خاص- هكذا "كسر" جوزف عون وطوني قهوجي "باسيل " في تعيينات المخابرات

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 5, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

عبير بركات


لم تتطابق تعيينات مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مع حسابات رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي كان مندفعاً من أجل عدم التمديد لمدير المخابرات العميد طوني منصور، الذي سيسلم خلفه المدير الجديد لهذا المنصب العميد طوني قهوجي في غضون أيام. ومنطق التطابق معناه أن أكثر من رهان خسره باسيل في هذا التعيين، على ما يقول عمداء متقاعدون يتابعون هذا الملف.

في منطق رئيس "التيار الوطني"، فإن عدم التمديد للعميد منصور معناه إقصاء مسؤول أمني فاعل لا يتجاوب مع مطالبه أو ينفذ له رغباته، كما حصل خلال أحداث خطرة عدة، كان لمنصور تعاط عقلاني ومسؤول معها، في حين أن باسيل كان يأمل أن تكون التحقيقات والإجراءات لصالحه، كذلك يسجل رئيس "التيار" إنتقاده لقائد الجيش العماد جوزيف عون والعميد منصور بأنهما لم يعتمدا القوة المفرطة في قمع المتظاهرين، بعيدا عن بعض الإشكالات والصدامات التي حصلت إبان فتح الطرقات، إذ أن باسيل كان يريد قمعاً رادعاً عن التحرك.

لكن حسابات باسيل لم تتطابق مع تعيين العميد طوني قهوجي مديراً للمخابرات، وهو الضابط المشهود له بحرفيّته وولائه للمؤسسة وآدميته، إسوة بمنصور، على ما يقول هؤلاء العمداء الذين يعتبرون أن تعيين قهوجي، الذي تمّ التفاهم عليه بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد الجيش، يؤكد على بقاء هذا المنصب خارج التجاذبات لأكثر من سبب، بينها ثقة قائد الجيش بقهوجي إضافة إلى نهجه كضابط أمني لا يمكن إدراجه في خانة أي فريق سياسي وتحديداً "التيار الوطني الحر"، على ما كان يراهن باسيل، وأن للرئيس عون ثقة بقهوجي وتقديراً له، وهو الذي تولّى التحقيق الدقيق في منظومة التجسس والتنصّت التي كانت في قصر بعبدا لرصد تحرّك الرئيس عون وأفراد عائلته، بطلب من وزير كان يصنف فاعلا يومها بالتواصل مع "قوى فاعلة في التيار الوطني الحر".

إذاً، عدم التمديد لمنصور لم يحقق حسابات باسيل لا سيما في تعيينات رؤساء المناطق، حيث كان يدفع بأسماء عدد من الضباط لتولي هذه المواقع، لكن قائد الجيش رفض ذلك نظراً لحساسية هذه المناصب وأهميتها لناحية الإتماس المباشر مع الأطراف السياسية والمواطنين، في مرحلة تشهد البلاد فيها تحركات شعبية وتوترات حزبية.

لذلك، فإن تعيين ضباط في الفروع والمناطق ذوي ميول حزبية، كما كان يريد باسيل، لا يصحّ مع دور المؤسسة ومع خصوصية هذه المناطق لاسيما في جبل لبنان وبيروت وغيرها... إذ يمكن أن تأتي القرارات المناطقية الأمنية انفعالية، لذلك أبعد قائد الجيش ومدير المخابرات المخاطر التي كانت تهدد الجيش اللبناني ومديرية المخابرات وكذلك الشعب اللبناني من خلال تعيين ضباط يتميزون بولاء مطلق للمؤسسة العسكرية وللوطن ومناقبية عسكرية.

ويعتبر الضباط المتقاعدون أن قائد الجيش تمكن من " كسر" باسيل في هذه المعركة الخفية، حيث كان يحتمي بالرئيس عون، الذي كان يطالب بالضباط الذين كان يريدهم رئيس "التيار"، وبذلك تجنّب الجيش مطباً كان ممكن أن يدخله في متاهات، سيما أن هذه المناطق تضم قوى سياسية وحزبية على خلاف مع "التيار" وكان من الممكن أن يكون لأداء هؤلاء الذين يريدهم باسيل عاملا خطراً، فيما لو كانوا مسؤولين إبان أحداث شهدها الجبل في مرحلة سابقة، حيث كان لمنصور حكمة ومسؤولية في التعاطي معها بالتنسيق مع قائد الجيش، وهو الأمر المؤكد أن يحصل مع مدير المخابرات قهوجي الذي يحظى بثقة عارمة داخل المؤسسة وخارجها.

Abir Obeid Barakat