خاص- الفيل الذي نبّهت منه "الكتائب" أولا!- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 14, 2020

خاص - بولا أسطيح
الكلمة أونلاين

يشعر حزب "الكتائب" بنوع من النشوة بعد سنوات من العزلة والاحباط اللذين نتجا بشكل اساسي من انتخابات نيابية حصرت كتلته ب٣ نواب بعدما قرر خوضها بمواجهة الجميع ومن دون تحالفات تعومه وبعناوين بدت بوقتها خارج اطار زمانها ومكانها.

اليوم يبدو الوضع مختلفا تماما في الصيفي. تقول قيادات "كتائبية" ان قوى ١٤ آذار الاخرى ضلت الطريق حين سارت بالتسوية الرئاسية في العام ٢٠١٦، اما "الكتائب" فاستكمل طريقه بثقة فوصل قبل الجميع الى القناعة التي وصل اليها الآخرون متأخرين ومفادها ان حزب الله اشبه بفيل في الغرفة بحيث لا امكانية للرضوخ لواقعه الحالي والتعايش معه لانه سيدمر الغرفة وما فيها على رؤوس الجميع.. وهذا عمليا ما يحصل راهنا!

وتعتبر المصادر ان "وصول هؤلاء متأخرين افضل من ان لا يصلوا ابدا.. لكننا للاسف اصبحنا داخل الانهيار الذي يتحمل مسؤوليته حزب الله الذي وضعنا وبقرار وأجندة ايرانية بمواجهة مع اميركا ومن خلفها الدول الاوروبية والعربية. فالى متى نستطيع الصمود بالعزلة التي نعيشها؟"

وتضيف:"منذ البدء ركزنا على العنوان الذي يفترض التركيز عليه... السيادة المفقودة ومصادرة قرار الدولة من قبل الدويلة. اما البطريركية، الثورة، وباقي الافرقاء فقد كانوا يتجاهلون هذا الموضوع ويحاولون حله من دون الدخول بمواجهة مباشرة مع حزب الله ولكنهم استوعبوا الآن ان لا حل لاي مشكلة بوجود الحزب بالطريقة التي هو موجود فيها ينكب على تنفيذ اجندة ايرانية. الكل يعود اليوم الى موقع المواجهة الذي لم يتركه حزب الكتائب منذ 5 سنوات حين كان الجميع يعتقد ان الخلاص بالتسويات".

وترى المصادر ان اكثر من نصف الازمة الاقتصادية التي نتخبط فيها مرتبطة بالموضوع السيادي، هازئة من اتهام حزب الله اميركا بالوقوف وراءها، قائلة:"من ينفي ذلك اصلا! واضح ان ما نحن فيه حصار أميركي يطال ايران وأذرعها في المنطقة وسنبقى في سياسة التجويع والتجفيف ولن نخرج منها الا بحل سياسي – سيادي!"

ولا تتردد المصادر بالحديث عن حل سريع للازمة يقضي بالعودة الى حياد لبنان وصولا الى لبننة حزب الله وعودته الى الداخل. فالحزب برأي "الكتائب"، "حامي منظومة الفساد التي تسكت عن سلاحه فيسكت عن المحاصصة وفسادها".

وتعبر المصادر عن ارتياحها لمواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الاخيرة مؤكدة وجود تواصل مستمر معه. ولعل "الكتائب" كما "القوات" اللذين كانا يجدان الراعي اقرب الى العهد و"الوطني الحر" في المرحلة الماضية باتا يستعيدان "امجاد الماضي الغابر" لجهة علاقتهما المميزة ببكركي.

لكن استعادة العلاقة القواتية- الكتائبية التي اصيبت بكثير من التشوهات طوال المرحلة الماضية أمجادها، من خلال استفادة الطرفين من العودة الى حضن بكركي بعد استعاد البطريرك الراعي خطاب "الحياد"، لا يبدو متاحا او مطروحا اليوم، وهو متروك، بحسب الحزبين للمسار الذي ستسلكه الامور في الاشهر القليلة المقبلة، بحيث ان العمل جار الم شمل وطني وليس حصرا مسيحيا تحت جناحي بكركي.

بالمحصلة، الاندفاعة الكتائبية وان كانت تقوم على مجموعة عوامل ومؤشرات تبررها، يبقى مصيرها مهددا تماما كسابقاتها من "الاندفاعات" خاصة في ظل تعذر تحديد آلية اخراج الفيل من الغرفة او اقله تقليص حجمه!