خاص- استنفار غير معلن في صفوف الحزب : ضرورة مواجهة خطة بومبيو ...؟‎- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, August 18, 2020

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح


يعيش حزب الله حاليا حالة من الاستنفار والتعبئة غير المعلنة لمواكبة التطورات الأخيرة بعد انفجار مرفأ بيروت وخروج طهران لتعلن على لسان مستشار مرشد الثورة الإسلامية لشؤون الصناعات الدفاعية العسكرية حسين دهقان مسؤولية اسرائيل عن التفجير، علما ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان قد اسقط هذا السيناريو تماما من حساباته خلال اول اطلالة له بعد الكارثة، ليعود في اطلالته الاخيرة ليتلقف الرواية الايرانية مهددا تل ابيب بالرد في حال ثبت ذلك تماما.

ولا شك ان ما شهده المرفأ أخّر رد حزب الله على مقتل علي محسن في سوريا، من هنا كان تأكيد نصرالله أخيرا ان الرد ما زال قائماً ويندرج في اطار "تثبيت قواعد الإشتباك"..لكن ما بات محسوما ان ليس التوقيت وحده ما تأثر بل شكل ومضمون الرد، فهل يتحمل الحزب مثلا ردود الفعل الداخلية على عملية كبيرة يقوم بها تؤدي لردة فعل اسرائيلية موسعة؟ طبعا لا. اذ تُدرك قيادة الحزب ان حتى عملية بسيطة في هذه المرحلة قد تقلّب عليها القسم الاكبر من الرأي العام الذي لا يزال أصلا تحت هول صدمة المرفأ من دون أن نغفل اقتناع كثيرين بأن المادة التي انفجرت للحزب علاقة مباشرة او غير مباشرة بها.

واذا كانت عملية الرد بحكم المؤجلة أقله خلال الاسابيع القليلة المقبلة، لاعتبارات عدة تضع الحزب في موقع "المُحرج"، فان الاستنفار العسكري في الجنوب سيبقى قائما لتحين الفرصة المناسبة عند اتخاذ قرار التنفيذ، بالتوازي مع استنفار أمني داخلي يواكب صدور قرار المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فبالرغم من اعلان نصرالله أخيرا ان الحزب ليس معنيا بما سيصدر عنها، الا انه لا شك يجد نفسه معنيا بالاستعداد لأي ردود فعل من اي نوع كانت مع استبعاده سيناريو "الخضة الأمنية الكبيرة" الذي يروج له البعض. وفي هذا الاطار، تقول مصادر قريبة من الحزب ان "يوم الثلاثاء (موعد النطق بالحكم) لا يختلف بشيء بالنسبة لحزب الله عم يوم الاثنين او الاربعاء او غيرهما من الايام"، مشددة على ان "الحزب لا يأبه بما سيصدر من حكم ويعتبره وكما ردد دوما يندرج باطار المساعي الاميركية – الاسرائيلية لاستهدافه سياسيا". وتضيف المصادر لـ"الكلمة اونلاين":"اليوم يُستخدم هذا الحكم، بتوقيته الحالي، كجزء من خطة بومبيو لمواجهة الحزب والتي بات واضحا للجميع انها تتخذ أشكالا شتى. وتنص الخطة في هذا المجال على استخدام القرار فتيلا للفتنة، ما يوحي وجود خفة اميركية او عدم اطلاع على حقيقة جو الشارع اللبناني سواء السني او الشيعي او بقية المجتمعات اللبنانية التي لا تجد نفسها معنية على الاطلاق بحمل السلاح وبخاصة باقتتال داخلي وباتت أوعى من كل ما يُخطط لها سواء اقليميا او دوليا".

لكن ما يخشاه الحزب، بحسب المصادر، تحريك مجموعات ارهابية غير لبنانية قد تكون تسللت الى الداخل اللبناني لأهداف تخريبية. وهنا تتحدث المصادر عن سيناريوهين رئيسيين: الاول، وهو الذي ترجحه، ان يمر الحكم مرور الكرام خاصة نتيجة موقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي يتهيب الوضع والذي أكد مرارا وتكرارا تمسكه بالاستقرار والسلم الاهلي.

أما السيناريو الثاني، فيلحظ ان الحريري لا يسيطر ويمون على الشارع السني ككل من دون ان نغفل ان قيادات اخرى قد تدخل على الخط للحرتقة ومحاولة اشعال الفتنة. وتضيف المصادر:"على كل الاحوال ايا تكن الظروف، فرفع الجهوزية الامنية واتخاذ تدابير الاحتياط أصبح أمرا واقعا"، باشارة الى حزب الله والاجهزة الامنية اللبنانية على حد سواء.
ولا تبدو دعوة نصرالله أنصاره إلى الاحتفاظ بـ"الغضب للأيام اللاحقة من أجل منع جر البلاد إلى حرب أهلية" بعيدا عن الاستنفار الحزبي للتعامل مع المرحلة، وهو وان كان لا يلحظ بشكل مباشر موضوع المحكمة الدولية وما سينتج عنه، فلا شك انه رسالة متعددة الاتجاهات خاصة مع شعور الحزب أكثر من اي وقت مضى انه تم تدويل الوضع اللبناني على الصعد كافة، ما يجعله يشعر بالخطر المحدق من كل الاتجاهات. وليس قول وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ان "وجود البوارج الأجنبية على السواحل اللبنانية ليس أمراً طبيعياً وهذا تهديد للشعب اللبناني ومقاومته" الا اقرارا بحالة الخطر والاستنفار التي تعيشها طهران وحزب الله على حد سواء!