خاص- هيل "يسحب سكين" ماكرون من ظهر الطائف ويسقط المثالثة ويطرح خارطة طريق

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 17, 2020


خاص- الكلمة أون لاين


 


 


ترجم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلامه عن عقد اجتماعي جديد، والذي أعلن عنه خلال زيارته منطقة الجميزة المنكوبة، باتصالات اجراها فريقه الدبلوماسي على مدى أيام، ابان زيارته وبعدها، مع قوى سياسية محلية، لإعادة النظر باتفاق الطائف للوصول الى "المثالثة"، اذ كشفت القوى التي جرت معها الاتصالات الفرنسية ان الطرح يقضي بأن تستمر المساعدات الأولية لمساعدة المنطقة المنكوبة، والتي رصد لها مؤتمر باريس 250 مليون دولار على ان يصل الرقم الى 500 مليون دولار من خلال دعم اميركي وخليجي، وذلك كخطوة اولية لمعالجة الواقع الانساني والاجتماعي الناتج عن هذه الكارثة. وفي موازاة ذلك، يتم تشكيل حكومة تلقى دعما وطنيا وتضم وزراء قادرين على العمل، وقد كان جواب حزب الله أنه مستعد لتسهيل هذه العملية، لكنه يريد الاطلاع على الأسماء قبل حسمها كي لا تشكل تحديا او استفزازا له. وبالإضافة إلى ذلك، تضمن الطرح الفرنسي تغيير "مذهب" وزيري المال والطاقة، مع اجراء اصلاحات سريع باتت واضحة من خلال مؤتمرات دولية عدة وبينها "سيدر" واقرارها في غضون اقل من شهر .


 


الا انه في الشق السياسي المتعلق بالعقد الاجتماعي الجديد، حصلت اتصالات مع عدد من الأطراف، ومنها رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي اعترض على الطرح رافضا المثالثة وتعديل الدستور حاليا، اذ لا يستطيع ان يتقبل هكذا تغيير في النظام خلال عهده، واكد على تمسكه باتفاق الطائف، فكان الردّ الفرنسي بالإشارة إلى رفضه السابق للطائف ومطالبته الدائمة بتعديل الدستور، وهنا شدد عون على أن موقفه المعترض على هذا الاتفاق لا يصب بهذا الاتجاه بل بهدف تقوية صلاحيات رئيس الجمهورية.


 


أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فقد اعترض على الطرح الفرنسي ورفضه كليا، وقد فوجئ أن يأتي من الجانب الفرنسي، الذي لطالما راهن على دعمه للمسيحيين وتقوية دورهم كشريك في التركيبة، وهو عبر عن ذلك في عظته التي رفض خلالها المثالثة، مشيرا إلى أن اتفاق الطائف يحظى بغطاء ودعم دوليين.


 


و فيما خص الجانب السني، تكشف الاوساط ، ان لقاءات جرت مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي نقل هذه الأجواء الى المراجع السياسية والروحية في الطائفة، وهي رفضت هذا الطرح وسيعبر المفتي عبد اللطيف دريان عن هذا الموقف الرافض في خطبة بمناسبة رأس السنة الهجرية الأربعاء.


 


ولاقى ترحيب الثنائي الشيعي بهذه الصيغة كخطوة لتحقيق التوازن، رفض رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أيضا وأكد تمسكه بالطائف وطالب بتنفيذه كاملا.


 


الطرح الفرنسي الذي هو بمثابة سكين في "ظهر الطائف "، تتابع الأوساط، يقضي بأن يأتي تحقيق المثالثة كخطوة لطمأنة الطائفة الشيعية مقابل تسليم سلاحها الى الدولة، ويتبع ذلك ترسيم الحدود مع اسرائيل فيما يبقى ملف مزارع شبعا مرتبطا بملف الجولان. 


 


لكن التحرك الأميركي الذي قاده وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية دايفد هيل أتى ليجهض المبادرة الفرنسية التي لقيت اعتراضا، وذلك من خلال تقديمه طرح استراتيجي يقضي بأن يدعم المجتمع الدولي لبنان وادارته ويعمل على اصلاحها وتنظيمها ومكننتها ويعمل على إعمار المناطق المنكوبة كاملة  مع تأمين المبالغ التي يحتاجها لبنان من مليارات الدولارات لاقتصاده ، لكن على قاعدة تطبيق القرار 1559 بحيث يتم اخراج سلاح حزب الله من بيروت وضواحيها واعطاء دور واسع للجيش اللبناني وكذلك تقوية القرار 1701 في الجنوب وقوات اليونيفيل العاملة في تلك المنطقة. ويشرف المجتمع الدولي على رعاية الحكومة لإنجاحها وتسهيل مهمتها وتأمين الدعم لها وللشعب اللبناني.


 


اذ في المنطق الاميركي يجب تشكيل حكومة قادرة على "تطمين" المجتمع الدولي وقادرة على مكافحة الفساد واقرار إصلاحات، ولمّحت الاوساط الى ان المهم الا تكون "طابشة " سياسيا لحزب الله بحيث تضم في صفوفها ممثلين عن الطائفة الشيعية من غير الملتزمين والمحازبين .....


 


وهنا أتت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حسب الأوساط المنخرطة في حركة الاتصالات، لتعبر عن رفض طهران للطرح الفرنسي المرتبط بتسليم السلاح وكذلك المبادرة الأميركية المتعلقة بتطبيق القرارات الدولية، والتي كلف بها رئيس مجلس النواب نبيه بري للتفاوض مع حزب الله.


 


وفي السياق ذاته، أعربت القوى الرافضة للمثالثة عن موقفها هذا لهيل في جولته عليها، وبينهم البطريرك الراعي الذي اعتبر ان الخطوة الفرنسية شكلت مفاجأة له، وان المطلوب تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتقوية دور الشرعية ومؤسساتها العسكرية والقضائية من اجل ضبط الفساد.


 


لكن الكباش يحيط بالمبادرة الاميركية، حيث يراهن حزب الله وايران على الوقت وعدم اعطاء جواب سريع حتى جلاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يعولان على تراجع ضغوطات ادارة الرئيس دونالد ترامب التي تظهر حاليا من خلال الإشراف على اتفاق السلام الإماراتي - الإسرائيلي، وكذلك من خلال عقوبات باتجاه هذا المحور ولا سيما أصدقاء وحلفاء حزب الله اضافة الى عقوبات ضد الفاسدين لها صلة بقانون ماغنتسكي المرتقب ان يبدأ العد العكسي لانطلاقها قبيل نهاية الشهر.


 


 


سيمون ابو فاضل