خاص- مجموعات "الثورة" تنكفىء استعدادا لحدث كبير في 17 تشرين الاول! ... بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 30, 2020

بولا اسطيح

خاص موقع الكلمة أونلاين


لم تكن يوما الظروف والأرضية مهيأة للثورة كما هي اليوم. حتى العوامل التي سبقت انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 لم تكن بحجم العوامل المتوافرة اليوم. وحده انفجار مرفأ بيروت كفيل بقيام ثورة تقضي على الاخضر واليابس. وحده "فجور" المصارف التي تحتجز أموال المودعين وتمنع التحويلات الى أولادهم في الخارج وتفرض عليهم نمط عيش معين كفيل باستيلاد ثورة تطيح بالنظام القائم وبكل رموزه ومقوماته. وحده بلوغ الدولار في أقل من عام عتبة التسعة آلاف ليرة ما أدى لافقار أكثر من نصف الشعب اللبناني وتجويع الآلاف قادر على دفع الناس الى الشوارع في موجة ثورة غير مسبوقة. وحده استمرار القوى الحاكمة بتقاسم الحصص في بلد أصبحت مقوماته أقل من قطعة جبنة، ورضوخها بشكل علني ومباشر لاملاءات خارجية لتعطيل قيام حكومة جديدة، يطيح في بلدان أخرى بالمنظومة القائمة مع ضمان محاسبة كل فاسد ومقصّر وفاشل..كيف اذا اجتمعت كل هذه الاسباب وغيرها كثير في بلد كلبنان يعيش منذ نحو عام في ما يشبه الجحيم على الصعد كافة!
ولكن للمفارقة كل ما سبق لم يُطح بمن أوصلنا الى ما نحن فيه. فرغم كل ما أفرزته انتفاضة 17 تشرين الاول من ضغوط وتحركات استمرت لأشهر قبل ان تأتي "كورونا" لتدخلها في دوامة من التعليق والتأجيل، تمكنت قوى السلطة اخيرا من استعادة زخمها، فعادت تشكل الحكومات على مبدأ تقاسم الحصص حزبيا ومذهبيا وطائفيا ضاربة بعرض الحائط كل الشعارات التي حملها الثوار ونادوا بها وتلقفتها هذه القوى نفسها حين ركبت موجة الثورة. وبدا لافتا في الاسابيع الماضية غياب اي تحركات او اعتصامات رغم تفاقم الاوضاع وافشال الفرقاء السياسيين المبادرة الفرنسية وتعطيلهم تشكيل الحكومة، حتى يمكن الحديث عن حراك خجول جدا تلا انفجار المرفأ، فلولا وجود قرار سياسي لما سقطت اصلا حكومة حسان دياب لغياب التحركات الشعبية الضاغطة.
فبدل ان يخرج اللبنانيون الى الشوارع لاسقاط كل من تحمل اي مسؤولية مرتبطة بالمرفأ وبما حصل فيه، وبدل ان يدخلوا الى مقرات الزعماء لازاحتهم عن مناصب كانوا ولا زالوا يستغلونها لتحقيق ثروات على حساب افقارهم، جهّز القسم الاكبر جوازات سفره الاجنبية وغادر البلاد، فيما ينتظر مئات الآلاف أجوبة السفارات على طلبات هجرة تقدموا بها للهرب من "جهنم" التي بشرهم بها رئيس البلاد، بما بدا رفع لراية الاستسلام واعلان لفقدان الامل بالتغيير.
ويقر مصدر بارز في مجموعات الثورة بأن "التحركات باتت شبه معدومة وبأن ردات الفعل باتت تنحصر بأحداث معينة، أضف أنها ليست مدروسة ومحصورة بكل مجموعة على حدة وليست شاملة، بعدما تبين لنا أن التحرك الكبير لا يعطي النتيجة المرجوة". ويضيف المصدر في حديث لـ"الكلمة اونلاين" انهم حاليا بصدد "استشارة عدد من الجمعيات والنقابات لاتخاذ الخطوات المناسبة بالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لـ17 تشرين"، كاشفا عن "حدث مهم سيحصل، يعلن عنه في حينه، لا نزال ندرس تفاصيله. ويشير المصدر الى "اجتماعات وتحضيرات يومية تحصل لضمان نجاح ما نحضر له، علما اننا امام عدة خيارات أبرزها العصيان المدني، اعلان حكومة ظل، القيام باعتصامات مفتوحة وغيرها من الطروحات التي لم تحسم بعد لحاجتنا لتوافق كلي عليها".
ويلفت المصدر الى اننا "امام سلطة مهترئة لا تستطيع ان تشكل حكومة، وأمام سلطة مرتهنة تتلقى الاوامر من الخارج، وهي غير قادرة أصلا على اتخاذ قرار، فيما الناس تهاجر وتجوع وتهرب في قوارب الموت، ما بات يستدعي منا اكثر من اي وقت مضى تحركا حاسما يقلب الصورة والموازين".
ورغم بعض الآمال التي تبني عليها مجموعات "الثورة" لاطلاق انتفاضة جديدة تكون حاسمة هذه المرة في الذكرى السنوية الاولى لـ17 تشرين، الا ان المشهد العام يبدو مخيبا، كما ان فرص نجاح اي حراك جديد تبدو محدودة في ظل انشغال الناس بتأمين لقمة العيش واستجداء اموالهم من المصارف عساهم ينجحون بالفرار قبل فوات الاوان!

يضحك في سره!
أشارت مصادر سياسية الى ان المستفيد الوحيد من دخول البلاد اليوم في فراغ سياسي طويل الامد هو رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي لا شك يضحك حاليا في سره، فرغم كل محاولات الاطاحة به وتشويه صورته يبدو انه سيبقى على رأس السلطة التنفيذية حتى موعد الانتخابات النيابية!

ما قبل المؤتمر وما بعده
أكدت مصادر "الثنائي الشيعي" ان ما قبل المؤتمر الصحافي الاخير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لا يمكن ان يكون كما قبله، لافتة الى ان الهجوم المركز الذي نفذه على حزب الله جعل الاخير يعيد حساباته ويضع الفرنسي في كفة واحدة مع الاميركي والسعودي والاسرائيلي.