خاص- هواجس المرجعيات المسيحية تتعاظم ...عون والراعي يفترقان ...؟ بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 9, 2020

خاص- بولا أسطيح
الكلمة أونلاين

شكلت عظة الأحد التي ألقاها البطريرك الماروني بشارة الراعي وناشد فيها رئيس الجمهورية "العمل على فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر"، ودعا "الدول الصديقة للإسراع إلى نجدة لبنان كما كانت تفعل كلما تعرّض لخطر، ومنظمة الأمم المتحدة للعمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلان حياده"، أوضح اشارة لتبلور توجه جديد في بكركي سيتبلور مع مرور الاسابيع القليلة المقبلة وبخاصة خلال زيارته الراعي المرتقبة الى الفاتيكان.

وتكشف هذه العظة وما سبقها من مواقف للبطريرك سواء لجهة اعلانه صراحة التمسك بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة اضافة لتمنيه تأجيل اللقاء الوطني في بعبدا الذي تمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بانعقاده في موعده، ان الامور ليست على ما يرام بين البطريركية ورئيس الجمهورية وان كان الطرفان يصران على عدم تظهير اي خلافات بينهما الى العلن ونفي ما يتردد في هذا الخصوص نظرا الى ان مصلحة الطرفين تقتضي ذلك في المرحلة الراهنة.

وبحسب مصادر قريبة من بكركي، فان ما ورد في عظة الراعي "سببه الرئيسي تعاظم مخاوف الكنيسة وكل المرجعيات المسيحية على مصير البلد ككل والمسيحيين خصوصا وذلك بعدما باتت الضغوط الدولية التي كانت تطال حصرا حزب الله تطال كل اللبنانيين من دون استثناء لتوفيرهم الغطاء الوطني له".

فبرأي المصادر، ان "الاستنفار الكنسي المعلن للتصدي للجوع والفقر ليس وحده كافيا لمواجهة المرحلة والظروف الراهنة، انما يتطلب وبشكل اساسي استنفارا سياسيا ودبلوماسيا للتخفيف من حدة الضغوط التي كادت تطيح بالبلد ككل"، لافتة الى ان "دعوة البطريرك لاعلان حياد لبنان لن تنحصر بعظة الاحد بل سيحملها اينما كان حول العالم، علما انه يعي تماما انها لا تلقى تأييد كثير من القوى السياسية اللبنانية وعلى رأسها "الثنائي الشيعي"، كما ان الرئيس عون لن يكون متحمسا كثيرا لها من منطلق انها ستحيي "اعلان بعبدا" الصادر في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، والذي لا يشكل برأي الرئيس عون نقطة اجماع للبنانيين حاليا بل بالعكس مصدرا لتذكيرهم بانقساماتهم".

وتتخوف بكركي من ان تؤدي اي مماطلة في بت الموضوع وحسمه لسقوط الهيكل على رأس الجميع من دون سابق انذار بعد ان تزعزعت كل الاساسات وبات الانهيار وشيكا باقرار من كل قوى الداخل والخارج على حد سواء، ولعل اكثر ما يقلق البطريركية المارونية المؤشرات التي تؤكد توجه اعدادا كبيرة من المسيحيين للهجرة نتيجة الازمة المالية الحادة التي ترزح تحتها البلاد ما يعني تقلص اعدادهم اكثر فأكثر في مرحلة هي الاكثر حساسية منذ اتفاق "الطائف"، وفي ظل ما يتردد عن توجه لتغيير النظام اللبناني القائم ما يزيد المخاوف من تقليص اضافي للمواقع والصلاحيات المسيحية في الدولة.

واذا كان كل اللبنانيين قد تعايشوا في السنوات الماضية مع فكرة وجود حزب الله كقوة أمر واقع خاصة بعد الهدنة التي أعلنتها كل الاحزاب التي كانت رأس حربة في المواجهة مع الحزب ومشروعه، يبدو ان هذا الواقع، وبحسب المصادر، يتغير "وبخاصة بعدما باتوا يدفعون ثمن تقبلهم للأمر الواقع ضغوطا دولية هائلة أدت لانهيار عملتهم وما تبع ذلك من احتجاز أموالهم في المصارف وفقدان وظائفهم وانقلاب نمط الحياة الذي كانوا يتبعونه رأسا على عقب".

ويحاول البطريرك الراعي ان يقود حركة جديدة لاعلان حياد لبنان، وان كان أقله بالمواقف المعلنة، وهو ما تطلبه الكثير من الدول وعلى رأسها دول الخليج والولايات المتحدة الاميركية التي تعي ان الدخول في اي صراع مباشر مع الحزب في الداخل اللبناني امر غير ممكن بالمعطيات الراهنة.

فهل يلاقي عون الراعي ولو بعد فترة ام يفترق الرجلان قبل نحو عامين ونصف من انتهاء ولاية الرئيس؟ وهل تعود بكركي مرجعية القوى المسيحية المعارضة التي ما كانت تجد فيها في الفترة السابقة صدى لتوجهاتها ومواقفها؟