الغارديان- عاملات المنازل ضحايا منسيين لانفجار بيروت

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 7, 2020

في الغارديان، مقال رأي لنسرين مالك بعنوان "عاملات المنازل: ضحايا انفجار بيروت عرضة النسيان".

وتقول الكاتبة إنه بعد مرور أكثر من شهر على انفجار مرفأ بيروت، لا تزال مشاهد ذلك اليوم مروعة، ومنها تلك التي ظهرت فيها مربية أفريقية تلتقط الأطفال بشكل غريزي بعيدا عن الأذى، وتحميهم بجسدها.

وتشير الكاتبة إلى حال هؤلاء المربيات اللواتي تنمن في شوارع بيروت و"تتضورن جوعا"، فحتى قبل الانفجار "أدت الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب وباء كورونا إلى فقدان أصحاب العمل اللبنانيين قدرتهم على دفع أجور عاملات المنازل. فقاموا بجمع متعلقاتهن ونقلهن إلى سفاراتهن ورميهن في الخارج.

وفي يونيو/ حزيران الماضي وحده، تُركت أكثر من 100 عاملة منازل إثيوبية خارج قنصلية بلدهن.

"إنهن يعشن على الحقائب ويتشاركن فرشات النوم. لا تزال بعضهن تحاولن الحفاظ على الانضباط في ارتداء الأقنعة حتى أثناء نومهم على الرصيف غير الصحي"، تقول الكاتبة.

وتحدثت الكاتبة إلى كريستين (اسم وهمي)، مربية وعاملة منازل من غرب إفريقيا، تقول إنها كانت تحاول جمع بعض المال لمساعدة النساء الأفريقيات المهجورات على العودة إلى بلدانهن الأصلية.

لكن هذه الرحلة لا يمكن أن تكون الأولوية، بحسب كريستين، فـ "أولا، النساء النائمات في الشوارع بحاجة إلى تناول الطعام. إذا بقي أي أموال، فسيتم إنفاقها على المأوى".

وتوضح الكاتبة أن السفر من لبنان إلى وجهات في إفريقيا مكلف، لذا فإن تذكرة العودة الذهبية مخصصة للمرضى الذين يحتاجون إلى التواجد مع عائلاتهم.

وتلفت الكاتبة إلى أنه من أجل تأمين الأوراق اللازمة للخروج، يتم تحصيل رسوم باهظة من قبل وزارة العمل، ومن ثم هناك تكاليف السفر. وكثيرا ما يطلب من العمال المهاجرين الإثيوبيين محاولة العودة إلى أصحاب عملهم.

وتشرح الكاتبة "في قلب أزمة حقوق الإنسان هذه، هناك نظام العمالة المهاجرة الذي لا يزال وصمة عار في العديد من البلدان في العالم العربي. يُعرف باسم الكفالة، وهو تسليم مصير العمال إلى أصحاب العمل فعليا، الذين غالبا ما يحتجزون جوازات سفرهم للحفاظ على السيطرة، ثم يطالبون بإعادة الرسوم المدفوعة لوكالات التوظيف إذا أراد العمال المغادرة قبل انتهاء عقودهم. هذا يجبر بعض العمال على الهروب ويصبحون غير موثقين".

وأخبرت كريستين الكاتبة أن جميع العمال المهاجرين في لبنان يعانون، لكن النساء الأفريقيات يعانين أكثر من غيرهن "لأننا لا نعتبر بشرا، والجميع يتجاهلونا. نحن غير مرئيين". يمكن لأصحاب العمل الذين لم يعد بإمكانهم دفع رواتب عاملاتهم إسكانهن وإطعامهن، لكنهم اختاروا عدم القيام بذلك، على الرغم من أن العديد من الخادمات والمربيات يعرضن العمل مجانا، تختم كريستين.