أجرة السرفيس 3 آلاف؟؟!! أم 2000 ليرة: مشاكل لا تحصى بين الركاب والسائقين

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 1, 2020

كوثر حنبوري

الإقتصاد

منذ إعلان نقابة السائقين أنها ستضرب في التاسع من الجاري، لم تتوقف المشاكل والمشادات بين الركاب من جهة والسائقين من جهة أخرى.

فوضى عارمة إذا لم يوضع لها حد ستؤدي إلى تضارب في الشارع وربما أكثر.

السائقون يطالبون 3 آلاف ليرة..ولا يوافقون على صعود أي راكب إلا بهذا الشرط...

الركاب بدورهم لم يبلغوا بشكل رسمي، لا من نقابة السائقين ولا من أي جهة رسمية بأن سعر "السيرفيس" صار 3 آلاف، وبالتالي بعضهم يصر على دفع ألفي ليرة فقط وهنا يقع المشكل بين الاثنين:

فيبدأ السائق بالحديث عن غلاء الأسعار في كل ما يتعلق بالسيارة ويرفع صوته ويشتم ويبدأ السباب والإهانات إن لم يرضخ الزبون ويدفع ما يريده السائق.

فيدخلنا في تفاصيل أجرة النمرة العمومية وكلفة قطع السيارة وكذا وكذا وفي النهاية يقول إنه سيوقف هذه المهنة وسيحرق سيارته في الشارع.

احدى المشادات حصلت اليوم، وقبل يومين شهدت أخرى أمامي شخصياً:

السائق لم يكتف بذكر كل التكاليف التي يتكبدها كسائق عمومي بل ذهب إلى إهانة الراكب فيقول له: تذهب إلى السوبرماركت وتدفع الأسعار المرتفعة دون أي كلمة وتستكترون على السائق العمومي ال 3 آلاف ويتهمه بأنه "يتشاطر" عليه وما إلى هنالك.

وفي النهاية يقول ساوقف المصلحة وألازم المنزل أشرف لي من هذه المهنة، أو يقول أنه سيحرق سيارته ليرتاح...

هذه المشاكل الاجتماعية بين الناس تحدثنا عنها في مقالة سابقة وقلنا أنها ستحصل وأملنا أن لا تؤدي إلى تصادم وتأخذ الطابع العنفي.. الذي لسنا ببعيدين عنه على أي حال...

المشاكل تحصل بين كل فئات الناس، بين المالك والمستأجر...المالك الذي صبر على المستأجر فترة الحجر والأخير الذي خسر عمله ولا يمكنه أن يسدد المتأخرات...

بين مدراء المدارس والأهالي، بين ​المستهلك​ والتاجر، وبين المودعين والبنوك وما إلى هنالك.

نرى أن كل الناس يتملكها الغضب وهي قريبة جداً من الصراخ والتدافع والضرب ولاشيء يمنع أن تتطور الأمور أكثر...

لكن مهلاً، فإن الراكب المسكين ليس هو المسؤول عن ارتفاع سعر الصرف ولا سائق الأجرة مسؤول:

المسؤولية والملامة تقع في مكان آخر...

ولكن للأسف، الحكومة بدل أن تعالج أساس المشكلة ترضخ للمطالبات وتطبع المزيد من العملة الوطنية وتتابع سياسة الترقيع كما ضخت دولارات على سبيل المثال عند الصرافين مشجعة ​السوق السوداء​...

فوزير الاقتصاد رضخ لرفع سعر ربطة ​الخبز​ قوت الفقير، معللاً موافقته بالقول أن أصحاب الأفران لم يعملوا ولن يكون هناك خبز للناس...

هل هذا هو الحل برفع السعر على الفقراء؟؟!!

التي باتت براداتهم خاوية إلا من قناني ​الماء​ ولكن الماء أيضاً ارتفعت أسعارها...

إحدى شركات المياه على سبيل المثال أبلغت المشتركين أن السعر سيرتفع الأسبوع المقبل من 7500 إلى 12000 ليرة للعبوة، أي قرابة الـ 50%.

كما ربطة الخبز التي ارتفع سعرها 50%...

للحكومة نقول الحل في مكان آخر...لا تتبعوا الإجراءات الترقيعية كمن لا حول له ولا قوة...

افرضوا خطة جدية للإصلاح ومن يمنعكم افضحوا أمره ودلوا عليه في الإعلام...

اضربوا ​الفساد​ بيد من حديد...هذا ما نحتاجه في هذا الظرف وليس إلى حلولكم الترقيعية، التي اثبتت عقمها..

اذهبوا إلى الإصلاح الفعلي والجدي وإلا لا تكونوا شهود زور...واستقيلوا!

أشرف لكم!!