خاص- التدخّل التركي في لبنان.. هل يتكرّر السيناريو "السوري" في المجتمع "السنّي" شمالًا؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 21, 2020

خاص - ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

لم يكن لبنان يومًا بلدًا مستقلًا بقراراته، بل هو دائمًا المتلقي للأوامر والمنفِّذ للقرارات الخارجية التي يتم اتخاذها بما يتناسب مع مصالح ومخططات البلدان الأخرى، التي ترى في لبنان "أرضًا خصبة" للسيطرة وفرض النفوذ.

اليوم، يظهر جليًا سعي تركيا للتدخل في لبنان، مثلما سبق وفعلت في كل من سوريا والعراق واليمن، قاصدة "المجتمع السني" شمالًا، والذي قد يكون "بيئة حاضنة" للوجود التركي ولتمدّده، على الصعيدين السياسي والديني ولأسباب عديدة ومختلفة، أبرزها الواقع السياسي اللبناني المعقّد، الذي يتبعه الفقر والحرمان والاهمال الرسمي للمدن الشمالية من قبل المعنيين، الأمر الذي من الطبيعي أن تستغله تركيا لتسهّل عملية تمددها في المنطقة، في وقت يحاول الرئيس رجب طيب أردوغان، منذ عشرات السنين، إعادة إحياء الامبراطورية العثمانية، معتمدًا أساليب مختلفة تتنوع بين المساعدت المادية والاجتماعية للسكان، إلى جانب دعم السلطات التركية للجمعيات والهيئات الدينية في المنطقة الشمالية، بالإضافة إلى نسج علاقات متينة مع بعض الشخصيات السياسية والقيادات الطرابلسية.

هي مساعٍ عديدة تقوم بها السلطات التركية للسيطرة شمالًا وفرض تمددها بطريقة معينة، ولكن هل هي حقًا قادرة على استخدام الساحة السنية لتحقيق حلمها ومشروعها هذا؟ وما هو الدور الذي قد يلعبه "تيار المستقبل"، المعارض للوجود التركي، في هذا الخصوص؟

القيادي في "تيار المستقبل"، د. مصطفى علوش، قال في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" إن الرد الأنسب على مخططات أردوغان في التمدد شمالًا، وعلى كل من يفسح له المجال بتحقيق حلمه هذا، جاء على لسان الرئيس سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، حيث استشهد بما حصل في سوريا وتحديدًا مع أبناء الطائفة السنية، الذين تلاعبت في تركيا بهم بداية الأمر لتحقق أهدافها، وتركتهم فيما بعد إلى مصيرهم المجهول، معتبرًا أن الدور التركي في لبنان قد يكون مشابهًا للدور الذي لعبته في سوريا، وهو بالطبع لن يصب في مصلحة السنّة في الشمال وطرابلس تحديدًا، بل سيؤدي الى زيادة الآلام وخيبات الامل.

في المقابل، اعتبر علوش أن مناطق السنّة في لبنان تعيش فراغاً على المستوى السياسي والاقتصادي والانمائي، ما قد يجعلها جاهزة لأن تُستعمل من قبل "الغريب"، تحت حجة المساعدات والدعم والتبرعات وغير ذلك، إلا أنه في الوقت عينه، شدد علوش على أن البديل المنتظر في هذه الحالة هو بالتأكيد ليس الدور التركي، معتبرًا أن السبيل الوحيد للحماية من أي تدخل قد يؤدي الى استخدام "الواقع السني" كأداة للتحريك وللترك الى مصيره في ما بعد، هو عودة الدول العربية لممارسة دورها التاريخي وعلاقتها التاريخية مع لبنان والسنّة تحديدًا.

من هنا، رأى علوش في حديثه لموقعنا أن "لا شك بأن تركيا تسعى للسيطرة، لكن قدراتها محدودة، وبالتالي فلا يوجد أي معطى يقول إن هناك دور جدي للأتراك في هذه المرحلة في الشمال، بل هو دور هامشي يتزامن مع بعض الدعوات "الضئيلة" من قلب طرابلس المطالِبة بالمزيد من الدور التركي، والتي تتوازى مع وعي فئة كبيرة من الناس لمسألة "الاستخدام المتكرّر"، لذا لن تجد تركيا الاذان الصاغية، وسيفشل مشروعها ومخططتها".

أما في ما يتعلق بدور "تيار المستقبل" في هذا الخصوص، شدد د. مصطفى علوش على الدور التاريخي الذي يلعبه "المستقبل" في إعطاء الأولوية لخدمة لبنان والانتماء إليه، مكررًا بالمقابل دعوته للدول العربية لممارسة دورها التاريخي، ومساندة المجتمع السني وحمايته من اي استخدام كارثي.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين