لسنا نواباً عنكم ولا عمالاً عندكم... بقلم فؤاد سمعان فريجي
شارك هذا الخبر
Friday, July 3, 2020
كَتب فؤاد سمعان فريجي:
تجربة الحرب اللبنانية كانت كافية لأستخلاص العبر ، وها هي تتجدد في كل المحطات المفصلية ، انتهت الحرب جاء على جثث الناس والشهداء الأنتهازيون واصحاب الكرافاتات وجوالي الطائرات السياحية وتجار الوطنية ، نصبوا انفسهم وزراء ومدراء ونواب ورؤساء على اكتاف المناضلين والجرحى والمعوقين ، والدمار فعقدوا الصفقات تحت اعين من اضناهم التعب ونضال الليالي .
لم يتغير شيئاً المشهد هو هو ، قامت الأنتفاضة في ١٧تشرين ٢٠١٩ بشرف لبناني ووجع قاتل ، حيث نخر الفساد المتوارث والبطالة والنهب منسوباً غير مألوفاً !
اكثر من مليوني لبناني جمعتهم المصيبة ووَحدتهم الدمعة على مصير بلد مهدد بالانهيار. شاب الأنتفاضة بعض السقطات والأستغلاليين والمغمورين من قناصي الفرص اصحاب المظاهر وبعض المندسين ، عدا عن السياسات العمياء التي لوت إرادة الناس في التغيير .
كورونا جاء ليزيد من الطين بلة ، وبقيت النسور على اهبة الأستعداد غير آبهة ببعض الشبيحة ومنتحلي الصفة على التواصل الأجتماعي والشتامين .
الدولار الأميركي لامس ال١٠ الآف ليرة ، وعلى الأرجح انه يطير في فضاء لا سقف له .
عاد الصخب الى الشارع وضجيج الجوع وتنامى عدد العاطلين عن العمل ، وفقدت المواد الأستهلاكية الأساسية ، وكان اخرها ان اللحم لم يعد من ضمن لائحة وجبات الطعام للجيش بسبب ارتفاع سعره ، وللتاريخ نحن في وضع مأساوي يُشبه رائحة الرماد .
وكي لا يبقى مستوراً او ما يقوله البعض في الغرف المغلقة ، سأنادي به على السطوح ، وكيف لنا ان نسكت على مشاهد لفئة لبنانية وكأنها خارج مدار الأرض ، تعيش برجوازية مزيفة على انقاض مجتمع شلعته انياب الضباع في السرقة والتزوير ، هذه الفئة ترقص على مسرح الوجع اللبناني مخمورة .
اعرف ان كلامي سيتعرض للانتقاد عند الغوغائيين اولاد الأزقة الذين بدلت الأيام قيودهم المصدأة بقيود لامعة فأعتبروا انفسهم انهم احرار ، ابداً قيود العبيد ما زالت في تصرفاتكم وعقلياتهم البالية .
لن نكون عنكم نواباً في الشارع نطالب بالمال المسروق وانتم عراة على المسابح امام اشعة الشمس ، بينما نحن تحرقنا الشمس في الشوارع ، لن نكون عنكم نواباً في المطالَب الشعبية بينما انتم تغرفون اموالكم من المصارف وتُصنفون الشرفاء قطاع طرق ، لن نكون عنكم نواباً في الوطن بينما انتم سفراء في قصوركم حيث تختلط الجبانة بالتزييف ، لماذا نحن نترك منازلنا ونلتحف الليالي وننام من شدة الصراخ على طرقات الباطون والأسفلت لحماية لبنان من الفساد بينما انتم تنامون على مخادع الريش واجساد النساء !
نحن لسنا عمال عندكم ، نحن نعمل عند وطن النجوم وصراخ الأطفال ووجع الأمهات وعويل العجزة وانين المرضى ولهفات المغتربين ، نحن عمال امام مشاهد الجنود الذين يحملون هموم مواطنيهم من الأذلال وعبثية السلطة السياسية التي راكمت علينا مليارات الدولارات !
نحن لسنا عمال عندكم ، لنطالب بالحقوق فيما انتم بنيتم انفسكم عاى تعبنا ونهبتم مدخرات البلد في السياسة والتجارة والمقاولات والتزوير والمحروقات والتلزيمات والتجارة غير المشروعة ، تذكروا عندما تدق الساعة سوف يحترق يباسنا واخضراركم ، ولن تنفع جوازات سفركم الأجنبية المتعددة .
بكل فخر لا نحمل سوى الهوية اللبنانية ، هذه الهوية هي محراب الحرية وعلامة الرجولة .
تسكنون القصور والفلل ، وتتنقلون باليخوت ، هل يُعقل ان تأكلنا النار في الشوارع فيما انتم تتلهون على المسابح وفِي المرابع الليلية ، الناس تقطر جوعاً اليس لديكم ذرة خجل ، اوليس لبنان يستحق منكم التضحية ، ام انكم تعتبروه فندقاً؟