خاص- أخصائي في طب وادارة الكوارث: انسوا الـ2020!... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, April 17, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا اسطيح


ينتظر الكثير من اللبنانيين بفارغ الصبر انتهاء المهلة الجديدة التي حددتها الحكومة اللبنانية في 26 نيسان للتعبئة العامة، ظنا منهم بأن هناك فرصة ليعودوا بعدها الى أشغالهم وحياتهم الطبيعية. فهم وان كانوا يدركون ان الفيروس لن ينحصر في ليلة وضحاها، يحاولون البناء ولو على احتمالات ضعيفة بعدما وصلت الامور بعدد كبير منهم الى حد اليأس خاصة اؤلئك الذين لا يستطيعون تسيير أعمالهم أثناء تواجدهم في الحجر.

لكن، وللأسف، كل المعطيات العلمية تؤكد انه سيتم تمديد التعبئة العامة نهاية الشهر الجاري على ان تمدد اشهرا اضافية، من دون ان تعلن الحكومة ذلك وتكتفي كما فعلت منذ انطلاق الازمة بتحديد مهل قصيرة من اسبوعين و3 قائلة انها ستبني على الشيء مقتضاه عند انتهاء كل مهلة.

وبتقاطع معلومات طبية ورسمية حصلت عليها "الكلمة اونلاين"، هناك 3 مسارات قد تسلكها الامور، فإذا تضاءلت اعداد المصابين مع مرور الاسابيع وتم استيعاب الفيروس قد ننتهي من التعبئة العامة في حزيران المقبل، اما اذا بقيت الارقام على ما هي عليه وتم تسجيل زيادة بسيطة فالأرجح ان الحالة التي نحن فيها ستستمر حتى آب المقبل. أما السيناريو الأسوأ فيقول بتمديد التعبئة العام حتى نهاية العام الحالي في حال كان هناك تفش للوباء وزيادة كبيرة بأعداد المصابين.

وفي هذا المجال، يقول د. جبران قرنعوني، الأخصائي في طب وادارة الكوارث انه"وبعكس ما يصوّر البعض، لسنا في SAFE SIDE، فالأرجح ان الاعداد المسجلة للمصابين في لبنان لا تعبّر عن الواقع بحيث ان من يتقدمون لاجراء فحص الكورونا ينحصرون في مناطق محددة، في وقت تغيب الفحوصات عن مناطق بأكملها وبخاصة في الشمال (عكار وطرابس) والجنوب وغيرهما". ويؤكد قرنعوني لـ"الكلمة اونلاين" انه كلما اجرينا فحوصات أكبر كلما تبين لنا ان عدد المصابين اكبر، مرجحا ان تتخطى الاعداد في لبنان الـ3000، مضيفا:"المطلوب من الحكومة والمعنيين ان يذهبوا هم الى المناطق التي لا يأتي أهلها الى بيروت ليقوموا بالفحوصات، لأننا متأكدون ان الكثير منهم يعتقد انه مصاب بالرشح الموسمي فيما كثيرون آخرون لا يشعرون بأي عوارض لذلك لا يعتبرون ان هناك داع لاجراء الفحص، أضف ان البعض يموتون بالسرطان او بأمراض القلب من دون ان يعلموا انهم ماتوا بسبب مضاعفات الكورونا".

ويرد قرنعوني غياب عوارض المرض عند الكثير من اللبنانيين "لكون القسم الاكبر من السكان هم من الشباب تماما كما الحال لدى اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين الذين يمتلكون مناعة قوية"، مشددا على انه "من الاستحالة في مكان ان لا يكون هناك حالات كورونا في صفوفهم، كل ما في الامر انهم يعتقدون انهم مصابون بالرشح او انهم لا يشعرون بشيء على الاطلاق".

أما بما يتعلق بالمهل الزمنية التي سيتطلبها انحسار الفيروس، فيشير قرنعوني الى انه وفي أفضل الحالات نحتاج 3 أشهر لنتأكد بعدها اذا وصلنا الى صفر حالة، واذا لم يحصل ذلك توجب علينا الاستمرار بالتعبئة العامة التي قد تصل لـ6 أشهر، على ان يترافق ذلك مع زيادة عدد الفحوصات، مضيفا:"أعتقد أنه على اللبنانيين أن ينسوا للأسف العام 2020 لأنه وفي حال اعدنا فتح المطار قريبا فان الامور قد تخرج عن السيطرة في حال عودة عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين لا يزالون في الخارج". وختم:"لو كنا شعبا يلتزم تماما بالتعليمات وباجراءات الوقاية، كان يمكن اعادة فتح المؤسسات على ان تتخذ تدابير النظافة والتباعد الاجتماعي، لكن التجارب الحالية في محال بيع الاغذية والافران وبعض دور العبادة لا تشجع على ذلك".