روي ج. حرب - سرقوا أحلامنا في بلد العصفورية

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, August 4, 2020

في بلدي طفل يموت بسبب نقص الاوكسيجين وحامل تموت من الحر، لأنّ هنالك من قرّر تهريب المازوت الى دولة شقيقة وحرمان أهل البيت منه، وهناك من فاق جشعه كل حدّ فقرّر إضافة تقنين خاص الى التقنين الرسمي.

في بلدي يموت الأبرياء على أبواب المستشفيات لان لا خطة صحيّة عامة ولأن المستشفيات الخاصة ترى المال قبل الدواء.

في بلدي مَن يخاف من جملة شعرية في أغنية فيطلبون في أقدس ذكرى وطنيّة شطب الثورة من شعر نزار كي تحلَّ اللالا لاند محل "إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان"، وكأنّ الثورة على الباطل والطغيان حرام، وكأنّنا نعيش في رغد ورخاء فلا يريدون تذكيرنا بالأحزان، وكأنّهم وصلوا من السذاجة والهشاشة حدّ الخوف من الكلمة.

في بلدي تضارب صلاحيات بين الوزارات، والمواطن الذي سرقت المصارف جنى عمره، يدفع ضبطاً لوزارة الصحة بقيمة خمس وعشرين مليون ليرة لبنانية عن سهرة زفاف في حين تصدر وزارة الداخلية استثناءً من دون أيّ تنسيق في ما بينها.

في بلدي تُمنع التجمّعات بينما تقام سهرة كل ليلة تجمع أكثر من مئتي شخص وتنقل مباشرة عبر محطات التلفزة، فكأنّ الموسيقي والمطرب والمصوّر والتقني لا يُصاب بالفيروس ولا ينقله إلى ذويه.

في بلدي طفل مبدع حائز على شهادات عالميّة بالتفوّق، يجد أهله أنفسهم غير قادرين على شراء حذاء رياضي له، بدل التفكير بنوعية الدراسة المناسبة لاتّقاد ذكائه.

في بلدي، الذي احتضن يوماً ما المطبعة الاولى في الشرق، تقفل المدارس اليوم... البلد الذي تغنّى بحرية التعبير قيّدوا تعابيره... الوطن الذي افتتح اول مستشفى للأمراض العقلية في الشرق صار كلّه "عصفوريّة".

في بلدي تموت الأحلام على قارعة الطريق وتدفن في مهب الريح... في بلدي غطّى السواد المستقبل واغتالوا الطموحات...
وطني ينتظر أعجوبة، فهل تحصل؟

#خدوني_ع_قد_عقلاتي