المحامي لوسيان عون - سلطة قمعية أرعبتها أغنية وطنية

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 2, 2020

إستوقفتني حادثة الامس التي تجلت بشطب عبارات الثورة من احتفال وطني في مناسبة عيد الجيش
وأعادتني الذاكرة الي ايام مطاردات المخابرات السورية واللبنانية ايام الاحتلال والتي كانت تدور في فلكها بين الاعوام ١٩٩٠ و ٢٠٠٥.
ورحت استرجع لحظات لن تمحى من ذاكرتي عندما كانت هذه الاجهزة تطاردنا من شارع الى شارح ومن حي الي حي في كل مرة كنا نهم باعداد ندوة ام محاضرة ام لقاء يجمع اركان التيار الوطني الحر الاصيل ضمن المنطقة التي كانت تعرف آنذاك بالمنطقة الشرقية.
لم انس باذع الكعك امام سينما بريزيدانس في الكسليك
ولم انس العناصر الامنية التي كانت تشترط علي كمنظم لتلك اللقاءات وملق للكلمات والندوات احضار نسخات اضافية قبل اي لقاء بنصف ساعة تقريبا وتسليم هؤلاء تلك النسخ لاطلاع قياداتها عليها لنيل م افقتها أو شطب بعض العبارات أو الفقرات
لم انس بعض الوجوه التي باتت اليفة مشاهدها حتى انه لم يعد من داع للطلب مني " المزمور الشهير ". " والمنظومة المألوفة" بالطلب بما هو بات قاعدة عند الاحتلال... والا... فالمجهول....
لم أنس بائع الكعك امام سينما بريزيدانس الذي علم بتغيير مكان الاجتماع في الصالة واستبداله بمكتب الاستاذ فادي بركات في جونيه قبل عشر دقائق من انعقاده
ولم انسى الرينو شاماد التي كانت تسبقنا الى اوتيل الكسندر في الاشرفيه قبل نصف ساعة من عقد لقاء محامي التيار واركانه كما لن انس ذاك المصور الغبي الذي طلب منه التقاط صورة واحدة قريبة لكل فرد منا عن قرب لكنه تصرف وكانه مصور البيت الابيض فراح يلتقط " البوزات" لصقا وجها لوجه فيما تبين انه متدرج في مهمته المخابراتية فما كان مني ومن الحاضرين الا الضحك علي سخرية القدر فاقتربت منه بعدما تعرفت عليه ولفت نظره الي ان احد الرفاق المناضلين قد افلت سهوا من صوره وقد يعاقب علي فعلته فما كان الا ان استدار اليه والتقط له المزيد
كما لم انس اثنين من هؤلاء كانوا مكلفين الحضور في مؤخرة الحضور والاستماع الى الكلمات حتى ان استرسل احدهم بالتطرف ومهاجمة الاحتلال كانت عدة الاعتقال جاهزة وصولا الى بيت خالته البوريفاج شتاء ام عنجر صيفا....
اليوم تتكرر الاساليب وربما تشبهها حيث بدعة " ال. لالا " تستبدل عبارة الثورة وهي تذكرني بصفارة الافلام السياسية التي كانت تغطي عبارات اريد شطبها عن شاشات التلفزة في زمن الاحتلال...
الزمن تبدل
لكن الحكام من طينة واحدة
والاساليب واحدة
المقص
والاقتطاع
والتهويل
والشطب
فالتشطيب....
لكن سرعان ما سيكتشفوا ان الثورة لن يشطبها اقتطاع
ولا تدبير
ولا قرار قمعي
ولا تعديل
ولا ترهيب
ولا تهويل
الثورة قضية تنمو وتكبر ما دام خناق الازمات والجوع والذل والبطالة والافقار والتركيع والتطويع والافلاس والنهب والافساد يلف اعناق اللبنانيين
ان لم تتعظوا من تجارب الاحتلالات
فلن تتعظوا اليوم
ولا غدا الا عندما تأتي ساعة الحقيقة
ساعة الانتفاضة الحقيقية التي سطرت ملامح في التاريخ القديم والحديث...
مهما شطبتم ونكلتم
عدالة الارض والسماء قادمة لا محالة
الى مزبلة التاريخ.....