خاص - كرسي رئاسة الجمهورية... قوة باسيل في العقوبات عليه - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 25, 2021

خاص
الكلمة أونلاين - محمد المدني

مخطىء من يعتقد أن ضعف باسيل سياسياً يعني ضعف حظوظه الرئاسية، ومخطئ من يفكر بأن باسيل لا يحتاج حزب الله اليوم أكثر من أي وقت مضى، ومخطئ من يظن بأن باسيل بإستطاعته الوصول إلى كرسي بعبدا إلا على أكتاف حزب الله.

أزمات باسيل لا تعد ولا تحصى، وبعد العقوبات الأميركية التي فرضت عليه في تشرين الثاني من العام 2020 بات حلم وصوله إلى قصر بعبدا خلفًا للعماد ميشال عون أشبه بالمهمة المستحيلة.

مصدر سياسي بارز "في محور الممانعة" تحدّث لـ"الكلمة أونلاين" عن معركة رئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أنها ستكون حامية بين جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع".

وعن باسيل، لفت المصدر "في محور الممانعة" إلى أن "رئيس التيار الوطني الحر عاش مرحلتين مختلفتين على المستوى السياسي، فقبل حادثة قبر شمون كان باسيل الرجل الأقوى على الساحة الداخلية وكانت حظوظه الرئاسية مرتفعة جدًا بالشكل، اما في المضمون فإن قوة باسيل لم تكن تناسب حزب الله كونه أقوى من الحزب نفسه على المستوى الشعبي وعلى مستوى الدولة، بالإضافة إلى أن الحزب لا يثق بعقلية باسيل التقلبية وتحركاته الدائمة".

اما المرحلة الثانية أي ما بعد حادثة قبر شمون وثورة 17 تشرين وشعار "الهيلا هو" و العقوبات الأميركية وسقوط اتفاق معراب بين التيار والقوات اللبنانية من جهة والتسوية الرئاسية مع تيار المستقبل من جهة ثانية، سقط باسيل من القمة وأصبح ضعيف سياسيًا مقارنة بالمرحلة الأولى (قبل حادثة قبرشمون)، بحسب المصدر.

واعتبر أن "ضعف باسيل الحالي هو علامة قوة رئاسيًا خلافًا لظاهر الحال وما يظنه المراقبون، وبمعنى اخر، فإن ضعف باسيل الحالي يرفع من حظوظه الرئاسية لأنه يصبح مرشح مقبول أكثر من أصحاب القرار وعلى رأسهم حزب الله، لأن لم يعد مرشحًا قويًا بل أصبح بحاجة ماسة إلى دعم حزب الله في حال أراد الفوز بكرسي الرئاسة".

وبشأن سليمان فرنجية، أعتبر المصدر "في محور الممانعة" نفسه، أن "رئيس تيار المردة يعاني من مشكلة أساسية تتعلق بثقة حزب الله، وذلك حين تواصل مع الحريري وتبنى الأخير ترشيحه لرئاسة الجمهورية قبل أن يعود ويُرشح ميشال عون (وفق التسوية الرئاسية)، وفرنجية حينها ذهب بمباحثاته مع الحريري إلى أبعد الحدود وصولاً إلى توجهه للقاء الحريري في الخارج،واتصل بحزب الله بينما كان متوجهًا إلى الطائرة، وكل ذلك حصل دون وضع الحزب في جو هذه المباحثات من أولها، ما خلق أزمة ثقة قد تمنع الحزب من السير بفرنجية نحو قصر بعبدا".

من جهة أخرى ووفق المصدر "في محور الممانعة" أيضًا، فإن فرنجية لا يقدم للحزب الغطاء المسيحي الذي يحتاجه، لأن الحزب أصبح بحاجة للغطاء المسيحي بعدما فقد الغطاء السوري القوي الذي كان ممسكًا بالورقة اللبنانية قبل العام 2005، كما أنه كان على عداوة مع الشريك السني على إثر اغتيال رفيق الحريري، لذلك كان بحاجة للغطاء المسيحي خاصة في العام 2006 خلال حرب تموز".

وسأل المصدر "في محور الممانعة"، "هل حزب الله اليوم بحاجة لهذا الغطاء المسيحي، أم انه بحاجة فقط إلى إسكات الشارع المسيحي وإطفاء الأصوات البارزة فيه، لا سيما أن هناك شبه اتفاق مع سعد الحريري يظهر بشكل واضح في رغبة حزب الله في تشكيل حكومة يرأسها رئيس التيار الأزرق، كما أن علاقته بالرئيس نبيه برّي وحركة أمل جيدة إلى حدٍ كبير رغم بعض الاختلافات الطبيعية بينهما".

من ناحية أخرى، جدّدت مصادر متابعة
تأكيدها على أنه من الطبيعي أن يكون فرنجية مرشح لرئاسة الجمهورية لما يتمتع من مقومات وطنية، فضلاً عن كونه شفاف ونظيف الكف ومنفتح على جميع القوى السياسية".

واعتبرت هذه المصادر "في محور الممانعة"، أن "الظروف السياسية وما يرافقها من تطورات إقليمية ودولية هي التي تُحدّد شخصية الرئيس المقبل وليس العكس".

وفي سياق آخر، أكدت معلومات "الكلمة أونلاين"، أن "حزب الله لم يحسم أمره بعد فيما يخص الإنتخابات الرئاسية، ومن المبكر الحديث عن هوية الرئيس قبل عام ونصف من انتهاء عهد الرئيس ميشال عون".

وبحسب المعلومات أيضًا، فإن الحزب يدرك حساسية المرحلة التي تستدعي مزيداً من الحنكة السياسية لتمرير الوقت ريثما تتضح صورة العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران مع تسلم الرئيس الديمقراطي جو بايدن للسلطة.


وفي المحصلة، فإن بورصة المرشحين الأقوياء لرئاسة الجمهورية تبقى رهن مجلس النواب الذي سينتخب الرئيس المقبل، فهل سيكون المجلس الحالي في حال مُدّد له أو المجلس الجديد الذي ستنتجه الانتخابات النيابية في حال حصلت بأيار 2022.

وفي حال مدّد مجلس النواب لنفسه جراء تعذر حصول الانتخابات لأسباب ما، فإن القوى المسيطرة على مجلس النواب الحالي وفي طليعتها حزب الله هي من تقرر هوية الرئيس ويكون حينها باسيل لاعبًا أساسيًا كونه رئيس أكبر كتلة نيابية، وفي حال حصلت الانتخابات فإن المعادلة تتغير وفقًا للنتائج.