خاص ــ تنحّي الحريري يعوّم نواف سلام المهدد بضربة قاضية شيعية! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 26, 2020

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

حسمها رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري برفضه تكرار تجربة حكومته الاخيرة التي لا لم تكن تحظى بالغطاء الاميركي والسعودي. بوقتها ظن الزعيم السني ان آداءه والامر الواقع سيحتمان على المجتمعين العربي والدولي التعاون معه ومده وحكومته بالاوكسيجين، فهو لم يكن يعلم بحينها بحجم القرار الاميركي بفرض الحصار المطبق على حزب الله مع كل تداعياته على لبنان واللبنانيين.اليوم اختلف المشهد. فبعد أن ظن الحريري لوهلة ان هناك تسوية اميركية – ايرانية ناضجة يسوقها الفرنسيون وأتى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا الى بيروت ليشرف على تنفيذها، تبين له مع مرور الوقت وبالأخص بعد صدور حكم المحكمة الدولية ان لا تسوية ناضجة ولا من يحزنون، لا بل بالعكس قرار أميركي بالمضي بفرض الحصار المطبق على الحزب لتحصر بذلك واشنطن اي مساعدات تقدمها وتسمح لباقي الدول بتقديمها بالشق الانساني بعد انفجار المرفأ، من دون ان يعني ذلك اي تعاون سياسي ومد طوق النجاة طالما هناك اصرار على تمثيل حزب الله في اي حكومة جديدة او حتى الوقوف عند رأيه ومصلحته في عملية التأليف.

وبحسب المعلومات، فان رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أبلغ الحريري بانعدام حظوظه دوليا في ظل عدم الحماسة الاميركية والسعودية، خاصة بعد قرار "الثنائي الشيعي" تسميته لا بل أبعد من ذلك تسويق هذه التسمية لدى الحلفاء والأخصام على حد سواء. وبات واضحا ان جنبلاط كما رئيس حزب "القوات اللبنانية" يروجان لتسمية نواف سلام الذي يُعتبر بالمرحلة الراهنة مرشح الاميركيين بامتياز، وهو ما ادى لمسارعة "الثنائي الشيعي" لاعلان رفضه السير به.

ومع اعلان الحريري انسحابه من السباق الحكومي، ترتفع أسهم سلام رغم الفيتو الشيعي الحالي، مع تعويل البعض على امكانية تليين موقف الرئيس بري. وتشير مصادر مطلعة على عملية التشكيل الى ان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل روج في وقت سابق لسلام وبالتحديد خلال اللقاء الذي جمعه في عين التينة ببري وبمعاون امين عام حزب الله حسين خليل ومعاون بري علي حسن خليل حين حاول "الثنائي" بحينها اقناع باسيل بالحريري من دون جدوى. وتلفت المصادر في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى ان رئيس "الوطني الحر" حاول من خلال طرحه سلام ارسال اشارات ايجابية للاميركيين من دون ان تجد من يلتقطها في واشنطن. وتضيف:"اليوم تم خلط الاوراق. فاذا بقي باسيل متحمسا لنواف سلام الذي يؤيده الثنائي جنبلاط – جعجع، مع امكانية ان يكون رئيس "التقدمي الاشتراكي" نجح باقناع الحريري به، فان سلام سيكون قادرا وبسهولة على الحصول على أكثر من 65 صوتا نيابيا، وهي اصوات تسمح له بتسلم دفة التشكيل لو لم تكن تسميته ستفتقد الميثاقية بحرمانه من الأصوات الشيعية."

ولم يحسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حتى الساعة موقفه من امكانية الدعوة للاستشارات النيابية خلال الساعات المقبلة لالقاء مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة عنه بعد ارتفاع الاصوات وبخاصة السنية منها التي تطالبه بتطبيق الدستور لجهة لاستشارات ينتج عنها تسمية رئيس الحكومة بدل تخصيص المرحلة الحالية للاتفاق على اسم الرئيس وشكل الحكومة وبرنامج عملها. ولا شك أنه بعد اعلان الحريري انسحابه وارتفاع حظوظ سلام، سيلجأ عون لمزيد من التريث قبل الدعوة لهذه الاستشارات لأن حصول سلام على اكثرية نيابية تتيح له التشكيل بغياب غطاء شيعي سيدخل البلد في متاهة هي آخر ما يحتاجها في المرحلة الراهنة، خاصة وان قرار الحريري بحد ذاته شكل صفعة لـ"الثنائي" وبخاصة للرئيس بري الذي كان أكثر المتحمسين لسقوط حكومة حسان دياب وتسمية الحريري لتشكيل حكومة جديدة.

اذا هي ساعات حاسمة في عملية التشكيل. فهل ينجح الحراك الكبير الحاصل الممتد من بيت الوسط الى كليمنصو فعين التينة وبعبدا بتأمين غطاء شيعي لسلام ام يكون جواب حزب الله حاسما برفض السير بمرشح واشنطن، ونكون بصدد أشهر طويلة من تصريف الاعمال في ظل استعار الكباش الايراني – الاميركي الذي بات يتخذ من الساحة اللبنانية مقرا اساسيا له؟!


Alkalima Online