القومي أمام انعقـاد مُُؤتمره أو تأجيله.. والمعارضة ضدّه تتسـع نحو الإنقسام !!.. بقلم كمال ذبيان

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 7, 2020

كمال ذبيان
الديار

بعد شهر ينعقد المؤتمر القومي العام، الذي مدد المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي له مدة شهرين على ان ينعقد في 8 و9 اب المقبل والذي تواجهه معارضة داخلية واخرى من خارج مؤسسات الحزب، في ظل دعوة لتأجيله لمدة عام، لان الاسباب التي ارجأته ما زالت قائمة ومنها استمرار جائحة كورونا في العالم الذي فتح الاقتصاد لكن التنقل ما زال حذرا، كما التجمعات، وبقاء اجراءات التباعد الاجتماعي، وان كان عدم الالتزام بها يرتفع، ومعه لم ينحسر انتشار الوباء، الذي ما زالت اعداد المصابين به الى ارتفاع.
هذا السبب الصحي، الذي ارجأ المؤتمر من مطلع حزيران الماضي ليس هو الوحيد الذي يدعو معارضين للمطالبة بإرجائه، بل لان الحضور سيكون ضعيفا وفق ما يؤكد مصدر فيما يسمى «المعارضة الداخلية» التي وجهت خمسة نداءات الى جميع السوريين القوميين الاجتماعيين تحت عنوان «من اجل الاصلاح والوحدة» ودعت فيها الى اسقاط القيادة الحالية المتسلطة على الحزب والممثلة بأسعد حردان، الذي يصر على عقد المؤتمر القومي بموعده.

فالدعوة الى تأجيل المؤتمر، جاءت عبر رسائل وجهتها فروع الحزب في الوطن والمغتربات، لان مصلحة الحزب تفرض هذا الارجاء، لان عقده دون حضور الامناء واعضاء المجلس القومي سيكون انتهاكا لارادة القوميين، كما تقول المعارضة الداخلية التي احصت بأنه لن يحضر من حوالى ألف عضو في المؤتمر، سوى ثلثهم من لبنان وربما من الشام وان ثلث المسجلين على اللوائح كأعضاء قوميين ومنتمين شاركوا في الانتخابات الحزبية اي ثلاثة الاف عضو في الوطن وعبر الحدود من اجل 11 ألفا، وقد سجلت طعون من فروع حزبية ما شاب الانتخابات، لكن المحكمة الحزبية شبه المعطلة لم تبت بها، وهذه ثغرة دستورية في انعقاد المؤتمر، وفق ما تؤكد مصادر قيادية عليا في موقع القرار في الحزب، ورفضت التنكر للمؤسسات الحزبية وعدم احترام القواعد الدستورية في الحزب.

وتتهم المعارضة الداخلية رئىس المجلس الاعلى اسعد حردان، بأنه غير مبال للاعتراضات التي تصدر عن قيادات حزبية حالية وسابقة لما يجري في الحزب الذي انتخب اربعة رؤساء له خلال اربع سنوات، وان الرئيسين السابقين حنا الناشف وفارس سعد قدما استقالتهما لانهما اصطدما بعقلية التفرد بقرار الحزب الذي يستمر التشرذم فيه، وان حردان الذي يدير الظهر لكل المعارضين وغير آبه لا لنداءاتهم ولا لتنظيماتهم التي زادت من الشرخ الداخلي، يستمر في العمل لانعقاد المؤتمر القومي بمن حضر، لإعادة انتخاب مجلس اعلى ينتخبه رئىسا للحزب لدورة ثالثة، اسقطتها المحكمة الحزبية دستوريا منه في العام 2016.

وفي هذا الإطار يكشف رئىس المؤتمر القومي العام حنا الناشف، المنتخب من المؤتمر، بأنه يجري تغييبه عن دوره وصلاحياته، وهو ارسل رسائل الى القيادة الحزبية ينبهها من خطورة ما تقدم عليه، ويؤكد الناشف لـ«الديار» بأن كل الاجراءات غير دستورية، وانعقاد المؤتمر اذا حصل ليس دستوريا، وان التأجيل لمدة عام هو الحل المطلوب، للتحضير لمؤتمر تقدم فيه دراسات نوعية، ويبحث في عمق الازمة الحزبية ويقدم الحلول لها، ولا ان يكون المؤتمر شكليا وانتخابيا فقط، وهذا ما يريده ويعمل له المتسلطون على الحزب بقراره ومؤسساته.

واذا لم يؤجل المؤتمر وعقد بمن حضر، حيث لا يوجد نص دستوري حول النصاب القانوني فيه، فان الحزب متجه الى انقسام جديد اذ سيخرج منه العشرات وهم من قياداته ومسؤوليه وفعالياته وقد اجتمع عدد لا بأس به منهم وقرروا مقاطعة المؤتمر في آب المقبل، والمشاركة به بعد عام، واذا لم تستجب قيادة الحزب لمطلبهم، سيلجأون الى التصعيد ضدها، وعقد مؤتمر صحافي لشرح كل الوقائع، حيث يحاول نائبه الرئىس وائل الحسنية الذي يمارس صلاحيات رئىس الحزب دستوريا، ان يطلع من القوميين الاجتماعيين على ارائهم، حول انعقاد المؤتمر، وما اذا كانت ستصب في تأجيله، وهو ما لا يرغب به حردان الذي لا يرى مانعا من حصوله، لان الاسباب التي حتمت تأجيله قد انتقت لجهة «وباء كورونا» وفتح المطارات والمعابر، في وقت يتهمه معارضوه بأنه مصر على عقد المؤتمر ليضمن ان تأتي الانتخابات لصالحه، وقد لا تتوافر في ظروف اخرى، مع اتساع المعارضة ضد ممارساته الفردية، واذكاء الصراع الداخلي.

والكرة في ملعب مجلس العمد الجديد، والحسنية اذا تمكن من ارجاء المؤتمر خارج الضغوط والاملاءات عليه.