اللجنة الأولمبية الدولية تحت الضغط

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 20, 2020

تتجه الأنظار إلى اللجنة الأولمبية الدولية بشأن مصير دورة الألعاب الصيفية المقرّرة في طوكيو هذا العام، في ظل انتقادات لإصرارها على المضي قدماً في التحضير لها في موعدها، على رغم الشلل الذي فرضه فيروس كورونا المستجد على الرياضة عالمياً

تسبّب وباء كورونا بوفاة أكثر من تسعة آلاف شخص ودفع غالبية دول العالم لفرض قيود صارمة على حركة التنقل والسفر للحدّ من تفشيه. وفي الرياضة، عُلِّقت معظم المنافسات المقرّرة حالياً وألغيت أخرى، وبدأ تأجيل أحداث كبيرة كانت مقرّرة هذا الصيف، مثل نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم. على رغم ذلك، يبقى الموقف المعلن للمعنيين بأولمبياد طوكيو 2020، التحضير لانطلاقها كما هو مقرّر (24 تموز/يوليو-التاسع من آب/أغسطس).

في مدينة لوزان السويسرية، رفعت اللجنة على مدخلها لافتة كُتب فيها «البيت الأولمبي مقفل». ومنذ مساء الجمعة، يلتزم نحو 600 موظف فيها منازلهم بناءً على «توصيات الهيئات الصحية»، بحسب ما أعلنت اللجنة. ومن تلك المنازل، يواصل الموظفون التحضيرات لإقامة أكبر حدث رياضي في العالم، والذي عادة ما يستقطب أكثر من عشرة آلاف رياضي وملايين المشجعين لدى إقامته كل أربعة أعوام. وبينما ابتعد هؤلاء عن المقر الأولمبي، يواظب رئيس اللجنة الألماني توماس باخ وأمينها العام البلجيكي كريستوف دي كيبر وعدد من المديرين على الحضور، بحسب ما أفاد مصدر مقرّب من اللجنة وكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه: «الرئيس وبعض المديرين يتواجدون فقط في المبنى، ولكن في مكاتب متباعدة»، ضمن إجراءات الوقاية للحد من تفشي الفيروس الذي بات يُصنف وباء عالمياً.

وعقد باخ خلال هذا الأسبوع اجتماعات عبر الهاتف مع العديد من الأطراف المعنية بالحركة الأولمبية، من اللجان الوطنية الى الاتحادات الدولية وممثلين للرياضيين، لتقييم الأوضاع في ظل الظروف الصحة، لتخرج اللجنة بالخلاصة التي تكررها منذ فترة هي والعديد من المسؤولين اليابانيين: «نريد أن تنطلق دورة الألعاب في موعدها المحدد».
في تصريحات له، شدد باخ على أن «كل العالم يدرك أنه لا تزال تتبقّى أربعة أشهر أمامنا» قبل انطلاق الألعاب.

وأتى ذلك بعد نحو 24 ساعة من إصدار اللجنة بياناً مطولاً، اعتبرت فيه أن لا حاجة إلى اتخاذ قرارات «جذرية» في الوقت الراهن بشأن مصير الألعاب، داعية الرياضيين إلى مواصلة تحضيراتهم بأفضل ما يمكن.
المفارقة أن هذا الموقف أتى في يوم اتخذ فيه اتحادا كرة قدم قاريان قرارين بإرجاء بطولتين كبيرتين كانتا مقرّرتين هذا الصيف الى صيف عام 2021، وهما نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية.

وبحسب مشاركين في اجتماعات اللجنة الأولمبية، لم يطرح أي من ممثلي الاتحادات الرياضية الدولية الـ28 على باخ السؤال عما اذا كان يعتزم إرجاء دورة الألعاب الأولمبية لما بعد موعدها المقرّر.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة والعضو في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، الصربي نيناد لالوفيتش، لوكالة فرانس برس: «نحن متفائلون جداً بإقامة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في موعدها».

وأوضح الأخير أنه يجري «مشاورات هاتفية مع الاتحادات الأعضاء»، من أجل أن يقدم إلى اللجنة الأولمبية «بحلول نهاية الشهر الحالي»، خطة من أجل إنهاء برنامج التصفيات المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية.
وتابع: «سنرجئ كل دورات التصفيات إلى حزيران/يونيو»، بعدما أقرت اللجنة الأولمبية الثلاثاء بأن القيود التي فرضها الفيروس على حركة التنقل والسفر، تؤثر سلباً على تحضيرات الرياضيين للألعاب، مشيرة إلى أن 43 بالمئة من المشاركين لم يحسموا تأهلهم بعد.
لكن إلى أي حد يمكن للجنة الأولمبية الدولية وأهم مسابقة في برنامجها الرياضي، أن تبقى في منأى عن التأثر العالمي بفيروس كورونا؟

بحسب مسؤول في اتحاد دولي فضّل عدم كشف اسمه: «دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر من أي أمر آخر، على الصعيد التنظيم والميزانية والألق (...) وبالتالي يمكننا تفهم أن اللجنة الأولمبية الدولية تمنح نفسها وقتاً إضافياً قبل اتخاذ قرار جذري يرتبط أيضاً بمستقبل الرياضة العالمية».
ويتوقع أن يكبّد أي قرار بشأن إرجاء الدورة أو إلغائها، اليابان تكاليف اقتصادية باهظة بعدما أنفقت نحو 12 مليار دولار لاستضافتها.
وأبدى رياضيون هذا الأسبوع قلقهم من الإصرار على المضي قدماً في خطط انطلاق الألعاب في موعدها، معتبرين أن ذلك يسبب «خطراً» صحياً عليهم، وحتى رياضياً لكونهم غير قادرين على التحضير بالشكل المناسب.