كتابان يرويان تاريخ الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) المميّز إيماناً منها بنهوض بيروت

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 21, 2020

اعلنت الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) عن اصدار كتابين جديدين يؤرخان لمسارها التربوي المميز منذ اللحظة الاولى على يد ساره هانتغتون سميث وشقيقاتها الاميركيات اللواتي حملن همّ تحرير المرأة المشرقية، وعملن بجدّ وجهد لتحقيق هذا الهدف من خلال بناء مدرسة للبنات كانت الاولى من نوعها في الامبراطورية العثمانية آنذاك، دون ان يدركن ان حلمهن سينمو ويتوسع عبر مسار طويل لتصبح هذه المدرسة واحدة من أهم مؤسسات التعليم الجامعي العالي المميز في العالم العربي.

ويستعرض الكتابان الصادران عن "Hachette Antoine" تاريخ الجامعة في مجلدين، الاول بعنوان: "ساره وشقيقاتها: المرسلات الاميركيات الرائدات في عالم المرأة العربية، 1834-1937"، الذي أعدّه نائب رئيس جامعة LAU السابق روبرت د. ستودارد (1999-2005). وحمل الثاني عنوان: "من الكلية الى الجامعة: النهوض البارز للجامعة اللبنانية الاميركية" واعدّه الخبير الاقتصادي والكاتب والمحلل مروان اسكندر؛ ويعرض لاهتمام الجامعة والتزامها بجوهر رسالة التعليم العالي وشموليته، لا سيما للطلاب المستحقين والمتفوقين بمعزل عن اوضاعهم الاقتصادية.

ويتناول الكتاب الاول سيرة ساره هانغتون سميث، مؤسسة أول مدرسة للبنات في المشرق، والتي تطورت مدرستها على مراحل الى ان اصبحت اليوم الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU). وتستعرض الصفحات تفاصيل الحياة اليومية لسارة وشقيقاتها المرسلات والصعوبات التي اعترضت مسيرتهن، وتخلّى هؤلاء عن رفاهية الحياة في الولايات المتحدة الاميركية والانتقال الى شظف العيش في لبنان، اضافة الى التفاعل مع مجتمع مختلف وتقبلهن شتّى انواع التضحيات في سبيل تعليم المرأة العربية. ويرسم ستودارد من خلال المراسلات والمذكرات والسجلات الرسمية التي استعان بها صوراً مشرقة لمهمة اولئك النسوة الرائدات ومساهمتهن الكبيرة في انشاء الكلية الاميركية للبنات American Junior College for Women (AJCW) 1933.

ويعتبر الكاتب "ان قلة كانوا يعرفون الجذور البروتستانتية لهذه الارسالية". واستناداً الى مذكرات ساره المنشورة على الانترنت، ربط ستودارد ما بين بدايات عمل ساره هانتغتون سميث وجامعة LAU الحالية، وانطلق بعدها الى رسم صورة متكاملة لرؤية ومسار عمل ساره التي عملت على التمهيد للتعليم العالي على مراحل عدة. فوجئ ستودارد، وعلى ما قال بحجم التضحيات التي قدمتها ارسالية سارة واخواتها من خلال اختيارهنّ القدوم الى الامبراطورية العثمانية والتعليم فيها، مع الاخذ في الاعتبار أعباء السفر والعيش في مجتمع غريب، وتعلّم لغة جديدة وتعليم الفتيات والنسوة. وبرأي ستودارد فلقد أمضى اعضاء البعثة حياتهن في العمل وسط ظروف صعبة جداً وغير مستقرة اجتماعياً وسياسياً الى درجة ان بعضهن ضحين بحياتهن وفوّتن كل فرصة للزواج وبناء عائلة، وغادر بعضهن الى بلادهن وهنّ يعانين من المرض في حين ان اخريات لم يعدن ابداً الى مسقط رأسهن، ما ينبغي ان يشكل برأي ستودارد مدعاة فخر للجامعة بتاريخها الكبير في العمل من اجل حقوق المرأة.

ويبدأ الكتاب الثاني "من الكلية الى الجامعة: النهوض البارز للجامعة اللبنانية الاميركية" AJCW حيث ينتهي الاول، بالربط ما بين مرحلة ما قبل 1927 وتحديداً إنشاء الكلية الاميركية للبنات سنة 1924 وصولاً الى الرئيس الحالي للجامعة الدكتور جوزف جبرا. ويعرض المؤلف اسكندر لنهوض الجامعة في مواجهة الانهيار في لبنان وحال اللاإستقرار في لبنان والمنطقة مع الاشارة الى ان جامعة LAU لم تتمكن فحسب من الصمود طيلة 15 عاماً من الحروب في لبنان، بل نمت لتصبح جامعة ذات حرمين لديها كليات طب وصيدلة وهندسة وتمريض وهندسة معمارية وتصميم واداب وعلوم وادارة اعمال ودراسات عليا ووحدات ابحاث مخبرية علمية. ويشرح المجلد تفصيلاً نمو كلية البنات، وتحولها الى جامعة تحمل اسم "كلية بيروت للبنات" BCW ما مكّن المرأة اللبنانية والعربية من لعب دور رائد، بحيث أسست هذه المرحلة لقيام "كلية بيروت الجامعية" المعروفة باسم BUC والتي تولى رئاستها الدكتور رياض نصار وسط ظروف قاسية وتحديات كبيرة محليّا واقليمياً، ليحمل من بعده الدكتور جوزف جبرا الشعلة، وتبدأ معه مرحلة النهوض الخلاق للجامعة والتي يؤرخ المجلد تفاصيلها ومقاربة جبرا لها، اضافة الى رؤيته او خريطة الطريق لمستقبل الجامعة خلال السنوات العشر المقبلة.

وبرأي رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا، فان رواية سيرة LAU التاريخية تؤكد اننا لم ننسَ جذورنا واننا اوفياء لرواد الجامعة ومؤسسيها، وان رسالة ساره هانتغتون لا تزال مستمرة، وقال: "كما خاطرت وراهنت ساره ورفيقاتها بكل شيء لدعم المرأة العربية وتعليمها فأن جامعة LAU لا تزال تحمل هذه المهمة السامية على عاتقها، ومن موقعها كواحدة من افضل الجامعات في العالم العربي تعمل على خدمة المجتمع وتعليم الطلاب والاجيال الشابة لكي يكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم ودولهم ومناطقهم.

ويشكل الكتابان مرجعاً قيّماً لكل المعنيين والمهتمين بدراسات "الجندرة" وتطور التعليم العالي في العالم العربي، ويتوفران بالنسخة الورقية في مكتبة انطوان بجميع فروعها، والالكترونية: https://amzn.to/3chWyLN and https://amzn.to/2ZVtNQq