«كورونا» بين الحريري وباسيل... كسر جليد يكسر التباعد.. ومصادر : «ما كأنو في شي»

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 24, 2020

الديار

الحريري لباسيل: اريد الاتفاق مع عون والتعاون... باسيل: «كلو بيهون لمصلحة البلد واللي بتتفقو عليه منمشي فيه»!

جويل بو يونس

بعد «انفصال» قارب السنة منذ ان اعلن الرئيس المكلف سعد الحريري استقالته في 29 تشرين الاول 2019 على وقع ضغط الشارع من دون تنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وتصعيد متبادل من قبل كل من الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ها هي الظروف الداخلية والخارجية التي فرضت عودة الحريري الى رئاسة الحكومة رئيسا مكلفا حتى اللحظة، تفرض تواصلا، ولو من باب الدستوري شكلا، بين الحريري وباسيل تمثل باللقاء الذي جمع تكتل لبنان القوي في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي اجريت امس في مجلس النواب.

فبعد تضارب في المعلومات عشية الاستشارات حول امكان ترؤس باسيل وفد التكتل من عدمه، حسمها باسيل فتوجه الى عين التينة على رأس تكتل لبنان القوي، بعدما جرت محاولات واتصالات لدفعه الى المشاركة وعدم مقاطعة الاستشارات. وعلم هنا ان الرئيس بري لعب دورا اساسيا في الاتصالات بين الطرفين.

هذا اللقاء اتى بعد اجتماع وصفته مصادر مطلعة على جوه عبر الديار بالايجابي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا الخميس.هذه الايجابية ذاتها كانت انسحبت على اجتماع الرؤساء الثلاثة في بعبدا وهنا تؤكد مصادر مطلعة ان خروج الرئيس بري من على منبر بعبدا للاشارة الى الاجواء الايجابية لا التشاؤمية بين عون والحريري وحتى بين التيار والمستقبل لم تأت من عبث.

اذ تكشف المصادر ان ما قاله الرئيس عون على مسمع السفير مصطفى اديب عندما كان مكلفا تشكيل الحكومة كرره على مسمع سعد الحريري ومفاده: «عليك التشاور مع مختلف الكتل التي ستمنحك الثقة». كما شدد عون على اهمية الاصلاحات وفي مقدمها الالتزام بالتدقيق الجنائي.

الايجابية التي سادت في بعبدا انسحبت على مجلس النواب حيث انعقد لقاء تكتل لبنان القوي مع الحريري برئاسة باسيل.

المعلومات تفيد بان اللقاء، في بدايته كانت اجواؤه فاترة، باردة، الا ان نية الطرفين التأكيد ان لا خلاف شخصيا بينهما دفع الحريري للمبادرة والتأكيد لباسيل انه لم يات لالغاء اي طرف بل التعاون مع الجميع، فتحول اللقاء الى ودي كادت بعدها مصادر مطلعة على جوه بتوصيفه على قاعدة: «ما كأنوا في شي، ولا كانو حدا مصعد بوجه التاني»، مع الاشارة الى ان كورونا حضرت بداية من باب سؤال الحريري لباسيل عن العوارض والنسبة التي ظهرت معه لينتقل بعدها الكلام الى السياسة.

بحسب المعلومات شدد الحريري من خلال اللقاء، على ضرورة تنفيذ موضوع الاصلاحات ولاسيما تلك الواردة بندا بندا بالورقة الفرنسية فما كان من باسيل الا ان رد بان مطلب التيار هو ابعد من الورقة الفرنسية انما يريد اصلاحات ابعد من ذلك واكثر.

امام مضيفه، اكد باسيل ان المطلوب هو حكومة تكنوسياسية، هنا بحسب ما تكشف المصادر لم يقل الحريري شيئا، ولو انه يتمسك ظاهرا بحكومة الاختصاصيين، كما اكد باسيل في هذا الاطار على ضرورة اعتماد وحدة المعايير مع مختلف الكتل.لكنه، اي باسيل، اكد في المقابل نيته التعاون.

وبحسب المصادر فقد قال الحريري لباسيل : «تعاوننا في السابق «وعرفنا نشتغل»...قد نختلف في السياسة لكن عم نعرف نشتغل مع بعض» فرد باسيل بالقول: «عندما توجد النية للاصلاح ووحدة المعايير في التعاطي ما فيك تشوف منا الا كل تعاون»! وتابع: «كل شي بيهون لمصلحة البلد».

مصادر مطلعة على جو اللقاء تكشف ايضا للديار ان الحريري اسمع باسيل اكثر من مرة انه يريد الاتفاق مع رئيس الجمهورية على التفاصيل، والتعاون فابدى هنا باسيل كل انفتاح وقال: «اللي بتتفقو عليه انت والرئيس منمشي فيه...».

في المحصلة، كسر لقاء ساحة النجمة الجليد بين الحريري وباسيل، واكد انفتاح الطرفين على التعاون وتنفيذ الاصلاحات لكن خلاصة اجتماع اصحاب التسوية سابقا مفادها التالي: «التفاوض الحكومي سيتم عبر رئيس الجمهورية باعتبار ان رئيس الجمهورية يشكل الضمانة للطرفين، والاكيد ان التيار لن يكون خارج الحكومة، والضمانة : رئيس الجمهوريـة!...»