الشارع على موعد مع خائنة لا تردّ يد اللّامس و"قبضاي" بمسدّسَيْن على اليمين واليسار!

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 5, 2020

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

إذا كان همّ بعض الأطراف "المُمانِعَة" حالياً، هو التضامُن مع الأميركيّين "العُزَّل"، و"المقموعين من سلطاتهم"، بدلاً من التفرُّغ للعمل على فكّ أسر الكثير من الشّروط المرتبطة بالإصلاحات المطلوبة من الدولة اللبنانية، لتحقيق الإنقاذ المالي والإقتصادي، فإنّنا نكون أمام حصار جديد، يقوم على أن تلك الأطراف نفسها لن تُفرِج عن ضرورات أساسية تتعلّق بضبط الحدود والتهريب... انطلاقاً من أنها تعتبر أن ذلك سيكون تنازُلات "الحدّ الأقصى"، فيما هي تعوّل على بعض المتغيّرات الأميركية، ولا سيّما إذا لم يُنتخَب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدّداً.

وبالتالي، ما هي الحاجة الى تنازُلات "الحدّ الأقصى" منذ الآن، فيما يُمكن الإكتفاء بتموضُعات "الحدّ الأدنى"، إذا تمكّنت إيران من فتح قنوات مع أي إدارة أميركية جديدة؟

يتناسون

ولكن المعوّلين على هذا الأمر، يتناسون أن قدرة مجتمعهم على الصّمود المعيشي ليست مُعمَّمَة على المجتمع اللّبناني كلّه، وهو ما أوصل الشارع اللبناني الى طرح مسألة السّلاح غير الشرعي كشعار من شعارات الساحات، وذلك رغم تأكيد أكثر من طرف أن السّلاح لن يكون مطروحاً بالشّكل الذي بدأت من خلاله بعض الأصوات المُمانِعَة تُنادي بالتوجّس منه.

في أي حال، ينزلق "حزب الله" يومياً، وأكثر فأكثر، الى مواجهة مع الشعب اللبناني عموماً، الذي يزداد فقره وجوعه بسبب سياسات وتموضعات "الحزب" المُمانِعَة. وهو ما يعني أنه (الحزب) يتّجه مرغماً الى معركة من نوع آخر، تتطلّب منه تكتيكات أشدّ تعقيداً من أي قتال، في أي ساحة حرب.

جرَّة

فلا يُمكن استعمال السّلاح ضدّ الشعب اللبناني، حتى ولو طالبت الساحات الثائرة بنزع السّلاح غير الشرعي. ولا مجال لـ 7 أيار ضدّ النّاس. كما لا يُمكن إرسال بعض العناصر، للقيام بالتكسير والتخريب في ساحات الإعتصامات، الى ما لا نهاية، لا سيّما أن تلك العناصر قد لا تصمُد طويلاً أمام الجائعين الغاضبين، وهو ما سيجعل شوارع لبنان مثل حلبات المصارعة، انطلاقاً من أن من لن يموت من فيروس "كورونا" سيموت من الجوع بسبب سلاح "حزب الله".

وإذا سلمت الجرّة بُعَيْد اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول، لأن الجوع لم يَكُن أخذ مداه آنذاك، فإنها قد لا تسلم اليوم، من خلال الترهيب والتخويف والتخوين.

غير كافٍ

شدّد النائب السابق فارس سعيد على أن "أزمة لبنان المالية والإقتصادية مرتبطة بسلاح "حزب الله" ارتباطاً وثيقاً، لأنه يمنع قيام دولة لبنانية، فيما لا إمكانية لأي حلّ للأزمة إلا من خلال قيام دولة. ولكن اللبنانيين لم يشعروا بأن هذا السلاح يعطّل عملية النّهوض المالي والإقتصادي بشكل كافٍ، وذلك لأن لا قرار سياسياً لدى الأحزاب اللبنانية، لشرح هذه الحقائق بالشكل المطلوب".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "يتوجّب على الأحزاب التي تدّعي أنها ضدّ سلاح "حزب الله" أن توعّي الناس. ولكنّها لم تَقُم ولو لمرّة واحدة بعقد ندوة مثلاً، من مجموعة من الخبراء، منذ اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول وصولاً الى اليوم، تشرح فيها للناس حقيقة الإرتباط العضوي بين الإنهيار المالي والإقتصادي، وبين سلاح "الحزب".

"قبضاي"

ولفت سعيد الى أن "تلك الأحزاب تكتفي بالغمز من حين الى آخر، في حديثها عن السّلاح غير الشرعي. ولكن السياسة لا تحصل بالتلمُّس، بل بالوضوح".

وأضاف:"الأحزاب اللبنانية لا تردّ يد اللّامس، تماماً مثل المرأة الخائنة، وهي تعود دائماً لتقع تحت وطأة الإغراءات. فلا تقوم بواجبها الوطني في مكاشفة الرأي العام اللبناني بأن الأزمة لا تُحلّ بمجموعة من الإخصائيين على الشاشات، يخبروننا عن الـ "بيل إن" والـ "هيركات" والـ "كابيتال كونترول"، بأدب سياسي، بل يتوجّب على أحزابنا أن تردّ يد اللّامس".

وحول إمكانية استخدام السّلاح في وجه الشعب اللبناني، أجاب:"أهمّ قدرة يُعطيها السّلاح، هي التهديد به دون استخدامه، لأن لحظة استعماله تعني الخسارة".

وختم:"قبضاي" يضع مسدّساً في جيبه اليمين، وآخرَ في جيبه اليسار، هو مثل من يقول للجميع، لا تقتربوا منّي. فإذا اقتربوا منه، يخفّ وهجه، وذلك حتى ولو استخدم مسدّساً واحداً من المسدّسَيْن. أما إذا اقتربوا منه، ولم يستخدم السلاح أبداً، فإن هيبته تضيع بالكامل".