خاص ــ استنفار للمؤسسات المسيحية لاغاثة "الأكثر حاجة"... مقابل خطوات حزبية شبه معدومة! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 4, 2020

خاص ــ الكلمة اونلاين

بولا أسطيح

في الوقت الذي تبقى فيه الخطوات التي تقوم بها الأحزاب المسيحية تجاه مجتمعاتها لاغاثة ومساعدة "الأكثر حاجة" بعد انفجار الأزمة الاقتصادية والمعيشية متواضعة، نشهد استنفارا كنسيا وبخاصة من قبل المؤسسات التي تنسق مع البطريركية المارونية لمحاولة التخفيف عن كاهل آلاف العائلات المسيحية التي انحدر قسم كبير منها في الاشهر الماضية تحت خط الفقر.

وتعي المراجع والدوائر المسيحية أن النفق الذي دخله لبنان سيكون طويلا ما يستلزم أن تستمر المساعدات لأشهر ان لم نقل لسنوات، لذلك كان التركيز على تجزئة وتقسيم المساعدات كي تلبي الحاجات لمدة من الزمن، فلا يتم توزيع التبرعات دفعة واحدة من دون تأمين الاستمرارية خاصة وأن الكثيرين اليوم يصرفون مدخراتهم التي تقترب من النفاذ، ما سيرفع خلال اشهر عدد العائلات المحتاجة ما يؤدي لتضاعف الحاجات.

ومن بين المبادرات الناشطة مؤخرا، مشروع "سوليداريتي"، الذي قام بشراكة بين الرهبانية اللبنانية المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار التي يترأسها شارل الحاج ومؤسسة جيلبير وروز-ماري شاغوري وببركة البطريرك الماروني بشارة الراعي والذي انطلق العمل به مطلع الشهر الحالي على ان يستهدف في مرحلة أولى 5 آلاف عائلة. وبحسب مصدر مسؤول في المشروع فان الهدف الابرز منه هو ضمان الا ينام طفل أو مسن من دون طعام لذلك يتم توزيع سلة غذائية للعائلات التي لا مدخول لديها، تحتوي 13 صنفا. ويشير المصدر في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى انه تم تأمين تمويل للمشروع للأشهر الـ6 المقبلة من قبل الأعضاء فيه، "لكن هدفنا ان نكبر لنساعد عدد أكبر من العائلات ونقدم المزيد من المساعدات لذلك سنكون بحاجة لمشاركة خيرين آخرين".

وكشف المصدر أنه وبالرغم من تحديد عدد 5 آلاف عائلة لمساعدتها بانطلاقة المشروع، الا انه يمكن القول ان العدد بات يلامس الـ7 آلاف عائلة علما ان طموحنا ان نساعد 20 ألف عائلة. واضاف:"هناك حاليا 16 مركز توزيع في المناطق اللبنانية كافة، ونسعى لأن نصل الى 50 مركزا لأننا نعي تماما أن الازمة كبيرة لكنها ستكبر اكثر مع مرور الاسابيع والاشهر لذلك نسعى ايضا في مراحل لاحقة لتحقيق العديد من الافكار ومنها توزيع الطعام مجانا على المحتاجين 3 مرات في الاسبوع".

وكما المؤسسة المارونية للانتشار، كذلك المؤسسة البطريركية المارونية للإنماء الشامل، استنفرت جهودها في الاشهر الماضية لتقديم المساعدات للعائلات المسيحية المحتاجة، لكنها قررت عوض توزيع الحصص والسلل الغذائية اعطاء قسائم شرائية بقيمة 100 ألف ليرة لألف عائلة لمدة ستة أشهر تمكنها من شراء احتياجاتها من سوبرماركت فهد الشريكة بالمشروع.

وبحسب باتريسيا صفير، مديرة المؤسسة فان العائلات المستهدفة بشكل اساسي هي تلك التي تشهد أوضاعا استثنائية مستجدة بعدما فقد افرادها وظائفهم او توقفت اشغال من يعملون بأعمال حرة، لافتة الى ان المساعدات تهدف لمساندتهم بتمرير هذه المرحلة بما يحفظ خصوصية وكرامة هذه العائلات. وأضافت صفير في حديث لـ"الكلمة اونلاين":"حرصنا على ان تكون القسيمة الشرائية عبارة عن prepaid card كي لا يشعر مستخدمه بأي احراج. نحن انطلقنا بعملية توزيع اولى مطلع ايار وسنواصل تقديم المساعدة طوال الاشهر الـ6 المقبلة بعدما تم تأمين التمويل اللازم من مجلس أمناء المؤسسة، على ان نقوم باعادة تقييم لوضع العائلات فنضيف عائلات جديدة او يتم حذف عائلات تمكنت من النهوض من جديد بعد عودة أربابها الى العمل".

وتشدد صفير على اهمية هذه الحملة التي تحمل شعار "سوا لنبقى" واي حملة أخرى تهدف لحث المسيحيين على مساعدة بعضهم البعض ولو بمبالغ زهيدة لنبقى متجذرين بأرضنا.

ومع توقع "الشركة الدولية للمعلومات" ارتفاع عدد العاطلين عن العمل من 430 ألفا الى مليون شخص خلال الأشهر القادمة، يبدو انه سيكون هناك الكثير من العمل والمجهود الواجب ان تبذله المؤسسات والجمعيات للحؤول دون انفجار ازمة اجتماعية كبرى تؤدي لتداعي ما تبقى من اساسات هذا الهيكل.


Alkalima Online