لماذا يصرخ الرضيع... لكلّ صرخة معنى

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 28, 2020

ماري الأشقر

سُئل الفيلسوف الساخر فولتير مرة أن يَصف حياة الانسان بأقلّ ما يمكن من الكلام، فقال: «يخرج ويصرخ: إنها الحياة. يصرخ ويخرج: إنه الموت»! والطفل يعلن عن قدومه الى هذه الدنيا بالصراخ، وصراخه الاول هذا ليس سوى ردة فعل.

لا يلبث الطفل أن يكتشف ان ليس لديه من وسيلة للاتصال بالذين يحيطون به ليفهمهم انه جائع او متألم او ضَجر إلّا بالصراخ، فإذا شعر بالجوع كان صراخه ملحّاً ومتواصلاً. وإذا مرض فصراخه ضعيف متوسّل أشبه بزمجرة الحيوان. أمّا اذا استبدّ به الالم فلا تخطئه.

في الماضي كانوا يقولون إنه من المستحسن ترك الطفل يبكي لأنّ هذا يقطع له شهيته، امّا اليوم فبات معروفاً انّ العكس هو الصحيح لأنّ البكاء يملأ معدته بالهواء، فإذا ما حان موعد الرضعة لم يستطع أن يأخذ اكثر من نصفها قبل ان ينام، ثم لا يلبث ان يستيقظ وقد استبدّ به الجوع من جديد فيُعاود البكاء. والاطفال يختلفون كثيراً على صعيد الشهية، وهم وحدهم الذين يعرفون كم يستطيعون أن يأكلوا في اي وقت. وقد يحدث أن يجوع الطفل بعد ساعتين او ثلاث من تناوله وجبته من دون ان يكون شَرهاً.

أمّا حاجته الى الغذاء فناجمة عن تطوّره الجسدي لا عن الوقت الذي يمرّ بين الوجبتين، وهو عندما يصرخ طالباً الطعام إنما يعبّر عن كونه جائعاً، اما اذا رفض الطعام فمعنى ذلك انه لا يشعر بالجوع. وكذلك ليس جميع الاطفال بالحاجة نفسها.

واذا كان الطفل قد اكتسب العادة السيئة بأن يستيقظ مراراً أثناء الليل، فواجب الأم ان تغيّر له وضعه او ان تعطيه شيئاً ما «لعبة مثلاً» ليتعلّق بها وهو غارق في رقاده، لا أن تتركه يصرخ ويبكي. ونمو الطفل يحدث على دفعات فقد يزداد طولاً من دون أن يسمن، او العكس، وفي الشهر السادس يجب ان يبدو مكتنزاً، وهذا شيء طبيعي، وحوالى السنة يأخذ 12 شهراً، وفي هذه الفترة يبدأ بالحَبو (السير على أربع)، ثم المشي منتصباً على قدميه.


الجمهورية