خاص- "الثنائي الشيعي": هكذا أحبطنا الانقلاب واخترنا السيء لا الاسوأ!... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 27, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

يفتك الاحباط في نفوس معظم اللبنانيين الذين استبشروا خيرا بدخول فرنسا على خط حل الازمة اللبنانية وبتعيين مصطفى اديب رئيسا مكلفا بجو من التوافق والايجابية. فبعد اعلانه اليوم اعتذاره عن مهمة التشكيل، دخلت البلاد عمليا في المجهول مع ترقب قفز سعر صرف الدولار الى مستويات غير مسبوقة مطلع الاسبوع وما سيرافقه ذلك من رفع للاسعار التي بلغت اصلا ارقاما جنونية، على ان تتوج هذه المرحلة السوداء من عمر الوطن برفع الدعم عن الدواء والمحروقات والمواد الاساسية وما سيعنيه ذلك من افقار القسم الاكبر من اللبنانيين وتجويع فئات واسعة منهم.

اذا الكباش الايراني-الاميركي في لبنان فعل فعله واحبط الجهود الفرنسية وادخل البلد في فراغ سياسي سيودي الى الفوضى والمجهول خاصة بعدما تكونت قناعة لدى المعنيين بأن اي عملية تكليف لاية شخصية جديدة لا يمكن ان تحصل لان ذلك سيؤدي لتكرار تجربة مصطفى اديب وان المطلوب التوصل لحل متكامل يسبق عملية التكليف وحتى التشكيل.
ورغم تهافت المسؤولين على التعليق على اعتذار أديب خاتمين بياناتهم ب"حمى الله لبنان" لعلمهم بادخالهم البلد بالمجهول بأيديهم، تعتبر مصادر "الثنائي الشيعي" اننا اليوم في السيناريو السيء لا الاسوأ، لافتة الى انه "تم تخييرنا بين الانقلاب الاميركي الذي كان ينفذه فؤاد السنيورة وبين الفراغ الذي دخلناه اليوم وستكون تكلفته مرتفعة، اخترنا الثاني لان الانقلاب السياسي الذي كانوا يحضرون له من خلال سعيهم لاستنساخ حكومة السنيورة عام ٢٠٠٥ كان سيؤدي لحرب اهلية واقتتال داخلي وبالتالي مهما كانت تداعيات الفراغ السياسي الذي تنص عليه اصلا خطة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، فهي لا ترقى لمستوى الحرب الاهلية".

ويبدو "الثنائي" مقتنعا بأن ما كان يخطط له الاميركيون لا علاقة للفرنسيين به، لذلك خروج رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتأكيد على تمسكه بالمبادرة الفرنسية.

وتضيف المصادر:" الفرنسيون نبلاء اما الاميركيون وبخاصة الادارة الاميركية الحالية برئاسة ترامب يعملون بالسياسة كتجار!

وتصف المصادر مصطفى أديب ب"الآدمي كونه قرر الاعتذار عن المضي بمخطط واشنطن والرئيس عون ب"الشجاع" كونه اعلن مسبقا رفضه التوقيع على تشكيلة يعدها السنيورة تتحرل حكما لاستلام البلد حتى ولو لم تنل ثقة مجلس النواب".

اما ما بعد الاعتذار، فتعويم لحكومة حسان دياب، فبحسب المصادر فانه لن يتم تكليف اي شخصية جديدة الا قبل الاتفاق على كل تفاصيل المرحلة المقبلة سلة واحدة تتضمن اسم الرئيس المكلف، توزيع الوزارات وسياسة الحكومة واجندتها.

ولا شك ان الضغوط الداخلية وبخاصة التي يمارسها "الثنائي" ستزداد على سعد الحريري لحثه على تشكيل الحكومة الجديدة، لكن الاخير لا يزال غير متحمس على الاطلاق لذلك وبخاصة بعدما واكب مهمة أديب "الفاشلة" وبعد الموقف السعودي الاخير التصعيدي بوجه حزب الله والذي صدر مباشرة عن العاهل السعودي، ما يعتبره الحريري اشارة واضحة له بأن المرحلة هي للتصعيد وان من يقرر مساكنة الحزب في حكومة يحكم بالاعدام على نفسه!

بالمحصلة، هي المرحلة الاخطر التي دخلتها البلاد باعتبار ان الفراغ السياسي يترافق مع ازمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة ومع حصار دولي يختف انفاس اللبنانيين الذين يتهافتون على تخزين ما تبقى من دواء في الصيدليات والمواد الاساسية لاستخدامها في طريقهم الى جهنم!