أهمية تسخير الرياضة كقوة للتغلب على التحديات العالمية

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 5, 2020

تمتلك الرياضة القدرة على تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع وخلق الروابط بين المجتمعات والأجيال، فضلًا عن المساعدة في معالجة القضايا العالمية مثل (كوفيد-19)، وفقًا لما ورد في مهرجان الجيل المبهر السنوي، الذي يتم تنظيمه للسنة الثانية في قطر.

تنظم اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بالتعاون مع مؤسسة قطر، الشريك الاستراتيجي، فعالية لمدة ثلاثة أيام، تجمع الشباب في قطر والمنطقة والعالم لإظهار القدرة التي تتمتع بها كرة القدم في توحيد البشر وتمكينهم ودفع عجلة التغيير الإيجابي. وقد انطلقت أنشطة المهرجان بجلسة نقاشية تحت عنوان: "الاحتفال بقوة الرياضة لإلهام الشباب وتعزيز التواصل".

وعقب كلمة ترحيبية أدلى بها سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، قالت مشاعل حسن النعيمي، رئيس تنمية المجتمع في مؤسسة قطر، وأحد ضيوف الجلسة النقاشية: "تغرس الرياضة سلوكيات وقيمًا مذهلة في جوانب عديدة من حياتنا، حيث تحث على مبادئ العمل الجماعي والعدل والقيادة والاحترام، والأهم من ذلك، التسامح بين مختلف الثقافات. كما تُسهم في تحقيق التكافؤ في المجتمع واحتواء أفراد من خلفيات عديدة تحت راية واحدة".

وأضافت: "عندما يشاهد الطفل فرق الرياضة التي تجمع لاعبين من جنسيات مختلفة وخلفيات متنوعة، والتي يعمل أعضاؤها معًا لتحقيق هدف واحد مشترك، فإن ذلك يبيّن للطفل أن هناك شيئًا أعظم من الفرد الواحد وأن بإمكاننا العمل معًا كفريق."

وتوضح النعيمي كيف ينعكس ذلك في مساعي مؤسسة قطر الرامية لتنمية المجتمع، مشيرة إلى الأنشطة التي تنظمها المؤسسة لجميع القدرات، والتي تشمل السباحة وكرة القدم وركوب الخيل، وذلك بهدف خلق فرص شاملة للجميع في قطر.

وفي حديثها عن النماذج الرياضية التي يُحتذى بها، أوضحت النعيمي كيف أثار الرياضيون قضايا هامة على الصعيد العالمي، حيث ساعد الرياضيون المحترفون مثل ماركوس راشفورد، لاعب كرة القدم الإنجليزي في مانشستر يونايتد، الآخرين خلال جائحة (كوفيد-19)، مما سلط الضوء على أهمية الشمولية وقدّم مثالًا يُحتذى به.

وتابعت: "عندما يتعلق الأمر بوجود نموذج أو مثل أعلى، تبرز أهمية الدور الذي يلعبه الرياضيون في إلهام الشباب والمعجبين، ودفعهم للاقتداء بهم في حياتهم".

كما انضمت إلى الجلسة النقاشية كارينا ليبلانك، لاعبة كرة القدم الكندية السابقة والحائزة على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، وإحدى نجوم كأس العالم. حيث تحدثت عن دور المثل الأعلى في عالم الرياضة قائلة: "يحاول اللاعبون الفوز على أرض الملعب، ولكن بمجرد خروجهم من الملعب، فإنهم يحرصون على استخدام أصواتهم في المنصات المختلفة لإحداث فرق حقيقي في حياة الجيل القادم. أعتقد أن الجمهور ينظر إلينا كنماذج يُحتذى بها، وهذا دليل على ما تستطيع أن تحققه الرياضة".

وتابعت: "كان لي الشرف أن أشارك في خمس بطولات مختلفة من كأس العالم، عشت خلالها لحظات مميزة. ولكن عندما نرى قوة الرياضة، وعندما نتحدث مع الأطفال، تتوسع آفاق أحلامنا تجاه ما يمكن أن نحققه، بغض النظر عن الأصوات التي تحاول ثنينا عن تحقيقها، ولكن إذا كانت لدينا الجرأة على اجتراح أحلام بهذا الحجم، وكنا على استعداد للعمل بجد والسعي خلف أحلامنا، وإهمال الأصوات المثبطة، فأعتقد أن أي شيء سيصبح ممكنًا".

تأسس برنامج الجيل المبهر عام 2010 خلال مرحلة إعداد ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022، ويستخدم الجيل المبهر، التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث، أسلوب كرة القدم من أجل التنمية؛ لتعليم القيم الجميلة للشباب، مثل مبادئ المساواة بين الجنسين، والاندماج، والمهارات الحياتية كالتواصل، والتنظيم، والعمل الجماعي، والقيادة.

في نقاش حول "ابتكار إرث يخلق تأثيرًا طويل الأمد لكأس العالم"، أوضح ناصر أحمد الخوري، مدير إدارة البرامج في الجيل المبهر: "هناك جوانب عديدة للإرث الذي سوف يتركه كأس العالم 2022، مثل الاستدامة والحفاظ على البيئة وملاعب كأس العالم نفسها، بينما ينصب تركيز برنامج الجيل المبهر على إنشاء إرث إنساني واجتماعي".

أضاف الخوري: "لقد وفرت عروضنا وبرامجنا مساحات آمنة للمجتمعات التي لم يكن لديها بنية تحتية مناسبة أو برامج شباب. وسننظر الآن في كيفية الاستمرار في مساعدة هذه المجتمعات وبناء نموذج مستدام، لأن المشاريع الاجتماعية مهمة جدًا".

تابع: "كانت لحظة وصولنا إلى 500 ألف مستفيد إحدى أهم المحطات في تاريخ الجيل المبهر منذ تأسيسه قبل 10 سنوات، أما الآن فنحن نستهدف الوصول إلى مليون مستفيد بحلول عام 2022، وذلك من خلال العمل مع شركائنا لمواصلة الترويج لكرة القدم من أجل التنمية، واستخدام كرة القدم في سبيل الخير، وجعل ذلك جزءاً من إرث كأس العالم 2022 في قطر"

“نحن فخورون بتقديم مهرجان الجيل المبهر 2020 بشراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة قطر، وبدعم لا يقدر بثمن من الخطوط الجوية القطرية وbeIN Sports وأوريدو. وعلى الصعيد العالمي، نواصل العمل على تطوير برامج تلهم الشباب وتمكنهم من تغيير مجتمعاتهم إلى الأفضل، من خلال عملنا مع شركاء عالميين مثل اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي لكرة القدم (CONCACAF)، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر"

وبدورها تحدثت أندرين هيجربيرج، لاعبة كرة القدم النرويجية من نادي روما الإيطالي، عن دور الرياضة في مساعدة الأطفال في التعامل مع آثار (كوفيد-19)، والتغلب على الإجهاد النفسي والعقلي الناجم عن الحظر الصحي وإغلاق المدارس. وقالت هيجربيرج، مشيرة إلى تجربتها الشخصية أثناء الحظر في النرويج: "تكمن قيمة كرة القدم في قدرتها على تعزيز التواصل بين الناس حتى وإن كانوا بعيدين جسدياً".

وأضافت: "تشعر وكأنك موجود مع أعضاء فريقك، على الرغم من أنك لست معهم فعليًا. وتشعر أيضًا أنك تنتمي إلى شيء ما. وأعتقد أنه لسبب ما، كونك جزءًا من منظومة أكبر، يعطيك معنى للحياة. فالرياضة أكثر بكثير من الجهد البدني الذي نبذله في التدريب والمباريات. هي جسر يربط الأشخاص ببعضهم، بغض النظر عن العمر أو الأصل أو الجنس".

كما استضافت الجلسة النقاشية تيم كاهيل، لاعب كرة القدم الأسترالي وسفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكارلي لويد، أسطورة فيفا الفائزة بكأس العالم للسيدات مرتين، ولاعب كرة القدم السابق ومدير التطوير في CONCACAF، جيسون روبرتس، الذي قال: "الرياضة لا تتعلق فقط بتوفير مسار نخبوي؛ بل بتسهيل الوصول إلى الرياضة وإشراك الأشخاص ثم تثقيفهم ليفيدوا مجتمعاتهم".