شادي هيلانة - الحريري او الفوضى!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 21, 2020


المرحلة المقبلة ليست بسهلة، فالرئيس الذي سيكلف بيده كرة نار خلال مرحلة التأليف، حيث الشارع لن يرحم وسوف يصر على اختصاصيين مما يجبر رئيس الجمهورية باللعب بين النقاط مع من كلفه، وسوف تنقسم هذه المرحلة إلى أجزاء:
التعامل مع الشارع والفوضى، جذب الرأي العام من خلال شكل الحكومة بوجود اختصاصيين وحضور فاعل للمرأة اضافة الى برنامج خاصٍ بها، ومحاولة كسب ثقة طرف لم يسميه خصوصاً الرئيس سعد الحريري لكي يحصل على شرعية أنها ليست حكومة من لونٍ واحد أو على الأقل الدعم الكلامي لكي يحصل على شرعية وميثاقية سنية تريحه.


رفض الحريري من التيار العوني والقوات اللبنانية ما هو الا مكسب معنوي ، فكلاهما يعلمان امّا الحريري او الفوضى الخلاقة، ومكانك راوح للخروج من " جهنم " السياسي والاقتصادي والمالي، وهذا ما استدركه الثنائي الشيعي " امل وحزب الله"، الّا إن الإصرار على الحريري يأتي من منطلق المبدأ الذي وضعه ايضاً رئيس الجمهورية ميشال عون ويكمن في أن "القوي في طائفته هو من يحكم" والحريري هو القوي في الطائفة السنية، وعندما طُرحت اسماء لتولي رئاسة الحكومة، كان يجعل أنصاره يخرجون لرفض ترشيح أي منهم.
بالتالي فإن الحريري كان "يناور" وهو بذلك يضغط لكي يعود إلى الحكومة ولكن بشروطه.


لماذا يريد " الثنائي الشيعي " الحريري ؟

إن عودة الحريري للحكومة ستعني بالنسبة لحزب الله وحلفائه عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاحتجاجات الشعبية، أي حكومة مستقرة له فيها نفوذ. ويزيد من تعقيد المشهد اللبناني أبعاده التي تتجاوز حدود البلد وترتبط بدول إقليمية لها نفوذ كبير، وفي الوقت ذاته مصالح متناقضة في لبنان، وعلى رأس هذه الدول الغريمان السعودية وإيران.

بالإضافة إلى كونه "الأقوى في طائفته"، رغم أن أحد أهم مطالب الحركة الاحتجاجية الحالية هو إلغاء المحاصصة الطائفية في البلد، وعلاقاته الجيدة بدول الخليج خاصة السعودية التي يحمل جنسيتها، يُحسب للحريري أيضاً علاقاته القوية بالغرب خصوصا فرنساً التي يحمل أيضا جنسيتها والولايات المتحدة، لدرجة أنه ينسب لباريس الفضل في "إنقاذه" من غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إبان أزمة 2017.


إن هناك وعياً لدى التيارات السياسية الأخرى، حتى تلك المدعومة من إيران، بأهمية اسم الحريري الذي يمكن أن يكون غطاء لمساعدات من الخارج يحتاجها لبنان بالخصوص في الوقت الحالي والأوضاع الاقتصادية في تدهور كبير.
اي حكومة لن يتولاها الحريري ستكون " عرجاء " وسيعاقبها العالم بأسره وخصوصاً الغرب، وبالتالي نسخة " حكومة دياب" تعني المزيد من العزلة والعقاب بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية.