خاص- سرقوا المليارات.. ولم يفهموا بعد أن الجوع قاتل!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 28, 2020

خاص- عبير عبيد بركات


كما درجت العادة، يبدأ السياسيون بتراشق الإتهامات والكلمات المسيئة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي بعد خطاب أي "زعيم سياسي" لأي فريق انتمى ضدّ خطّهم السياسي، فما زالت ذهنيتهم تتخبط بالنهج ذاته، وما زالوا يستنزفون ما تبقّى من هذا البلد، هذه المنظومة استباحت الدولة وحطّمت مؤسساتها وبنيانها وتقاسمت حصصها واستولت على أملاكها البحرية وأنشأت جمعيات ولجاناً وتلزيمات بملايين الدولارات للإستفادة الشخصية والسرقة والنهب عندما كانوا متفقين، ولم يفهموا حتى الآن أن الشعب مقهور ولا يهمّه سوى إطعام أولاده وحمايتهم، ولم يفهموا بعد أن الجوع قاتل..


في لبنان، مع حفظ هامش ضئيل جدًّا من الغلط، كلّ مَن عمِل في السياسة.. فاسد! وكل زعيم ستّر على فاسدين .. هو فاسد! فكل سياسي في لبنان يعتبر نفسه فوق القانون، فالمعايير المُتاحة لا تسمح لأي شخص مهما بلغت نظافته أن يكافح الفساد أمام هذا الكمّ من "المافيات"!


لقد عاد مشهد إقفال الطرق وإشعال الإطارات في مختلف المناطق اللبنانية إلى الواجهة مساء أمس، بعدما ارتفعت صرخة المواطنين في ظلّ الأوضاع الإقتصادية الدقيقة وسعر صرف الدولار، وقد كان للبنانيين فرصة للتغيير الحقيقي لو استمرّت ثورة 17 تشرين كما كانت عليه عندما إنطلقت في الأيام الأولى وثار الشعب ونزل الى الشارع مطالباً ببناء دولة وقانون عادل ومكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة واستعادة لبنان من حفنة السياسيين التي دمرته قبل أن تستغلّ الأحزاب التقليدية صرخة ووجع الناس..


الصراع الذي نعيشه اليوم ينقسم بين رئيس حكومة يريد إقامة دولة أساسها العدل والإنصاف والقانون ودولة عابرة للطوائف والأحزاب والعائلات المتوارثة للسلطة والمال والبلاد والعباد، وتؤيّده أقلية، وبين مَن حكم سنوات وسرق ونهب المال العام واليوم تُخيفه المحاسبة فيلجأ إلى الدعس على كرامات الناس كي يحمي مصالحه وأمواله، ويتّهم الحكومة الحالية التي تعمل مكثفاً لترميم ما أفسدوه كي يُبعِد عنه المسؤولية!


إن مسؤولية القوى السياسية تكمن في التكاتُف مع بعضها البعض وإيجاد حلول لإنقاذ البلد في ظلّ الواقع الإجتماعي والمالي الصعب الذي نعيشه بدل أن تتراشق الإتهامات التي لا تعنينا ولا تعني حتى مَن يتبعكم ويؤلهكم.. فأنتم من أوصل الدولار إلى الـ4000، وتراجعت قيمة رواتب العاملين ولا يمكنهم الإستحصال عليها كاملة وارتفعت أسعارالسلع بشكل جنوني، فكيف سنمضي بالعيش في ظلّ هذا الغلاء الفاحش؟

Abir Obeid Barakat