التكنولوجيا تخفف من وطأة الحجر المنزلي

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 25, 2020

شادي عواد

ساهمت التطورات التكنولوجية في جعل إجراءات العزل أكثر سهولة، وجعلت الحجر مريحاً، ووفّرت إمكانية العمل من المنزل عن بُعد وممارسة الرياضة عبر التطبيقات والبقاء على تواصل مع الأقرباء والأصدقاء والاستفادة من وسائل الترفيه المختلفة.



أصبحت التكنولوجيا التي كانت تتعرض عادة للانتقاد الشديد، الرفيق الرئيسي للحجر المنزلي في زمن فيروس كورونا المستجد. فقد شهدت العديد من الخدمات الرقمية ارتفاعاً غير مسبوق في عدد المستخدمين في فترة زمنية قصيرة. فهل يمكنكم أن تتخيّلوا هذا الحجر من دون التكنولوجيا والإنترنت والهواتف الذكية ومواقع التواصل الإجتماعي؟



نشاطات متعددة

يمكن في فترة الحجر المنزلي اللجوء إلى العديد من الخدمات التي توفرها شبكة الإنترنت. منها العمل من المنزل والتعلّم عن بعد والإستفادة من المحتوى التعليمي على يوتيوب وإتقان مهارات جديدة ومكالمات الفيديو الجماعية التي تمكّن من قضاء الكثير من الوقت مع الأصدقاء والإطلاع على أخبارهم، أو قراءة الكتب الرقمية العديدة التي توفّر خيارات لا حصر لها. كذلك يمكن الإستفادة من تطبيقات اللياقة البدنية التي توفّر تمارين للمحافظة على الصحة العقلية والجسدية. في السياق عينه، يمكن الاستفادة من خدمات نتفليكس لمشاهدة الأفلام والمسلسلات أثناء الحجر الصحي ومن الألعاب الإلكترونية الفردية والجماعية التي تساعد في تمرير الوقت. كذلك تساهم التكنولوجيا في إلهاء الأطفال أثناء الحجر المنزلي، خاصة أنهم لا يدركون مخاطر كورونا، ويطالبون بالخروج من المنزل. وكلّ الذي ذكرناه هو على الصعيد الشخصي. أما على الصعيد العام، فلا يختلف إثنان على أهمية التكنولوجيا لمكافحة فيروس كورونا، من خلال الابتكارات العلمية أو حتى من خلال تَعقّب الأشخاص الحاملين للفيروس لمعرفة كيفية تحركاتهم والأشخاص الذين اختلطوا معهم. وهو أمر لجأت إليه دول عدة ولو بطريقة غير معلنة، لأنّ ذلك يمكن أن يمسّ في أحد جوانبه بخصوصية الأفراد.



ما بعد كورونا

على الرغم من أهمية التكنولوجيا في هذه المرحلة، حذّر العديد من الخبراء من مرحلة ما بعد كورونا، وأشاروا أنّ هذه الفترة ستغيّر الكثير من العادات البشرية الإجتماعية، وستزيد اعتماد الأشخاص على التكنولوجيا بشكل أكبر في جميع نواحي الحياة. وأكد الخبراء على ضرورة التوفيق بين الحياة الرقمية والواقعية، والإستفادة من فترة الحجر المنزلي لتمضية الوقت مع العائلة وممارسة النشاطات الجماعية التي تجمع أوصال العائلة من جديد بعدما كانت قد فَكّكتها التكنولوجيا في مرحلة ما قبل كورونا.