ميشال جبور - عندما يصبح الفساد أكبر من وطن... تبدأ الإبادة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 5, 2020

ملفات عالقة في جوارير القضاء، وزعماء يخنقونه، استهتار وتقاعس، وفساد مستشري وصل إلى العظم... نظام حاكم بمنظومة جديدة، ليس لديها من جديد... والنتيجة، نسف بيروت بمن فيها...أكثر من ١٠٠ شهيد، وعدد الجرحى والمفقودون أصبح بالآلاف، وكل ما خرج به مجلس الدفاع الأعلى هو... بيان... والمناشدة التي فاقت بصراخها المصلوب حياً، تطلب استلام الجيش لشؤون البلاد، ما لاقت لصراخها سوى اسبوعين من حالة الطوارئ، كالحجر الصحي، في تمثيلية مقيتة، لن تمر على الشعب كما لن تمر لا على الجيش ولا على قائد الجيش،غير أنه يرتضي دائماً برسالته،حماية لبنان وشعبه، فالجيش يجب أن يمسك زمام الأمور، ليس لأسبوعين، بل لسنتين وأكثر وحتى إشعار آخر، إلى أن نتخلص من منظومة الفساد التي تكبل يدي لبنان وتذبحه في صميم عاصمته وأهلها. من استهتار عفن ناتج عن تخزين مواد شديدة التفجر، إلى روايات النفاق عن تلحيم ثقب ما،ينكشف عمق تورط هذه المنظومة، على قديمها وجديدها،بإبادة بيروت ونسف أكبر مرافئ الشرق الأوسط.
مواد متفجرة تم الإحتفاظ بها وتخزينها بطريقة عشوائية ولماذا، من المستفيد من ذلك، ومن كان يريد استخدامها لدرجة أنه استمات لكي لا تتلف، ومن استغل اللحظة للقضاء على بيروت، ومن تحيّن الفرصة لكي يفجرها بوجه غريمه،ما زلنا نحارب الفساد،بالأمس كان الدجاج فاسداً، واليوم نترات الأمونيوم تفجرت.بيروت ليست منكوبة،بيروت كانت وستبقى ست الدنيا، المنكوب هو تلك المنظومة التي تعتمد التسويف وترهق كاهل الشعب وتهرق الدماء من أجل جشعها الخسيس وازدرائها بحياة البشر.قد قلنا سابقاً، قتلُ امرئ في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب آمنٍ مسألة فيها نظر! ألم يكن الأجدى لو استلم الجيش زمام الأمور منذ أولى أيام الأزمة بكل أبعادها، عندها لكان دقق بالعنبر رقم ١٢ الخارج عن سلطة الدولة والخاضع للمنظومة، لكنهم يخافون من الجيش، يخافون من أن تصل يده إلى القضاء فيقضي على أحلام تلك المنظومة الفاسدة بكل تراتبيتها من رأسها إلى أخمص قدميها، لكنهم اعتمدوا التعبئة العامة لأنها تخيف الناس صحياً لكنها تغطي استمرار الفساد والإفساد.كل من يقف وراء هذه المنظومة من دعاة القتل والسفاحين وكل من يؤمّن استمراريتها يجب أن يعدم على شاكلة الطغاة أمثال هتلر وموسوليني وتشاوسيشكو، يجب التخلص منهم إلى حد دفنهم في أعماق البحار كي لا يبقى أثر لهم، لا في الحاضر ولا في المستقبل ولا في الماضي المخزي لهم، بيروت ستلفظهم من تاريخها الجميل، ولبنان الذي يدمي اليوم بأكثر من ١٠٤٥٢ شظية من الزجاج في صدره لن يتذكرهم، لن يتذكر، وسيمحوهم اللبنانيون من ذاكرة بيروت الجميلة ومن ذاكرة أهل بيروت الذين قاسوا الأمرّين على يد من انتهج، على مدى عقود ،كبت الحريات ولفلفة الملفات وقضايا الفساد، لقد أنزلوا بنا دماراً لم يجرؤ العدو الإسرائيلي أن ينزله بنا في الحرب، هؤلاء هم سفاحو بيروت وقاتلو سكانها، لقد فضّلوا زهق بيروت وأهلها واحتفظوا بغنيمتهم من نترات الأمونيوم لغاية في نفس يعقوب، والأيام ستخبرنا.أما عن الشعب الموجوع، الذي يعيش على النجاة من جرائمهم بحق الوطن، فهو لن يقبل أن يحقق بهذه الجريمة النكراء والإبادة الموصوفة من ارتكبها، هذا النظام الفاشل والمنحط، بل اصبح تواقاً لمحكمة دولية تحقق بما حصل، فالشهيد رفيق الحريري والشهداء الأحدى والعشرون كانت لهم محكمة دولية، وبيروت وشهداؤها المئة وجرحاها ومفقودوها يجب أن تكون لهم محكمة دولية، لأننا تواقون إلى كشف هذا الفساد المستتر بالمنظومة المنافقة والمستهترة التي تزدري بأرواح البشر وتعتبر نفسها أكبر من تاريخ لبنان وأكبر من تضحيات بيروت لدرجة أنها ارتضت التضحية ببيروت، بيروت ليست منكوبة،بيروت ست الدنيا، وهذا النظام العاق بحكومته وممثليه هو، المنكوب.