل تظنّون أن الناس ستنسى ما فعلتموه بها؟ هل تعتقدون أنكم ستُنتَخبون مرة جديدة؟ لا يا سادة.. إن الجوع لا يرحم!

ألا تخجلون من تصريحاتكم عن بحثكم عن قواسم مشتركة للوصول الى حل وتسوية واعترافكم "أنّنا ما زلنا نراوح مكاننا"، "وعقدة الثلث المعطل وأنّ "البعض ما زال يتمسك بشروطه عبر الحصول على نسبة معينة في تشكيل الحكومة.." وكل هذه التفاهات التي لا تهمّ اللبناني الجائع..

وعلى وَقع هذه التطورات الساخنة، التي تنذر بمزيد من التداعيات السلبية والخطيرة في الساعات والأيام القليلة المقبلة، الحقيقة الوحيدة اليوم أن الدولار الأميركي تجاوز الثلاث عشر الف ليرة لبنانية ، وذلك يعني أن الأسعار ستُحلِّق من دون ضابط والكثير من السلع ستختفي او ستُخفيها مافيا التجار، والمواطن لن يعود لديه القدرة على شراء المواد الأساسية الضرورية وسيتراجع مستوى معيشة المواطنين، وهذا فضلاً عن هجرة الطاقات بأعداد غير مسبوقة من أطباء وممرضين وقضاة .. كلّ هذه الأمور تنذر بمؤشرات الإنهيار في لبنان، فهل تُدرِك السلطة هذه الحقائق؟ هل يخبرهم مستشاريهم الوضع الذي وصل اليه الشعب؟ طبعاً هم لا يعلمون ما هو الجوع، لأن في قصورهم.. يتوفّر الطعام!

Abir Obeid Barakat
Alkalima Online