خاص- شرطان للحزب لتسهيل ولادة الحكومة..وهذا ما يخطط له باسيل! ... بقلم بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 21, 2020

بولا اسطيح

رغم الكلام الجميل والمنمق للقوى الرئيسية المعنية بعملية تشكيل الحكومة لجهة استعدادها للتعاون وتقديم التسهيلات المناسبة لانجاز المهمة بأسرع وقت ممكن، الا ان ما يقال بالعلن لا يجد صدى له خلف الكواليس حيث اصلا الحركة المرتبطة بهذه العملية خجولة وشبه منعدمة لولا اصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على استلام دفة التشكيل مسوقا اسم الرئيس سعد الحريري مرشحا وحيدا للعودة الى السراي.
فعلى خط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ادراك لخطورة المرحلة وحساسيتها وبالتالي وجوب تحصين البيت اللبناني الداخلي بتشكيل حكومة تواكب التطورات الكبرى الحاصلة في المنطقة، لكن في الوقت عينه، بحسب مصادر مواكبة لعملية التشكيل، حرص على عدم تقديم التنازلات المجانية واعادة سعد الحريري كـ"منقذ" بعد كل ما صدر عنه وعن فريقه السياسي ضد العهد، وخاصة بعد ما نقل عنه وردده مقربون منه انه لن يعود رئيسا للحكومة في عهد الرئيس عون.
ويدرك العونيون انهم لن يتمكنوا من رفع سقفهم كثيرا خاصة وان الصفعة التي تلقوها بفشل وسقوط حكومة الرئيس حسان دياب كبيرة جدا. فهذه الحكومة كانت تمثل الى حد كبير "الحكومة الحلم" بالنسبة اليهم..هذا الحلم الذي لم يكتمل نتيجة تمثل الرئيس نبيه بري فيها، فهو واضافة لـ"القوات" و"المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي" الذين ارتأوا الانضمام الى صفوف المعارضة لطالما شكلوا "كابوس" العونيين الذي يمنعهم من الانجاز. ومع فشل هذه الحكومة باقرار الجميع، سيكون على العونيين الرضوخ مجددا لفكرة حكومة الوحدة الوطنية التي لا يحبذونها على الاطلاق لا بل أكثر من ذلك لفكرة عودة سعد الحريري على رأسها ما يعني بالنسبة اليهم عودة الى نقطة الصفر وتكريس لفشل العهد بتقديم اي تجربة رائدة قبل نهايته التي باتت وشيكة.
وبحسب المعطيات، فان الثنائي عون – باسيل لن يرضخ للشروط التي يضعها الحريري للعودة الى رئاسة الحكومة، فعودته بحد ذاتها أشبه بانكسار لهما، علما انهما لم يبلغا اي من الاطراف وضعهما فيتو على اسم الحريري اقتناعا منهما بأنه اصلا قد يسقط بضربة سعودية او بضربة داخلية من "الشارع المنتفض" الذي وضع منذ تشرين الاول الماضي خطوط حمراء عريضة تحت اسم رئيس "المستقبل" ما يجعل عودته الى السراي دونها الكثير من الصعوبات والمطبات.
ومن هنا كانت البرودة التي لمسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال لقائه الأخير بالرئيس عون عند طرح الحريري كمرشح واحد ووحيد لرئاسة الحكومة. وهي برودة سرعان ما ستتلاشى في حال عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمشروع حل للأزمة قد يشترط ان يتولاها الحريري خاصة بعد خروج حزب الله ليعلن صراحة عدم معارضته عودة رئيس "المستقبل" الى السراي الحكومي. ووفق المعلومات، تدرس قيادة "الوطني الحر" بجدية عدم المشاركة في الحكومة الجديدة والانضواء في صفوف المعارضة في حال شعورها بأن ما هو منجز دوليا ولكن لا يلبي طموحات "التيار".
وبالرغم من اقرار الثنائي باسيل – حزب الله أكثر من مرة في الفترة الماضية بوجود خلافات حول مقاربة الملفات الداخلية، الا انه لا يبدو ان هناك رؤى مختلفة تماما بالموضوع الحكومي. فبحسب المعطيات، الطرفان مقتنعان تماما بعدم وجوب السير بحكومة تكرس خسارتهما او انكسارهما طالما بين يديهما ورقة مهمة هي ورقة حكومة تصريف الاعمال القادرة على مواصلة مهامها حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة علما ان الفريقين يدركان تماما ان ذلك سيكون اشبه بمشروع انتحاري للبلد الذي وصل الى مستويات غير مسبوقة من الفقر والبطالة والانهيار المالي.وهنا تقول المصادر ان "الثنائي سيستخدم هذه الورقة لتحسين شروطه وليس حبا منه باعتمادها"، مرجحة ان لا تكون عملية التشكيل سريعة الا اذا وصلت الضغوط الدولية وبخاصة تلك الفرنسية لحد دفع فرقاء الداخل للسير باتفاق على غرار اتفاق الدوحة.
وحتى تبيان ما اذا كان ماكرون قد يدقع في هذا الاتجاه مع عودته الى بيروت مطلع ايلول، يضع حزب الله، وبحسب المعلومات، شرطين رئيسيين لتشكيل اللحكومة ان تكون حكومة سياسية يفضل ويسعى لتكون حكومة وحدة وطنية وأن يكون ممثلا بها رغم كل الضغوط الدولية المبذولة للحؤول دون ذلك.
أما في بيت الوسط، فتسيطر حالة من الترقب لما يطبخ دوليا. فما بات محسوما بالنسبة للحريري انه لن يقبل بالعودة لرئاسة حكومة كالتي تم اسقاطها في الشارع، فاما يحظى بالدعم المالي المطلوب للنهوض بالبلد وبالمباركة السعودية، واما فهو لن برضخ لاية ضغوط داخلية يعتبر ان هدفها استخدامه مرة جديدة كورقة تين، وهي حيلة بات واضحا انها لم تعد تنفع مع المجتمعين العربي والدولي.

شرط قواتي..والا!
أكدت مصادر "القوات" ان تكتل "الجمهورية القوية" لن يسمي اي رئيس حكومة ولن يعطيه الثقة الا اذا تعهد السير بانتخابات نيابية مبكرة، لافتا الى انه ما عدا ذلك فـ"القوات" لن تشارك في الحكم ولن تعطي بركتها!


خلل في مجلس النواب؟
نبهت مصادر مطلعة من خلل طائفي يشهده مجلس النواب حاليا بعد استقالة 8 نواب 7 منهم مسيحيين، لافتة الى ان ذلك سيستدعي اجراء انتخابات فرعية خلال شهرين والا نكون بصدد سابقة خطيرة.