هنا، تباع ابنة الأربعة عشر ربيعاً وتغتصب وتحرق. هنا، يزفون النائب ويرشونه بحفنة من الفلوس ويلهثون بعدها الى المنظمات الدولية لاستجداء "كرتونة مونة" أو "إعاشة" كما تسمى بالعامية. هنا، نموت بالقنابل الموقوتة ونضحك بدلاً من البكاء. هنا، نتقاتل على حقيبة وزاريّة، ونغرق بالطائفيّة، وننسى انقاذ البلد. هنا، يُفتح مطمر النفايات ويُقفل فتغرق الشوارع بالحشرات والقوارض والنفايات لأسباب سياسيّة. هنا، لم نجد حلاً بعد للكهرباء وللضمان وللهاتف وللماء وللنفايات... وكأننا تأقلمنا العيش مع نفايات المجتمع. هنا، نشتهي الفاكهة والرغيف. هنا، مات المستقبل واستشهد الطموح. هنا، يبكي الكبير والصغير. هنا، يُحرم التلميذ من دفتر وكتاب، ومن حلم صغير. هنا، يحزم الشباب حقائبهم للهجرة. هنا، تسرق المصارف جنى العمر. هنا، نقدّس الزعماء ونؤلّههم، وهي قمّة الكفر الديني والسذاجة السياسية والوقاحة الإجتماعيّة. نعم... هنا، جهنم ... لا لزوم لنذهب إليه، فقد وصلنا ووطأته أقدامنا وحرقتنا نيرانه بفضل الفاسدين من حكّامنا. هنا، لا أحد بريء، الكل متهم بالفساد حتى اثبات العكس... #خدوني_ع_قد_عقلاتي دكتور روي ج. حرب
