خاص- وزيرنا مرهق... والعالم مدينة اشباح... متى ينتهي الكابوس؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 9, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

عبير عبيد بركات

في غضون بضعة أشهر من ظهور فيروس الكورونا في الصين، تحولت مدن العالم شبه خالية تسكنها الأشباح، وتخطى عدد الإصابات المعلنة رسمياً حاجز المليون ونصف حالة حتى يومنا هذا، وبات السؤال الأكثر تداولاً بين البشر هو "متى سينتهي هذا الكابوس وتعود دورة الحياة إلى طبيعتها وانتظامها وكيف سيكون العالم ما بعد الوباء"، لا سيما مع الإنكماش الإقتصادي الذي ضرب جميع الدول بما فيها الدول الصناعية الكبرى التي لطالما رسمت استراتيجياتها، والتي اتبعتها دول العالم الثالث الفقيرة التي باتت بالتالي على أبواب الفقر والمجاعة الكبرى.


وفي لبنان، تصدرت صور وزير الصحة الدكتور حمد حسن مواقع التواصل الإجتماعي ويبدو على وجهه علامات التعب والسهر وآثارالكمامات، والمثير للجدل ان الذين نشروا صور الوزير وأطلقوا عليه صفات جميلة وأجمعوا على الجهود التي يقوم بها منذ توليه رئاسة الوزارة هم نفسهم الذين شتموه وانتقدوه منذ بضعة أيام او اسابيع.


تحديات كثيرة رافقت الحكومة والوزراء منذ استلامهم مهامهم، أهمها وأخطرها اجتياح فيروس الكورونا الذي فتك بالعالم كله ولم تستطع دول كبرى ومتطورة مواجهته، وتصرّف الوزراء الجدد بكامل المسؤولية علماً انه لم يكن لديهم الوقت الكافي للإطلاع على حجم حاجات ومشاكل الحقائب التي استلموها، ومع ذلك استطاعوا أن يعيدوا ثقة اللبنانيين بهم، على الأقل، بموضوع صحتهم!


اليوم يعلق اللبنانيون آمالهم على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وخاصة مواكبة وزير الصحة لكافة تفاصيل الأزمة، ويأملون أن يصرح قريباً ان عداد الأرقام.. قد توقّف!


أما مرحلة ما بعد الكورونا في لبنان فهي غير مطمئنة وستكون مؤلمة جداً وتتطلب من الحكومة عملاً دؤوبا لحصر نتائجها اذ ان أزمة كورونا أرخت تداعيات شديدة السلبية على اقتصادات مختلف دول العالم.


وستكون الحكومة امام تحديات جديدة لاتخاذ خطوات وقائية، إصلاحية وادارية ومالية واخراج البلد من التجاذب السياسي كي تستطيع العمل لان المرحلة القادمة تبشر بالأسوء!


أما الدول الكبرى فهمّها الوحيد اليوم أن تنتج لقاحاً للحدّ من انتشار الفيروس والقضاء عليه ولكن يتطلب ذلك الصبر والنفس الطويل وتحمّل الإغلاق لفترة زمنية أكبر قد تطول لبضعة أشهر او ربما سنة، وهو الخيار الأكثر فعالية حتى اليوم لكنه الأكثر خطورة على المجتمعات والإقتصادات.


إن الدول التي سارعت في تطبيق القيود لمنع تفشي الفيروس هي المؤهلة أولاً للخروج من الأزمة وإنهاء الإقفال العام للبلاد مثل النمسا وجمهورية تشيكيا التي تمكنت من تجاوز المرض بخسائر محدودة مقارنة بالكوارث التي حلت بدول أخرى كايطاليا واسبانيا وتعمل على إعداد برنامج لإعادة الحياة إلى طبيعتها تدريجاً لتخفيف القيود وإعادة فتح الدول أمام الحركة التجارية وسط توقعات بزيادة كبيرة للفقراء في العالم نتيجة الأزمة الراهنة.


ومن المؤكد أنه مثلما أدى هذا المرض إلى تعطيل الحياة، فإنه سيؤدي إلى تحولات في القوة السياسية والاقتصادية بطرق لم تكن تخطر ببالنا، فالحياة ما بعد الكورونا لن تكون كما قبلها!

Abir Obeid Barakat