خاص- "الضرب بالميت حرام".. وهذه آخر مستجدات عملية تشكيل الحكومة! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 25, 2020

خاص - بولا أسطيح
الكلمة أونلاين

فضحت التطورات المتسارعة في الساعات القليلة الماضية الكثير والكثيرين. لملمة القوى الحاكمة صفوفها وعودتها بزخم للامساك بزمام الحكم من دون تسجيل أي اعتراض في الشارع كشف المستور. والأنكى أنه كشفه عشية الذكرى الأولى لانتفاضة 17 تشرين الاول 2019. فاما الزخم الثوري كان زخما حزبيا ما لبث ان انتهى مع انسحاب الاحزاب، وأصحاب هذه النظرية يتحدثون عن ان زخم الانطلاقة أمّنه "حزب الله" وحركة "امل" قبل ان ينسحبا ويؤمن كل من "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" زخم الاستمرارية لأشهر معدودة. أو أنه زخم أمّنه حقيقة قسم كبير من اللبنانيين الذين شكلوا أكثرية قاطعت الانتخابات عام 2018 لكن ما لبثوا أن اقتنعوا بعجزهم على تحقيق الخرق المطلوب في جسد هذه المنظومة المتحكمة بالبلاد والعباد، فاستسلموا سريعا وانسحبوا وهاجروا أما البقية التي تجد نفسها محاصرة هنا فتموت على البطيء وهي ترى ان كل ما حلمت باسقاطه منذ عام وظنت انها اسقطته بالفعل عاد أقوى وأفعل و"بشرعية" غياب المعارضة الفعلية له!

على كل الأحوال، وايا كان السيناريو، بات مجرد الحديث عن الموضوع خارج السياق العام للأحداث وكأنه "ضرب حرام بالميت". فالمنظومة تدفعك مضطرا لمجاراتها كخيار وحيد موضوع أمامك لتستشف من خلاله مصيرك ومصير البلد. فاذا التقى فلان وعلتان تنفست الصعداء بأن حكومة ما قد تشكل قريبا، ليس حبا بحكومة قد يشكل وجودها او غيابها بالنسبة اليك "قلة فرق"، انما بعدما باتت أسعار الدولار تلعب على وتر النكايات والأجندات السياسية.

ولمن تعنيه مستجدات الحكومة، فان الجو التفاؤلي هو المسيطر، وان كان بغياب أسس ثابتة ومعطيات واضحة ترسخ هذا الجو وتجعلك تبني عليه. وبحسب المعلومات فان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان متعاونا وايجابيا جدا خلال لقاءاته بالكتل الرئيسية والمعنية المباشرة بعملية تسهيل او العرقلة، وبالتحديد "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" ما جعلهما تلقائيا يبادلانه ايجابيته بايجابية ويلاقيان يده الممدودة. وفي هذا السياق، تقول مصادر مطلعة على الحراك الحكومي الحاصل ان البحث مع الكتل في اللقاء الاول باطار الاستشارات غير الملزمة لم يتطرق لأي تفاصيل، لافتة الى ان الحريري ينكب حاليا على محاولة ايجاد المخارج لكل العقبات الكامنة معتمدا الانفتاح والتعاون الكلي، مضيفة:"هو لا يزال مصرا على محاولة تأمين ولادة حكومته في مهلة 10 أيام، علما ان المعطيات تفيد بأنه تواصل مع السعوديين والفرنسيين والاميركيين قبل سيره بالعملية ككل، وأمّن الضوء الاخضر منهم جميعا لذلك انطلق بزخم في عملية التأليف، على ان تقوم باريس بالمبادرة الاولى بتأمين ملياري دولار خلال أسبوعين من نيل الحكومة الثقة لحل الازمات الطارئة واعادة تنشيط العجلة الاقتصادية".

وتشير المصادر الى ان "المسألتين الواجب حسمهما في الساعات القليلة المقبلة همت حجم الحكومة في ظل دفع الحريري باتجاه حكومة مصغرة تضم 16 او 18 وزيرا واصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حكومة من 20 او 24 وزيرا، مرجحة الا يكون هناك اشكال كبير على الموضوع فيتم اعتماد حكومة من عشرين وزيرا حصرا شبيهة بالحكومة الحالية على ان تكون من الاخصائيين الذين تسميهم الاحزاب". وتضيف:"كما تم التوافق على مبدأ المداورة في الحقائب بين الطوائف مع استثناء وزارة المالية مع حديث عن امكانية اعطاء وزارة الداخلية لرئيس الجمهورية".

فهل تكون المفاجأة بحكومة تشكل قبل الانتخابات الأميركية انسجاما مع الاجواء الاقليمية والدولية التي تبدو ميّالة في هذه المرحلة للتهدئة، ما يفشل توقعات المئات من المحليين والسياسيين، ام تعود الفيتوات والسقوف العالية لتسيّر عملية التأليف وتدفع بها الى ما بعد بعد الانتخابات الاميركية؟