خاص- هذا ما تخطط له بكركي.. وتفاصيل عن الحوار مع الحزب- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 7, 2021

خاص- الكلمة أونلاين

بات محسوما ان جلسة للجنة الحوار المشترك بين بكركي وحزب الله ستنعقد مطلع الاسبوع المقبل والارجح يوم الثلاثاء. بذلك تكون اللجنة استرجعت نشاطها المتوقف بشكل رسمي منذ اشهر ونكون دخلنا في مرحلة من التهدئة على خط البطريركية المارونية-حارة حريك بعد اشهر من التصعيد والذي توج اخيرا في اللقاء الشعبي في بكركي.

ويبدو واضحا ان مسارعة الطرفين للتوجه للحوار ليس قناعة منهما بقدرتهما على التوصل الى قواسم مشتركة وبخاصة في ملفي الحياد والتدويل، انما خوفا من اتخاذ السجال والكباش بينهما منحى طائفي يهدد بجر البلاد المنهارة اصلا الى ما لا تحمد عقباه. فبالرغم من الغطاء السني الواضح لطروحات البطريرك والذي يؤمنه بوضوح تيار "المستقبل"، وبالرغم من بعض التمايز الذي يبديه "التيار الوطني الحر" لجهة عدم تأييده بالكامل مواقف الراعي، الا ان ذلك ليس كفيلا وحده بنزع فتيل انفجار الملف طائفيا. من هنا كان تحرك الثلاثي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم والنائب فريد الخازن بمحاولة لمنع تفاقم الامور، تلقفها حزب الله سريعا لقناعته بأن لا مصلحة له على الاطلاق باعلان الطلاق مع بكركي والدخول في مواجهة معها تضعه بمواجهة القسم الاكبر من المسيحيين الذين كان ولا يزال يعول عليهم كغطاء رئيسي له امام المجتمع الدولي.

وبحسب المعلومات، فان الاجتماع الذي تعقده لجنة الحوار الاسبوع المقبل سيركز على تخفيف التوتر واستيعاب السجالات التي طبعت الفترة الماضية، علما ان وفد البطريركية سيصر على وضع برنامج عمل تعقد الاجتماعات اللاحقة على اساسه. فلا يكون الحوار لمجرد الحوار. ويبدو ان هناك وجهتي نظر لدى مقربين من بكركي، اذ يعتبر الفريق الاول انه حتى ولو لم يثمر التواصل مع جديد مع الحزب لتوافقات وتفاهمات حول العناوين المطروحة، فان مجرد التلاقي اساسي لعدم حرف المعركة عن مسارها وتحويلها لمعركة طائفية. اما الفريق الثاني فيرى ان عودة التواصل من دون نتيجة سيضر بحراك بكركي ويفقده زخمه الحالي ويعيدنا الى نقطة الصفر، من منطلق انه لم يعد ينفع التعايش والتكيف مع الوضع الحالي وتفادي العمليات الجراحية لاصلاح الوضع والنهوض مجددا بالبلد.

وتشير المعطيات الى ان البطريرك سيعطي في هذه المرحلة مساحة للحوار كي يرى الى اي مدى سيكون هذه المرة منتجا لجهة التمكن من التوصل مع حزب الله الى تفاهمات بنيوية، وفي حال فشل هذا التوجه سيعود ليكثف اتصالاته وضغوطاته دوليا لضمان الوصول حقيقة لحياد لبنان الذي يعتبره باب الخلاص الوحيد للبلد.

من جهته، ووفق مصادر قريبة منه، سيحاول حزب الله جس النبض والتحقق من خلفيات طروحات بكركي الاخيرة وما اذا كانت مرتبطة بأجندة دولية ما، ليبني عندها على الشيء مقتضاه. علما انه بات واضحا ان العلاقة بين بكركي وحارة حريك لن تعود الى ما كانت عليه مباشرة بعد تولي الراعي سدة البطريركية، "فالتراكمات انطلاقا من اصراره على زيارة القدس وصولا لطرح التدويل، كلها تحتم الابقاء على مسافة بيننا..كيف لا ونحن في زمن كورونا!"

اذا بخطوات غير واثقة تماما يتوجه مجددا حزب الله وبكركي الى الحوار... فهل يؤدي ذلك لتلاشي طروحات بكركي والعودة الى نقطة الصفر؟ ام يشكل بابا لابقاء الطروحات حية مهما طال اقرار آليات تنفيذها؟