بعيداً عن هوس الكورونا - بقلم العميد خليل حلو

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 26, 2020

من هم في السلطة اليوم، لم يلعبوا لعبة وطن بل تظاهروا بذلك (لا أتحدث عن فريق معين).

أعني بذلك أن غايتهم كانت الوصول إلى السلطة وليس إلى الوطن، وقد نجحوا في إيهام الناس أنهم كانوا يلعبون لعبة وطن. اليوم هناك من يلعب لعبة سلطة وهو اما في السلطة نفسها أما خارج السلطة كلياً أما هو في وظيفة رسمية عليا، وهو يلعب لعبة السلطة هذه من حيث يدري (والأمثلة كثيرة) وأيضاً من حيث لا يدري وفي هذه الحال إن الطبيعة البشرية الغرائزية تفسر ذلك خاصة وأن الإنسان غالباً ما هو بحاجة للتذكير بالقيم ليتغلب على الغريزة...

الطموح شرعي ومشروع ولكن تغليب المصلحة الضيقة على مصلحة الوطن جريمة لا يمكن غفرانها ... إذن لاعبو السلطة كثر ولاعبو الوطن قلـّة وعلى الناس أن تميز وإلا ستعاني من سلطات أتت بها هي عشائرياً أو إنتخابياً أو عقلانياً.

غداً سيسيطر العالم على الكورونا وسنتعايش معه كما نتعايش مع باقي الأمراض وسنتعايش مع أمراض جديدة ستظهر حتماً كلما عبث الإنسان بتوازنات البيئة والطبيعة كما حصل في الصين..

غداً الكورونا إلى أفول وغداً سيكون الصراع الحقيقي ليس بين 8 و14 آذار وليس بين انتفاضة وسلطة فاشلة وليس بين منطق الدولة ومنطق الدويلة بل بين العقل واللاعقل وبين من يلعب لعبة سلطة لأطماع وطموحات ومصالح ضيقة ومن يلعب لعبة وطن وعلى الناس التمييز.

يا رب رحمتك للبشرية جمعاء من الكورونا والأمراض الأخرى ومن الضغط النفسي الذي لا يشفى إلا بالإيمان.
عاش لبنان.