خاص- "المستقبل" يجيب على: أين الحريري وماذا يفعل؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 22, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا اسطيح


"لا يهم اذا ما كان في بيروت أو باريس او الرياض أو غيرها من العواصم..فهو كما كل اللبنانيين يحاول التزام الحجر المنزلي والتخفيف قدر الامكان من الاجتماعات واللقاءات التزاما بالارشادات للوقاية من كورونا"...هكذا ترد مصادر قريبة من تيار "المستقبل" لدى سؤالها عن مكان تواجد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، مؤكدة انه يتابع أزمات البلد أول بأول وبالتفاصيل، كما انه يقول ما يجب ان يقوله من خلال تغريداته المتواصلة التي تتناول كل الاحداث والتطورات.

وتعي قيادة "المستقبل" ان المرحلة لا تحتمل المزايدات، بل تتطلب استنفار كل الجهود للتعامل بجدية قصوى مع الأزمات وبخاصة أزمة كورونا التي تهدد العالم بأسره. وتشير المصادر الى انه وبالرغم من تأخر الحكومة اللبنانية 10 أيام قبل اعلان التعبئة العامة وحالة الطوارىء الصحية، الا أن المطلوب الآن ان نكون كلنا جنودا في هذه المعركة ونسلم القيادة لأصحاب العلم والاختصاص.

وقد بدا واضحا في الأسابيع الماضية توزيع الأدوار الحاصل في صفوف "التيار الأزرق"، ففيما حرص رئيسه على التهدئة والتزام سقف منخفض في انتقاد الحكومة، كان بعض نوابه يوجهون سهامهم اللاذعة للوزراء وللرئيس حسان دياب، وهو ما يتفهمه حتى خصومهم السياسيون الذين يدركون ان ما يقوم به "المستقبليون" من تصويب على عمل الحكومة أضعف الايمان بالنسبة لكل القوى التي ارتأت اللجوء الى صفوف المعارضة، وان كان هؤلاء لا شك لا يوافقونهم على ملاحظاتهم على بعض الآداء الحكومي.

وتستغرب المصادر المستقبلية ما تقول انه "التوجهات العامة السرية" للحكومة، لافتة الى "اننا لا نزال ننتظر ان ينجزوا الخطة الانقاذية التي قالوا انهم سيعلنون عنها قبل شهر شباط المقبل، فاذا بهم يرجئون الكشف عنها حتى شهر ايار المقبل"، وتضيف:"لعل القرار الوحيد الذي اضطروا للافصاح عنه هو التخلف عن دفع استحقاق سندات اليورويوند...ما عدا ذلك، كل شيء لا يزال يخضع بالنسبة لهم للتشاور والتداول النقاش".

وتدعو المصادر الحكومة ورئيسها للاستناد الى الورقة الاصلاحية التي أقرتها حكومة الرئيس الحريري الأخيرة، معتبرة ان فيها من البنود والافكار ما يكفي للبناء عليها في اي خطة مقبلة للنهوض بالبلد، قائلة:"كما العودة الى البيان الوزاري لتلك الحكومة كفيلة بوضع أساسات متينة للعمل..لكن للأسف لا نرى انه يتم التصويب باتجاه لب المشكلة الا وهو كيفية تأمين التمويل لأي خطة مقبلة. فهل يعتقدون اننا قادرون على معالجة مشاكلنا بامكانياتنا الذاتية؟ الجواب طبعا لا، والاجدى الالتفات الى طلب مساعدة الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية كما الدول العربية". ولا ترى المصادر ان الانشغال في أزمة كورونا يفترض أن يعلٌّق العمل بمحاولة التواصل مع الخارج لتأمين المساعدات المطلوبة على مستوى الداخل اللبناني، من منطلق أن الوضع المعيشي لا يحتمل التأجيل والمماطلة على الاطلاق وبالتالي الواجب العمل بشكل متزامن على الملفين (اي كورونا والازمة المالية والاقتصادية).

وعما اذا كان الحريري قد حزم أمره لجهة عدم رغبته بالعودة الى السلطة في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تقول المصادر:"الحريري لا يتهرب من مسؤولياته..كما انه لم يقارب يوما عودته الى السلطة من هذه الزاوية. هو الذي يحدد حصرا توقيت وظروف عودته الى الحكم، وان كان الموضوع غير مطروح في الظروف الحالية". وتختم المصادر:"ها هم بملف الكهرباء يعودون الى طروحات وافكار الرئيس الحريري لجهة الانفتاح والتوجه الى الشركات الكبيرة للتعامل مع الازمة وحلها، بعدما كانوا يرفضون ويعرقلون في السابق كل ما كان يطرحه في هذا المجال.لا يهم اذا كنا في الحكم او لا اذا كانوا سيعودون بنهاية المطاف لما كنا ننادي به، لان هناك رأي عام يتابع وسيحاسب".