خاص- هل آن اوان انتفاضة العونيين بوجه "الثنائي الشيعي"؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 16, 2020

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

ملّ العونيون تبرير حزب الله مرارا وتكرارا على مر السنوات الماضية تركهم في منتصف الطريق في الكثير من "معاركهم" على انه حرص على تماسك البيت الشيعي وعلى العلاقة مع حركة "أمل" ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. هذه اولوية لدى الحزب لا اولويات قبلها ولا بعدها. حتى الدين الذي تحدث عنه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ل"الجنرال" بعد حرب تموز وقال انه "في رقابنا حتى يوم القيامة" لا يشمل مجرد تعريض العلاقة مع بري للاهتزاز.

يقول العونيون علنا وبالفم الملآن ان الحزب خذلهم في معركة مكافحة الفساد. يتحدثون مطولا عن خلافات على مقاربة الملفات الداخلية لكنهم يطمئنون ان التفاهم على القضايا الاستراتيجية قائم ومستمر وان تفاهم مار مخايل بألف خير. بالامس تبين ان لا تفاهم حتى على القضايا الاستراتيجية وهو ما تجلى بالخلاف الكبير على تشكيل وفد التفاوض لترسيم الحدود. حتى ان الخلافات التي كانت تحل بعيدا عن الاضواء والاعلام، باتت تعرض في بيانات مفصلة لتفاقم الاشكال وتزيد الاحتقان والتوتر بين جمهوري الطرفين.

عن علاقة بري - عون وبري- باسيل وبالتالي علاقة جمهوري "أمل" و "التيار الوطني الحر" حدث ولا حرج. فما بينهم اكثر بكثير من كيمياء مفقودة. اصلا باتت النكايات هي التي تسير العلاقة بينهما ما ينعكس سلبا على المصلحة العليا للدولة، كيف لا ونحن نتحدث هنا عن علاقة بين رئيس جمهورية ورئيس مجلس نيابي. حاول حزب الله اكثر من مرة التوسط لتقريب وجهات النظر، فاكتشف ان انهرا وبحارا تفصل بين حليفيه فاستسلم منذ فترة طويلة واتخذ دور المتفرج في اكثر من حلقة مواجهة شارك بها الطرفان.

آخر فصول المواجهة ما حصل بملف ترسيم الحدود. خرج بري بتوقيت "مريب" ليعلن "اتفاق اطار" لخوض مفاوضات مع اسرائيل مسقطا حتى مصطلح "عدو" من كامل مؤتمره الصحافي قائلا ان مهمته انتهت هنا راميا كرة النار في حضن الرئيس عون. كل ذلك حصل في ظل صمت "مريب" لحزب الله الذي لم يقرر الخروج عنه الا لينتقد تشكيلة الوفد الذي شكله عون. بدأ الحزب حملته عبر وسائل اعلام تابعة له ومحسوبة عليه نزعت "الشرعية" عن هذا الوفد لا بل ذهبت ابعد من ذلك باتهام عون بالرضوخ لمطالب اميركية- اسرائيلية خوفا من العقوبات، قبل ان يقرر وبري اصدار بيان اظهر حجم الخلاف مع عون وحجم الامتعاض من عدم تلبية الرئاسة الاولى مطلبه.

يتصرف "الثنائي" وكأنه ام الصبي بملف الترسيم والعلاقة مع اسرائيل. يعي عون ذلك تماما ويتفهم هواجسه. لكنه لا يقبل التشكيك بوطنيته من خلال تصويره وكأنه ينفذ اجندات خارجية. يسأل العونيون الا يزال حزب الله يختبر وطنية العماد عون؟ الم يكفهم اختبارات سواء في حرب تموز او بعد توجههم للقتال في سوريا وبينها كثير من المحطات؟
لكن يبدو ان حزب الله يشكك اليوم بأن عون قد يقدم تتازلات معينة لضمان عدم ادراج اسم جبران باسيل على لائحة العقوبات الاميركية وبخاصة لضمان عدم احراق ورقته الرئاسية، لذلك يقف بالمرصاد لكل شاردة وواردة مرتبطة بالعلاقة مع اسرائيل خاصة بعد كل الانتقادات التي طالته وتطاله نتيجة قبوله بسلوك مسار التفاوض على الترسيم في وقت تتجه دول المنطقة للتطبيع. هو يعتقد انه وبتصويبه على وجود مدنيين بالوفد وبتصديه لالتقاط صورة فوتوغرافية يقطع الطريق على المشككين بنواياه.. وكأن صورة توثق حدثا تاريخيا معينا ما كان ليحصل لولا موافقته، من شأنها ان تسقط الحدث من رزمة الاحداث التي طبعت العام الحالي!

على كل حال، لم يعد خافيا على احد انه ومنذ فترة هناك قرار واضح سواء لدى الحزب او لدى التيار بعدم بذل مزيد من التضحيات في سبيل الحفاظ على تفاهم مار مخايل. كما ان هناك قناعة بأن المعطيات الداخلية كما الاقليمية والدولية كلها تعاكس التفاهم واستمرار التلاقي المسيحي- الشيعي، فهل آن اوان انتفاضة العونيين بوجه "الثنائي" الذي لم يعد آبها باستخدام فائض قوته عند كل استحقاق لفرض شروطه وهو ما تجلى اخيرا حكوميا بالتمسك بالمالية كما في ملف الترسيم؟ وهل يتخذ عون وباسيل خيار نسف الجسر الاخير مع حارة حريك وخوض كل المعارك وحيدين بغياب اي حليف محلي او خارجي بعد نسف الجسور مع الجميع؟