إلهاء الأطفال بالألعاب الإلكترونية خلال الحجر الصحي

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 20, 2020

عمد كثير من أولياء الأمور الى اعتماد الألعاب الإلكترونية لإلهاء الأطفال في فترة الحجر الصحي، تاركين أطفالهم يمضون ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة.
لا شكّ في أن بعض الأجهزة تنمّي قدرة الطفل على تحليل المعلومات وتحسين الوعي والإدراك والتفكير بصورة أفضل، وتخلق لديه ثقافة البحث العلمي وتوصِله بالعالم من حوله وتنمّي مخيلته. إلّا أنّ قضاء فترات طويلة يجعل دوره غير فاعل في الأسرة، إذ إنه لا يشاركها ولا يتفاعل معها، وبالتالي تضعف علاقته بمفهوم الأسرة. لذلك، إنّ ترك الطفل يقضي ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الذكية وألعاب الإنترنت من دون مراقبة، يزيد مخاطر الانطوائية والعدوانية والعزلة لديه، وقد تتطور لاحقاً إلى أمراض نفسية.

فجوة إجتماعية
تترك الألعاب الإلكترونية غير المضبوطة فجوة اجتماعية في الأسرة. فهي تقلّل من مشاركة الأطفال وتفاعلهم، وبالتالي تضعف علاقتهم بمفهوم الأسرة. فقد حذّرت العديد من الدراسات من خطورة ترك الأطفال ساعات طويلة أمام الهواتف النقالة والآيباد وألعاب الإنترنت من دون متابعة الأهل ومراقبتهم، لأنها تعزز الانطوائية والعدوانية والعزلة لديهم وتتحوّل لاحقاً الى أمراض نفسية. في سياق متصل، كشفت دراسة أنّ أكثر من 50 % من الأشخاص من جميع الأعمار، يعانون آلاماً حادة في منطقة الرقبة والظهر، بسبب استخدامهم المتزايد لأجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

ووصفت الدراسة الضرر الناجم عن استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة جداً، والذي يتمثّل بآلام في منطقة الرقبة بشكل خاص أو حتى انقراص الفقرات في الرقبة والظهر. وأكدت أنّ العادات الخاطئة باستعمال الهاتف أو الكمبيوتر أو النوم على البطن أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة في وضع جيد ومتّزن، فتضطر عضلات الرقبة للعمل أثناء الليل لتثبيت ومنع عدم اتّزان فقراتها، ما قد يؤدي إلى إحساس بالألم والتيبّس في الصباح بمجرد القيام من النوم. وأفادت بأنّ الجلوس الخاطئ المستمر لساعات طويلة له دور مهم في آلام الرقبة.

نصائح مفيدة
قدمت الدراسة بعض النصائح، منها تجنيب الطفل الاستمرار في الجلوس لفترة طويلة يكون فيها مضطراً لتثبيت الرقبة في اتجاه واحد، كمِثل استخدام الهاتف أو مشاهدة التلفزيون. وشددت على ضرورة تعديل وضعية جلوس االطفل والاستراحة كل 15 دقيقة على الأقل، مع ضرورة المحافظة على وضع الرأس مستقيماً مع العمود الفقري أثناء الجلوس. لأنه كلما زاد زَحف الرأس للأمام بمقدار 2.5 سنتمتر، كلما زادت الضغوط على فقرات الرقبة السفلية بمقدار وزن الرأس. وأكدت الدراسة على أهمية مشاركة الأعمال المنزلية على شكل ألعاب مع الأطفال، وتشجيعهم على القيام ببعض النشاطات البدنية، وذلك حفاظاً على صحتهم النفسية والجسدية.

شادي عواد
الجمهورية