ميشال جبور-عندما يفضل الشعب... الكورونا... على الحكومة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 2, 2020


سقط الشعار، سقط وتكسر على صخور الفشل،حكومة "مواجهة التحديات" لم تواجه سوى سخط الشعب،فبعد أن استلمت بلداً أزمته على دولار يخجل من عتبة الثلاثة آلاف ليرة في بداية الأزمة المالية والصحية، ها هو الدولار يحلق فوق عتبة العشرة آلاف وما زالت السماء واسعة أمامه، لا ضبط لسعر الصرف بل نمو للسوق السوداء، لا ضبط للتعيينات بل محاصصات، لا كهرباء بل تقنين أشد من أيام الحرب وربما الآتي أعظم، الرغيف لم يعد مهدداً بل تم تنفيذ التهديد وأصبح الرغيف من الكماليات، حتى الجيش بات محروماً من مذاق اللحم مع أنه يقاتل بلحمه الحي، الرواتب أصبحت توازي سعر علبة سجائر، حكومة كبلت نفسها بنفسها بعد أن تأملنا خيراً بها في البدء وما استطاعت أن تنجزه على صعيد الصحة ضربته بوباء شعاراتها الفارغة وعراضاتها الجوفاء، فأين هي مواجهة التحديات. المحال الكبيرة سبقت الصغيرة بالإقفال والدولار استفحل أكثر من الكورونا حتى باتت تُرسم لنا سيناريوهات الجوع والموت، فكيف ستتحرك هذه الحكومة وهي تحاصر نفسها ببعدها عن محيطها العربي الطبيعي، لا يمكنها لا أن تتحرك لا شرقاً ولا غرباً، طالما أنها لم تترك لها صديقاً لا على الساحة الإقليمية ولا الدولية، حكومة من لون واحد محسوبة على فريق واحد بات لا يطمئن له حتى مناصروه، فالشارع عاد للغليان على كل الأصعدة وفي كل المناطق دون استثناء، الشعب يدمي بسبب وطأة المعيشة القاسية وهذه الحكومة ما زالت مصرة على حسابات أرقامها ملئ بالمغالطات ولم تستطع أن تتصالح لا مع الشعب ولا مع المؤسسات المالية والإقتصادية بل أكثر تخاذلت وتركت الدولار يخنق الناس فأصبحت مقومات العيش الأساسية مهددة بالإنقراض كالطحين والمازوت وكل ذلك لأنها لا تحاكي الواقع المعيشي ولا تستمع لا للنصيحة ولا للعباد في الشارع، فما فائدة خطة اقتصادية لم تُطبق سوى على ميكروفونات الإعلام وما فائدة السلة الغذائية المدعومة إن كانت أموال المودعين رهينة الهيركات المقنع، فجنى عمر المودعين أصبح فتاتاً أمام السوق السوداء التي لم تنمو إلا في ظل هذه الحكومة.
المجتمع العربي لم يطمئن منذ البدء لهذه الحكومة لأنها محسوبة على فريق واحد، ذاب عنها ثلج الإختصاص والتكنوقراط وبان مرج الإرتهان ومهاجمة الدول العربية المانحة كالسعودية والإمارات والكويت، فأي وسيلة خلاص تمتلك هذه الحكومة إن كان المحيط العربي والمجتمع الدولي لا يثقان بها ولم يلمحوا في عملها أية نية إصلاحية، حكومة إلى الآن كبدت البلد المزيد من الخسائر، فالواقع أصبح مأساوياً وهذه الحكومة ما زالت تصر على استخدام البلد كورقة لعب على طاولة المفاوضات والمصالح السياسية والإقليمية، وقد ارتضت تجويع شعبها لتحقيق انتصار سياسي لقطب إقليمي يدعم فئة واحدة وقد انتهجت السباب والشتيمة وواجهت أخوتها العرب لأنهم لم يرضوا دعمها فيذهب دعمهم لبقاء نفس المنظومة الحاكمة التي كبلت البلد منذ آواخر ال٢٠٠٩ ومددت لنفسها على حساب الشعب واستشرى في ظلها الفساد، آن الآوان لترحل هذه الحكومة ويرحل معها تجار الهيكل والأزمات والجوع والدم، فلترحل هذه الحكومة لكي نستطيع أن نخاطب من يستطيع فعلاً أن يساعدنا، من هو من شيمنا العربية، فنحن لن نقبل بأن يجوع أولادنا وينهار لبنان أمام أعيننا ولو حتى وصل بنا الدم إلى الركب، عليها أن ترحل لكي نجد لنا متنفساً يضخ في عروق الوطن أوكسيجن الرحمة،فالشهامة عند العرب لم تمت لكنها لا تقدر على استنهاض البلد دون شريك يتناغم معها ورؤيته عربية ودولية، لن نرضخ للجوع ولن نخضع لليأس وللإفلاس الإصلاحي، وعليه،فالشعب يفضل أن تبقى الكورونا ولترحل... الحكومة.